صفحة الكاتب : فراس الخفاجي

التيار الصدري واسطوانة الرفض
فراس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 منذ ان نهض العراق الجديد بعد انهيار الديكتاتورية ونحن نعيش مع الحركة السياسية التي ولدت من جديد في السنوات الماضية بدأت بمليشيا مسلحة تحت اسم جيش المهدي وانتهت بدخولهم العملية السياسية بعد المد والجزر في المواقف المتذبذبة لبعض قياداتهم وعندما دخلوا الى ممارسة العمل السياسي من اوسع ابوابه لم تكن لتنتهي المشاكل التي كانت تتفاعل على الساحة العراقية بسبب الازمات التي يحاولون ترسيخها طيلة الفترة فترة العمل المسلح .
 
لم تكن عملية دخولهم الى البرلمان بالموفقة كثيرا لان بعض الصقور المنخرطين معهم في العمل السياسي كانوا من الذين لديهم ملفات تكاد تكون عثرة في مسيرتهم ضمن العراق الجديد وهذه الملفات طغت على طبيعة عملهم في البرلمان وطريقة تعاطيهم مع الملفات السياسية لان السياسة واسلوب العمل الدبلوماسي فيها يختلف تماما عما كان يقوم به البعض من هؤلاء لان قسما منهم شغل اعمالا في وزارات الدولة بعد العام 2003 وكانت المعايير مختلفة تماما في طريقة مسك المهام في وقت كانت القوانين في اغلبها مجمدة التنفيذ فبقيت ملفات مركونة على الرف لحين استقرار الدولة ومن ثم يتم انبعاثها من جديد وعليه فان دخول البعض الى البرلمان كان بمثابة التخلص من تلك الملفات لامتلاكهم الحصانة البرلمانية قانونا .
 
انطلاقا من ذلك كله لم تكن الكتلة الصدرية تقبل على أي مشروع تقدمه الحكومة العراقية خصوصا عندما اعتبروها خصما وندا لهم بعد عمليات المالكي العسكرية ضد جناحهم العسكري في العام 2008 وهو ما حمله اعضاء كتلتهم في نفوسهم واصبحت ثقافة تترعرع في داخلهم وفقا لمنهجية وتوصيات من قائدهم السيد مقتدى التي يعتبرها بعضهم بأنها ترقى الى ان تكون توصيات الهية وهذا ديدن من يذوبون حبا بقائدهم ، ولكن ما نريد قوله هل هذا الامر يمكن التعامل به في ظل العمل البرلماني الذي يجب ان يشرع القوانين ويحافظ على لحمة الدولة ومؤسساتها وفي النهاية تجعل من هذا الاستقرار غاية لخدمة المواطن وانا في حدود علمي منذ البدء والى اليوم لم نلحظ ان كتلة التيار الصدري اقتنعت بأي مشروع يقدمه رئيس الوزراء بل على العكس نجد وسائل الرد واضحة وبشكل عنيف وردة فعل غير مدروسة أحيانا تمثلت بالحالة التي رآها الشعب في الاداء الذي مورس ولم يكن يمت الى عمل البرلمانيين بشيء  كما كان صولجانهم تحت قبة البرلمان ضد الاتفاقية الامنية التي اعتبروها مجرد كلام على الورق وهوس يتلبس رأس الحكومة لظنهم ان الامريكان لن ينسحبوا من العراق وها نحن اليوم نشهد أن ارتال الامريكان بآلافها المؤلفة قد انسحبت من العراق وفقا للزمن والجغرافيا فكيف اذن نعارض،، وهل استفادوا من الدرس ؟ أنا لا أعتقد لان لاءات التيار الصدري جاهزة لمجرد ان المالكي يقدم لهم مشروعا ما فنجد ان الصقور في كتلتهم ينبرون الى المشروع في قائمة من الشكوك والتحليلات الغير مقنعة لانهم لا يثقون بصاحب المشروع وهذه الثقة متأتية من عدم اصداره العفو العام عن معتقليهم في السجون الذين كانوا قد ارتكبوا جرائم قتل بشعة بحق من اختلف معهم فكيف يمكن ان ندير دولة بهذا الشكل ونحن نرى كل يوم تصريحات متشنجة من هذا النائب او ذاك وكيف لا يصرح من كان قد دخل الى البرلمان وهو لا يمتلك التاريخ ولا الحنكة السياسية التي تؤهله لذلك ومثل هؤلاء ليسوا فقط من الصدريين وانما من كل الكتل دون استثناء وهم من يعطلون العمل التشريعي لعدم قدرتهم التوازن في التطبيق ولذلك يمكن ان نطلق عليهم نواب الصدفة .
 
اعتقد ان اسطوانة الرفض سوف لن تتوقف عند التيار الصدري لانهم يريدون كل المقاسات وفقا لأهوائهم وهذا ما لم يحصل في السياسات البرلمانية في دول العالم وهو ما نراه اليوم من رفض لورقة الاصلاح الحكومية لان الموقف ذات الموقف القديم الحديث وسيبقى صقور التيار لهم الصوت الاعلى .   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/11



كتابة تعليق لموضوع : التيار الصدري واسطوانة الرفض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net