صفحة الكاتب : بهلول السوري

تذكر ... مدينتك مقدسة
بهلول السوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في زمن سيطر عليه الجهل وطغت فيه ثقافة التضليل علينا أن نكتب وأن يعلوا صوتنا ، وهذا مرده وأسبابه ابتعاد الناس عن المنظومة الإلهية والسنة النبوية المطهرة فتغلغلت ثقافة العداء للنبي (ص) ولآل بيته الأطهار الى مجتمعنا و نفوسنا وأصبحنا نناصب أوليائنا من دون أن ندري وربما البعض يدري لكن لا يفهم ولا يدرك عمق القضية ( ثقافة النصب ) ماهي وكيف هي تسري بنا ولا نشعر بها ، بعضنا تأخذه العواطف فتركمه في أعماق الغلو والبعض الآخر لاعقل ولا عواطف يأخذ الأمور بدون مبالاة وهنا اسمحوا أنا لا أعمم عندما أقول أن ثقافة النصب تغلغلت فينا ، لكن المسألة وجدتها أن نسبية الجهل بدأت تتسع وبدأت تأخذ مناحي متعددة أصبحت ثقافتنا غير الثقافة المتوخاة منا والمأمورين بها هناك شيء يتخلخل فينا دون أن نشعر رويدا رويدا نجد أنفسنا نواصب دون أن ندري مع احترامي لقارئي العزيز وبالخصوص من أعنيه ولأجله عنونت موضوعي واللبيب من الإشارة يفهم واسمحوا لي ببعض التوضيح والتفصيل
عندما كنت طفلا بعد لم يتجاوز عمري الست أو السبع سنوات وكأقراني وجيراني كنا نتلهف ليأتي يوم العيد وننتظره بفارغ الصبر من أجل اللهو واللعب بالأراجيح والجري والتسابق مع الأولاد الآخرين وكنا نتبارى في إطلاق أهازيج شعبية واناشيد وكل يرفع صوته عاليا وهذا الأمر قبل عقود كثيرة توارثناها من جيل الى جيل وهذه الأنشودة المبطنة والتي زرعها فينا احفاد عثمان ومعاوية ( العثمانيين ) ، هي [ يا ولاد محارب .. يو يو شدوا القوالب يو يو ، (علي) !!! ما مات يو يو خلف بنات يويو بناتو سود شكل القرود يويو ] ، والله إني لأبكي وأنا أكتب هذه الكلمات وقلبي يعتصر الما ، فليس أبي من ورثني اياها والحمد لله بل مجتمع كامل كنت أعيشه ولولا أن هناك قاعدة تعلمناها في مدرسة آل البيت (ع) ناقل الكفر ليس بكافر ، ما نقلت هذه العبارة ، كنا ولازال الصبية لتاريخ هذا اليوم في بلاد الشام يذكرون هذه الأهزوجة في أعيادهم ، وأظن أن القارئ العزيز فهم من سطوري ما أرمي اليه ، عندما كبرت ووعيت وفهمت ديني وعرفت أسس العقيدة الصحيحة لعنت عثمان وبنوه من الألف إلى الياء وكل من مهد لهم وأوصلهم لسدة الحكم حقيقة لا أماري فيها ولا أجامل ، هذه هي ثقافة النصب التي أدخلوها لنا وبدأوا بها من الطفل لأنه عجينة سهلة مطاوعة لهم بين يديهم وتربة خام تبذر بها ما تريد وتسقيها كيف تشاء وتذكروا معي ثقافة معاوية والقاعدة التي جعلها سنة جارية سار عليها أتباعه ومن والاه الى الآن أن مسبة مولانا أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) سيكبر معها الصغير ويشيب ويموت عليها الكبير يعني أنه خطط (لع ) أن هذه المسبة سيبدأ بها من الصغير يتعلمها وتتخلخل نفسه وروحه وتصبح هواءه الذي يتنفس به وهذا ما جرى ويجري لليوم وطبعا ليس بغريب لأن تلك المنطقة شربت من خمر عبد الله بن جدعان ومعاوية من بعده حتى الثمالة واقتاتت على فضلات موائد يزيد \" لعنه الله\" فلا غرو أن تكون هذه الثقافة موجودة فيها مع أننا نحاول الإصلاح قدر المستطاع لكن الغريب يمكن في ....
