صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الأمام علي عليه السلام الشهيد المظلوم
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 عبر مراحل التاريخ تجد أن اغلب الشخصيات إيثارا بالمجتمع والتي يتغلب عليهم صفة الانبساط والتواضع , أو ربما تتخلل معيشتهم فترات يسودها الفقر والعوز , وأكثر تلك الحالات تتردد في سير الأنبياء والأولياء وهذا ما تتحدث عليه كتب التاريخ مع أنهم استطاعوا من خلال مدارسهم الربانية أن تصقل مدارك وعقول البشر وتصنع الإنسان إذا صح التعبير على قول الدكتور المرحوم الوائلي , وواحدة من تلك الشخصيات والتي لم تجد مثيل لها أو تتكرر بالمجتمع لما تجسدت فيها من صفات العدل والقوة والرحمة هو يعسوب المسلمين وسيد البلغاء أمير المؤمنين علي عليه السلام ,فهو الدعامة الأولى بالإسلام وناصر رسول الله محمد صلى الله عليه واله وأبو الأئمة الأطهار شهيد الحق, بسيفه استطاع أن يذود كل التيارات المعادية والخطر عن الدين , تشرفت الكعبة بمولده , استجاب الله وارجع الشمس كي لا تغيب عنه فريضة , هو الذي خاطبها وقال لها أيتها الشمس اشهدي عند ربك هل اشرقتي يوما وأنا نائم , لا أريد بهذا المقال القصير أن استعرض سيرت هذا الرجل الفذ لأننا قد نظلمه في التعبير والوصف أو لانستحضر كل الأعمال والمعطيات التي طرزها علي عليه السلام خلال فترة حياته,  لم يكن استهداف أمير المؤمنين عن طريق الصدفة والحقد عليه فقط , بل هي سلسلة من المؤامرات بدأت على أخيه رسول الله وزوجته لدثر كل تراث الرسول وسنته التي قال عنها الرسول الكريم صلى الله عليه واله ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فا نتهو واتقوا الله أن الله شديد العقاب , إثناء العصر الأموي الذي دام حوالي 82 سنة استهدف علي على المنابر بالسب وتزيف حقيقته ولكن الذي رأينه قد ارتفع يوما بعد يوم ,وملئ اسمه مشارق الأرض ومغاربها , في الحقيقة أن الذي قتل علي عليه السلام هو الحق ومحاربته للظلم وعدم تهاونه لحظة في مسالمة الجور, وسياسته مع الرعية وتطبيق النظام القائل أكرمكم عند الله اتقاكم , وحبه للفقراء واليتامى وإدارة الدولة بنفسه كون له أعداء وخصوصا من بني أمية الذين تجردوا من جميع المناصب , وتساوى الجميع في الحقوق والواجبات أمام هذه السياسة العادلة , حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم بحق علي ,( يجري الحق علي لسانه وقلبه ), وحينما كتب احمد بن حنبل عن الخلفاء كتاباً قال: ما رأيت سيرة كسيرة علي , بالتأكيد أن هذه الشخصية الإسلامية الفريدة قد أحيكت لها مؤامرة كبيرة جدا وتخطيط مسبق حتى قيل أن منفذ الجريمة عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه  قد وضع سيفه أو خنجره بالسم لمدة 30 يوم , وجاء بالكتب والسير التاريخية ونعرج بشكل مختصر على حادثة استشهاد علي عليه السلام هو (أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة ، فتذاكروا الأمراء فعابوهم وعابوا أعمالهم ، وذكروا أهل النهر وان وترحموا عليهم ، فقال بعضهم لبعض : لو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم وأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهر وان ، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك ، فقال عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله : أنا أكفيكم عليا ، وقال البرك بن عبيد الله التميمي : أن أكفيكم معاوية ، وقال عمرو بن بكر التميمي ، أنا أكفيكم عمرو بن العاص ، وتعاقدوا على ذلك وتوافقوا على الوفاء ، واتعدوا شهر رمضان في ليلة تسع عشرة منه ، ثم تفرقوا فأقبل ابن ملجم لعنه الله - وكان عداده في كندة - حتى قدم الكوفة ، فلقي بها أصحابه فكتمهم أمره مخافة أن ينتشر منه شئ ، فهو في ذلك إذ زار رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب ، فصادف عنده قطامة بنت الأخضر التيمية ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها  بالنهر وان ، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها ، فلما رآها ابن ملجم شغف بها و اشتد إعجابه بها ، وسأل في نكاحها وخطبها ، فقالت له : ما الذي تسمي لي من الصداق ؟ فقال لها : احتكمي ما بدالك ، فقالت له : أنا محتكمة عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما وقتل علي بن أبي طالب ، فقال لها : لك جميع ما سألت ، فأما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام فأنى لي بذلك ؟ وفعلاً تم العملية صباحا يوم 19 من رمضان وقد علم علي عليه السلام قبل مقتله بعبد الرحمن بن عوف لعنه الله ولكن ليس عنده الجرم المشهود , وحين تنفيذ العملية أثناء تأدية صلاة الصبح قال كلمته المشهورة ( فزت ورب الكعبة ) لم يتأسف أمير المؤمنين لموته لأنه ترك حظه من الدنيا واخذ من الآخرة فالموت له هو عبارة عن قنطرة عبر عليها إلى الحياة الحرة الكريمة وهو القائل دخولي إلى الجامع خير من دخولي إلى الجنة والسبب أن الجامع فيه مرضاة الله والجنة فيه مرضاتي ومرضاة الله خير من مرضاتي , وفي اليوم التالي وهو على فراش الموت أوصى ولديه الحسن بوصايا إيمانية كثيرة منها إطعام المساكين ومساعدة الفقراء وحب لنفسك ماتحب لغيرك وحثهم على الالتزام بالصلاة فهي عمود الدين والأمانة وحسن الصحبة , وحتى أوصى بالأسير  وقال أطعموه وأحسنوا إليه أن عشت فهو لي وان مت فالعفو هو اقرب للتقوى ولا تمثلوا به , فلم قضى أمير المؤمنين نحبه وفرغ أهله من دفنه أمر الحسن عليه السلام أن يؤتي بعبد الرحمن بن ملجم فقال له ياعدو الله قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدين فأمر بضرب عنقه , وبذلك انطوت صفحة من صفحات الإسلام المشرقة والتي بشر بها أمير المؤمنين عن قضايا العلم والفقه وخسر المسلمين رجلاً وعالما وفقيها وأسكت القرآن الناطق ,ولازال المسلمون ليومنا هذا يتذكرون استشهاده بمرارة تدمع لها العيون دم ورحم الله الشاعر حينما قال :
وكنا قبل مقتله بخير                       نرى مولى رسول الله فينا
يقيم الدين لا يرتاب                        فيه ويقضي بالفرائض مستبينا
السلام على أمير المؤمنين ويعسوب الدين والنائم بفراش الرسول وقسيم الجنة والنار ومدمرالناكثين والقاسطين والمارقين وزوج البتول وحافظ سر الرسول وشفيعا للمؤمنين والمسلمين يوم التلاقي .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/10



كتابة تعليق لموضوع : الأمام علي عليه السلام الشهيد المظلوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net