صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

أوغلو في كركوك :الإدانة ؛هل تكفي؟
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  أظهرت عملية دخول  وزير خارجية تركيا داود أغلو إلى مدينة كركوك العراقية ،بداية الشهر الثامن من عام 2012عدة صور عن الجانب العراقي ،والجانب التركي ،فأما عن الجانب العراقي فقد برز فيها ضعفها،وتفككها وانعدام القرار السيادي فيها .وضعفها يكمن في تصريحات الإدانة فوق الخجولة بقليل لو صح التعبير التي صدرت من الناطق باسم الحكومة (علي الدباغ) وتصريحات (ياسين مجيد) عضو مجلس النواب والمقرب من رئيس الوزراء ،أما تفككها فظهر عندما اجتمع وزير خارجية العراق بوزير الخارجية التركي في الإقليم دون علم مراجعه في بغداد ،وبعد ذلك صدور تصريح من وزارة الخارجية العراقية تندد بدخول أوغلو إلى كركوك ،أما انعدام القرار السيادي لدى الحكومة العراقية فقد كان الأولى بها منعه من دخول المدينة بكل السبل العسكرية والسياسية فهذا الدخول لا يفرق من الناحية السياسية العملية من وجهة نظري المتواضعة عن أي تدخل عسكري لبلد تجاه بلد آخر،وهنا سؤال عندما حلقت طائرة الوزير التركي في الأجواء العراقية باتجاه كركوك ،بعلم من كان هذا الطيران، وسلطة الطيران في العراق بيد من ؟ وعند دخوله أراضي كركوك هل علمت الحكومة المركزية أم لا ؟ فإن علمت به من اللحظة الأولى ولم تمنع الوزير من دخول المدينة وبكل السبل ،يحتاج هذا الأمر ومن كافة القوى السياسية وليست الحكومة إلى وقفة جادة ،فهو يخص مستقبل البلد ولا يخص شخصا معينا أو دائرة معينة .أما إذا علمت بدخول الوزير إلى المدينة بعد وصوله إلى مبنى محافظة كركوك ،فمالإجراء  الذي اتخذته تجاه الوزير وتجاه من استقبله واجتمع به من مسئولي المدينة أو الشخصيات السياسية الأخرى ؟ وإذا كان الجواب إن هذا الدخول كان مباغتا وغير متصور ولم يكن في الحسبان ،كان على الحكومة وكإجراءات رادعة تحفظ ماء وجهها أن تبادر إلى استدعاء السفير العراقي في أنقرة ،واستبعاد السفير التركي من بغداد ،ثم وكإجراء عقابي طرد الشركات التركية كافة من الأراضي العراقية ومعاقبة أي جهة عراقية عامة أم خاصة تتعامل مع الجانب التركي على المستوى التجاري والاقتصادي .معاقبة ومحاسبة المسئولين المحليين الذين اجتمعوا مع الوزير . 
أما الصورة على الجانب التركي فأظهرت تعاملا إمبراطوريا تجاه إقليم من أقاليمها ،الأمر الآخر وهو متعلق بعلاقة تركيا بكرد العراق ،فمن المعروف عنها إنها تتعامل بقسوة وبطش شديدين مع كرد تركيا فلماذا هذا العشق الأوردوغاني تجاه كرد العراق لاسيما تجاه أربيل والسيد مسعود البارزاني بالذات ؟ إن تركيا تعرف طموحات السيد البارزاني الجامحة في أن يتم التعامل معه كزعيم دولة وليس زعيم محلي وقد استغلت تركيا هذا الهاجس لديه للوصول إلى بوابات بغداد دون اللجوء إلى صدامات عسكرية .وهي تتعامل مع إقليم كردستان على هذا الأساس وعلى أساس التحسبات الدولية والمعطيات المستقبلية التي لديها في إمكانية قيام دولة كردية على أراضي شمال العراق ،فعليها أولا منع دولة كردية تركية من خلال السيطرة على كرد العراق،والأمر الآخر والمهم السيطرة على الموصل وكركوك  من خلال الدولة الكردية التي ستولد مشوهة ولعدة أسباب ليس هنا مجال الخوض فيها .
أما الأمر الآخر والذي يمثل الأشد خطورة في الجانب التركي هو التعامل القديم الذي كانت تمارسه الدولة العثمانية في العراق والتي كانت تعده منطقة عازلة ومصدا طائفيا تجاه الدولة الصفوية في إيران آنذاك ،واليوم يريد الأوردغانيون إعادة نفس اللعبة ولعدة أسباب أهمها بروز قوى شيعية عراقية سيطرت على الساحة السياسية الرسمية والشعبية وتمتلك علاقات وثيقة مع كل من إيران الشيعية القوية ومع المقاومة اللبنانية الشيعية ،ومع حكومة بشار الأسد العلوية في سوريا ،ولأجل هذا المربع بعضه عن البعض الآخر لابد من دخول تركيا الضد النوعي لهذا المربع الخطير من وجهة نظرها ونظرة حلفائها ،قطر – السعودية – إسرائيل ،وفوق كل هؤلاء الولايات المتحدة الأمريكية . 
 
رائد عبد الحسين السوداني 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/03



كتابة تعليق لموضوع : أوغلو في كركوك :الإدانة ؛هل تكفي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : رائد عبد الحسين السوداني ، في 2012/08/05 .

الأخ العزيز الاستاذ صالح الطائي السلام عليكم :نعم هكذا برروا وقالوا وهذا مايؤشر ضعف الحكومة وتفككها وانعدام القرار السيادي فيها .

• (2) - كتب : رائد عبد الحسين السوداني ، في 2012/08/05 .

الأخ العزيز الاستاذ صالح الطائي السلام عليكم :نعم هكذا برروا وقالوا وهذا مايؤشر ضعف الحكومة وتفككها وانعدام القرار السيادي فيها .

• (3) - كتب : صالح الطائي ، في 2012/08/04 .

الأخ والصديق الفاضل الأستاذ رائد السوداني
تحليل منطقي جدا لكن يجب ان تسمع تخريجة الأكراد للزيارة وستعرف لماذا قتل الأكراد انفسهم للحصول على وزارة الخارجية

أعلنت رئاسة دائرة العلاقات الخارجية في اقليم كردستان العراق، عن دخول الوفد التركي إلى الاقليم بتاشيرة رسمية من السفارة العراقية في انقرة، فيما أكدت على أن هذه التأشيرة تمنحهم الحق في زيارة أية محافظة في البلاد ومن ضمنها كركوك، بيّن أن زيارة الوفد لاحدى المناطق المتنازع عليها يأتي من حرصه للحفاظ على نسيج مكونات الشعب العراقي فيها.
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان العراق فلاح مصطفى في بيان له ان" حكومة الاقليم تكن كل الاحترام والتقدير لسيادة العراق فاقليم كردستان جزء من العراق وشعبنا جزء مهم من الشعب العراقي وان سيادة البلد تهمنا كما تهم الحكومة الاتحادية وتهم اي عراقي حريص على وطنه".





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net