ذات يوم كنت في زيارة لأرض يقال عنها في الروايات و النصوص أنها قطعة من الجنة وهذا شيء أكيد لا مراء فيه ولا مبالغة ولن يعلم مصداق هذا الحديث إلا من زارها وعاش فيها صدرا من الوقت ، من بعيد كنت وكغيري نعيش حلما ورديا عن هذه المدينة المخملية عند الشعراء أو المدينة الفاضلة كما عند أفلاطون وكنا نحمل أفكارا نرجسية عنها طبعا هي كذلك للآن ولكن ...
قبيل مغادرتي لهذه المدينة العزيزة بيوم دخلت لأحد المحلات المختصة بالأنترنيت المكان مزدحم لا يوجد جهاز فارغ بعد السلام على الشخص المسؤول قال لي معتذرا لا يوجد مكان فقلت له ممكن أنتظر دقائق لعل أحد الجالسين ينتهي من تصفحه وأجلس مكانه قال لي لا بأس ، جلست وطبعا حتى لا أكون متطفلا على الناس بدأت بالنظر لجدران المحل الممتلئ بعبارات المنع وشرط الدفع ووو لفتت نظري عبارة مكتوب عليها \" تذكر مدينتك مقدسة \" قلت في نفسي لنرى كم من الناس يتذكرون ذلك ويعملون ضمن هذا المفهوم تحت العبارة المكتوبة على الجدار شاب بالربع الأول من عمره جالس أمام جهاز ويلعب معه لعبة \" الشطرنج \" حلق ذهني وعاد الى قبل ثلاثة عشر قرنا ونيف من الزمان وظهرت صور في مخيلتي لقصر اللعين يزيد عندما جيء بالرأس الشريف للإمام الحسين (ع) ووضعه في طشت أسفل طاولة كان يجلس عليها ومعه أحد ندماءه يلعبون الشطرنج وعندما احتدم صراعهم باللعب أطاح اللعين بكأس الخمر الذي كان أمامه وسكب الخمر على رقعة الشطرنج ومنها الى .... لن أكمل تعلمون البقية ....
هذه ثقافة النصب التي تتغلغل فينا ونحن لا ندري بل ربما نبتسم لها والحق إذا وجد عشرة من نمط هذا الشاب فبعد شهرين يصبحون عشرين شخصية ونمطية ووقتها فلنقل على الدنيا السلام ... قد يصفني البعض أنني متحامل أو متشدد لا لست من أبناء مدرسة التطرف والتشدد والحمد لله ولكن الله عز وجل ورسوله الكريم (ص) وضعا لنا قانون وهذا القانون إن تخلينا عن جزء بسيط منه تخلخلت موازين عقيدتنا وذهب مجتمعنا أدراج المجهول ..
نظرت للجهاز المجاور وكان عليه صبيان صغيران أعمارهما لم تتجاوز الثالثة عشر أيضا يلعبان لعبة المزرعة والمشكلة ليست بالمزرعة بل بما خلف المزرعة فكان هذين العجينتين الغضة يتابعان على صفحة اليوتيوب شيئا آخر!!!! وكانا يرمقان صاحب المحل بنظرات حذرة ثم قام أحدهما وأشترى علبة عصير وعاد فجلس وبدأا بالهمهمة فتارة لعبة المزرعة وتارة لعبة المهزلة ( مقطع فيديو ...!!! ) ، تسابقت الى ذهني صور كثيرة منها أن بعمر هذا الفتى أو ذاك كان هناك فتى في قصر المأمون يناظر أعتى جهابذة الكلام والفلسفة ، وأيضا كان هناك فتى في زمن المتوكل يقول لأحدهم عندما رأى صبية يلعبون وصبي جالس بعيد عنهم فقال الرجل يا بني لما لا تلعب مع أقرانك ؟!! ، فقال الفتى \" يا هذا ما للعب خلقنا \" فتصوروا !!! .
