صفحة الكاتب : ايسر الصندوق

أوصد القدر بابه
ايسر الصندوق

أوطن الدهر عادياته في سنين عمرها الباقية  ,وهي التي تتجاوز عامها الخمسون , لم تأخذ تلك السنين التي مضت كل طاقاتها كأنها كنزاً لهذه الايام وتفاصيلها المملة , أمراة تأطمت النار في اثنين من أولادها , بحادث مروع وفجعت بهما , واحد بعد الاخر , اخذتهم الى عالمهم حيث يكونون , ولكن هذه المراة اين هي ستكون ؟

رددت  هذه العبارات بعد عدة ايام من وفاة اولادها فكل واحد من اولادها له ثلاثة اولاد وأرملة , وكم من الحزن يلفهم وينزوي بهم خلف النسيان يتقاسموا به العائلتين ,فتنظر لهم من قرب مشاعرها , وهي المرأة  الاقرب لهما لأحفادها, لم تأخذ بها الايام الى الجلوس في باحة البيت او الانتظار على الطرقات لتسأل الصدقات  , حملتها خطواتها الى العمل عاملة للتنظيف ,في احدى المستشفيات ,لتعيل الايتام وتوفر لهم ما يحتاجون ,

 تقول : للصباح بملىء مشاعرها , اتفاءل حين اسير الى كسب الرزق , لأحفادي الستة اناصر دموعهم , ولا ادعوها لتنهمر على وجوههم , لما هم به من حالة اليتم , فهم بعمر الطفولة , ولا يملك امهاتهم القدرة على تركهم والخروج الى العمل في المجتمع , حيث لاشهادة ومهنة يملكون , فأين الصرير من هذا الذي املكه سوى الخروج الى العمل ؟

اجمع شتات اليوم منذ بدءه , وما  يقدمه لي المارة من مساعدة و هم يتواجدون في المستشفى من مساعدة مالية بسيطة ,ولا قدرة لي على الجشع والطمع , فعيناي تسدل عليهما غشاوة من القناعة , تنير امري وتأخذ بيدي , حتى انجز مهامي اليومية في العمل ,واكتفي بما احمله من ما تبقى من طعام معد ,في مطبخ المستشفى الى البيت , يظني لرمق العائلتين بعض الشىء ويخفف من معاناة الحرمان , تسير بأيامها مرددة :

لا املك أرادة تقاوم الحاجة والفاقة لطفولة حرمت حق الحنان ,ام العيش والاهتمام في عالم اكتشاف المبادىء والمواهب  لهم ,فهذا  يعد اكثر من الحنان  او لاحاجة لهم به بيومنا هذا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايسر الصندوق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/09



كتابة تعليق لموضوع : أوصد القدر بابه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net