صفحة الكاتب : موسى غافل الشطري

ألأزمة بين حكومة الإقليم و الحكومة الاتحادية
موسى غافل الشطري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتربع الأزمة الحالية ، التي منع بموجبها الجيش العراقي من أداء واجبه ، على الحدود العراقية السورية و المسيطر عليها من قبل البيشمركة ،على تلٍ من تراكمات المبررات التي  أنتجت لنا هذه الأزمة . فلولا هشاشة الوضع السياسي و الخلل الكبير في بنيته ، عبر الكثير  من النواقص التي سببت انتهاك حرمة الدستور . لأن الدستور بالأساس هو منتهك . لا توجد روادع ليس فقط لموقف القيادة الكردية ، بل حتى للخروقات في انتهاك الخطوط المحرمة لاستقلالية السلطات الثلاث . و ثمة الكثير من المؤاخذات التي جرى تمرير هذه الانتهاكات دون اتخاذ أي رادع . لا من حيث الفساد المستشري على نطاق دوائر الدولة بالكامل ، و لا من حيث الوضع الأمني . ولا من حيث احترام القرارات المتخذة . و لا من حيث حقوق الإنسان . و ليس هناك سلطة تمتلك قدرة الردع ، بما تملك من حصانة من المساوئ بشكل عام . من قضايا الفساد الذي هو سيد البلاءات ، إن صح التعبير ، ومن ثمة الإرهاب ، الذي هو أساساً يربى في حاضنة الفساد تحت رعاية أبوية . و اهتمام لا يبارى ، و طرق مرور أمينة .

هذه هي أبعاد المعضلة . فالمعضلة ليست بقرار القيادة الكردية  ألتي توجه هذا الردع القاسي للسلطة الاتحادية و انتهاك مركزيتها ،في منع الجيش العراقي من اتخاذ الاجراء السيادي . و من حيث بدأت الأزمة فلابد لنا من مراجعة للأسباب التي استدعت القيادة الكردية لتوجه مثل هذا الاجراء الذي لابد من ابداء حالة من الاستهانة بمكانة السلطة الاتحادية

  إن أية حالة من الحالات التي تسبب إحراجاً للسلطة الاتحادية ، لا بد لنا أن نبحث عن العلة التي أدت إلى تردي هيبة المعلول .

إن ما اتخذته سلطة الاقليم من  قرار ، له دلالات خطيرة ، ربما تتوالى الكثير من الانتهاكات اللاحقة . و بالطبع ينبغي أن تفكر القيادية السياسية الاتحادية ألف مرة بأنها ستفقد الكثير من قدراتها في المستقبل للتواجد كسلطة تتمتع باحترام إلى حد ما . و عليه فإن أي تنازلات ستكون مدمرة لها . على أننا لا ننصح بالمواجهة ، وإنما ننصح بالمراجعة الجادة لتشخيص الثغرات . و بناء نظام ديمقراطي له مكانته لدى المواطن ، سواء في المنطقة العربية أو الكردية التي من المؤكد أن ينفرض عليها الاحترام ليس بالعنف ، و إنما بالهيبة و الاحترام الشعبي .

أما إذا فكرنا باستجداء الحلول ، و تحريك فلان و علان . فهذا يدلل على افتقار السلطة إلى حدودها مركزيتها التي تحترم . و أهم من كل هذا : دعوة المواطن إلى الدفاع عن سلطة الشعب ، بما يتوفر له من مكاسب . و احترام حقوق. أما إذا لم تكن هناك سلطة شعب ، بل سلطة القلة المنتفعة ، فمستقبل الأمر في غاية السوء .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موسى غافل الشطري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/31



كتابة تعليق لموضوع : ألأزمة بين حكومة الإقليم و الحكومة الاتحادية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net