لن يسعفني الحظ في أن أسرد ما رأيته من آخرين حتى لا يكون موضوعي مستهلكا ومملا ، كما لم يسعفني حظي من الجلوس خلف جهاز حاسوب لأجد لي لعبة أتسلى بها ولكن العابي ليست كألعابهم ألعابي جمع ، كتب ، وأخبار، وحوارات ، خرجت من المكان وإذا بي بشبان يقفون بجانب أحد أعمدة الإنارة يسندونه كي لا يطيح بالأرض ويضحكون ويتسامرون ويستمعون لصديقهم الذي يتحدث بالهاتف أشعلت سيكارتي لأطفئ لهيب ما رأته عيناي فإذا بأذني تشتعل ويخرج منها دخان نيران ذاك المخيم الحسيني قبل قرون عدة عندما أحرقها عمر بن سعد ( لع ) ، تريدون أن تعرفوا ما سمعت أصبحتم فضوليين ، عموما هذا الأمر لم يكن مخفيا بل هو في شارع عام والصوت عال ولم يخجل أحد بالعكس الكل مبتسم وعلى وجهه علامة \" لايك \" ، \" يا بعد عمري انت، باجر الجمعة وبوي بالبيت يخرب كل دوزانه ما أقدر أجي يمك ، يا بعد جبدي ( كبدي ) آني مفطر ما أصوم تدرين عطشان حب ما أقدر أكلمك يعيوني وأني صايم بعد حلقي يكون ناشف ما أقدر أبلع ريقي شلون لعاد يا عمري أغازلك المهم باجر بشتري لك الموبايل الجديد اللي وعدتك بيه أوكي نووو ، نووو نيفر مايند الغالي يرخصلج يا بعد قلبي أور رآيت أوكيه باي . حقيقة كبدي أنا أصبح في نار الشواء يحترق على أحلام وردية كنت أحلمها ، وتمنيت لو أني بقيت أعايش أحلامي ولم أتلوى من الألم ....
التفت الى الخلف وقلت في نفسي العبارة ذاتها \" تذكر مدينتك مقدسة \"
طبعا سيقاطعني أحد ما ويقول ليس بالضرورة إن كانت المدينة مقدسة ومن فيها غير قديسين فأقول إذا نحن عدنا للجاهلية الأولى وقد قال رسول الله (ص) { كما بدأ الإسلام غريبا سيعود غريبا فطوبى للغرباء } ، كانت هناك فئة قليلة ببداية الدعوة ، والآن فئة قليلة لن أقول قديسين ، فالقداسة شيء كبير ومفهوم عظيم لن ندركه أبدا .....
هذه الجرائم برسم من ... ومن مسؤول عن تغلغل ثقافة النصب ، ولما بدأ مجتمعنا يتفكك هكذا ؟!!!!
 
يعلم الله أني لست في مقام التجريح بشخص معين إنما القصد نبذ منهج دخيل لو لم نتداركه لأوردنا المهالك فنحن المسؤولون سواء أنا أو أنت أب أو أم ، عالم ، رجل منبر ، أستاذ مدرسة ، صحفي ، كلنا سنقف للمساءلة أمام من ؟ أمام من نحن نلهج بأسمه ونحيا ونسعى ببركاته .
وللكلام بقية .....
 
 
والحمد لله رب العالمين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهلول السوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/04



كتابة تعليق لموضوع : تذكر ... مدينتك مقدسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net