صفحة الكاتب : د . جواد المنتفجي

تاريخ القصة في مدينة الناصرية
د . جواد المنتفجي
في إحدى روائعه الأدبية تغنى الزميل الكاتب والشاعر ( حسن عبد الغني الحمادي ) بحب معشوقته الناصرية الفيحاء الجميلة هامسا :  - ( أي زهو يعتلي جبين هذه المدينة وهي تسمو شهدا في قصص أدبائها وقصائد شعرائها؟ هي زهوه في عشق .. ونشيد في حناجر .. وصحوة في زمن أراد لها الآخرون آن تكون أنقاض بلا حضارة، فكانت أنقاض حضارات، وسلالة مجد تأريخي عريق وأغنية ترددت على شفاه عشاق حقيقيين متوسدين ظلال الباسقات وعذوبة الفرات حيث كان ولا يزال نغم شعري جميل يدلك على السحر والشجن والعشق والأنين وهاهم أدبائها وشعرائها عشاق ظلوا يتغنون بحب هذه المدينة التي تربعت وكبرت وسط قلوبهم مثلما اكتحلت عيونهم بسحرها وجمالها الخلاب .. إنه عشق لا يعرف الفطام ، تحسه ملفوفا في نبض قصيدة وحرقة حروف، مشتعلا كعشق حبيبة اكتوى عشاقها بلظى الشوق وطبع الالتصاق ..وزهو العناق..حتى كانت ولا تزال \" الناصرية\" عرش من قصائد .. وهتاف من أنين لأدباء وشعراء، ينشدون عشاقها لأسطورة عشق أبدي..بات شعراؤها ينزفون حروفهم هوى وينطلقون بأعماقهم صدقا ويقين0!أنها \" الناصرية \" يا صاحبي .. أشعار للأحبة وهمسات للعشاق ..قلوب مفعمة بالطيبة والمودة .. تردد بأوتار صادقة أناشيد وقصص وقصائد تطربك عنوة .. تعزف حسها وصدقها حتى تناديك :\"  للناصرية ... تعطش وأشربك ماي ... باثنين أيديه \"   وها هو احد أعلامها ممن اعتبرت تجربته في المجالات الأدبية من التجارب المتميزة والتي أضافت نكهة خاص لرواد ذلك الأدب الرفيع، وهذا ما قراناه عن الكثير من النقاد العراقيين والعرب والذين اثنوا على نجاحاته المتمثلة في مجمل كل إعماله، إضافة إلى الجوائز والشهادات التقديرية التي حصل عليها هذا القاص المبدع عند كتابته للقصة العراقية والعربية، وهذا ما أوضحه لنا من خلال قراءاته التي أقيمت في إحدى الأمسيات الأدبية تكريما له واحتفاء بإصدار روايته(نخلة الغريب ) عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد، والتي كان موضوعها استقراءا لاحتلال العراق من خلال موضوعة تاريخية حدثت عند احتلال الإنكليز لمدينة البصرة في أوائل القرن العشرين .. معرجا بذلك على تاريخ القصة في مدينة الناصرية .. المدينة التي شهدت ولادة الكثير من العلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين ممن زخرت بهم بقاع المعمورة بعد أن احتوت انطولوجيا نادرة للكثير من لأسماء لمن كان لهم حضورا مهما في الساحة السردية العراقية منذ أوائل ثلاثينيات القرن الماضي حيث يقول الأديب( إبراهيم سبتي ) في إجابته عن تاريخ ولادة القصة في مدينة الناصرية فأجابنا عن  فترة االخمسنيات وما سبقها من نيف عقود :(وإذا ما اعتبرنا بان الواقعية النقدية قد ظهرت في القرن التاسع عشر ،إلا أنها وجدت طريقها إلى القصة الخمسينية في العراق كنهج وافد من الخارج وتمثلت بصورة قريبة في أدب (غائب طعمة فرمان ) القصصي، مشخصة في نقد الواقع وبيان عيوبه ورفضه ولكن دون وضع الحلول أو البدائل بسبب نظرتها السوداوية واليأس وقتامه الأحداث .. فكانت أمرا طبيعيا أن يقع معظم قصاصينا تحت تأثير هذا الاتجاه واعتبارا أن الهم القصصي الذي كان موجودا لا يتعدى عرض عام لحالات اجتماعية لم تعالج بطرق حداثوية بل وسقط بعضها في السذاجة والضعف الفني، وكان قد حدث هذا أما لقلة الخبرة أو لعدم الإطلاع على التجارب الجيدة التي ظهرت موازية له، في حين يمكن استثناء أسماء استطاعت الوقوف بجدارة في المشهد الخمسيني وأثرت بوضوح في كتاب القصة الأخريين .. وقد استندت تلك الأسماء على ثقافة خاصة وارث قصصي أسسه (عبد الملك نوري- وجعفر الخليلي- وأنور شاؤول ) فأنجب الخمسينيون على اثر ذلك أسماء مهمة صنعت تاريخا وأساليب متميزة كـ (غائب طعمه فرمان- وفؤاد التكرلي) حيث كانت تهدف إلى معالجة حالات المجتمع بلغة صادقة وهادفة، وكان لا بد لآي قاص أن يتأثر بما كتبوه إذا ما اعتبرنا بأنهما جددا في القصة وقد ظهر ذلك واضحا على كتاب القصة متأثرين بأساليب تلك  الكتابات،فنجحت عندها بعض المحاولات في محاكاة قصصهما بمنهجها   الواقعي النقدي إضافة لمحاولات أخرى كانت قد تأثرت هي الأخرى بالواقعية الاجتماعية والتيار الرومانسي الذي ازدهر في مرحلتي  الثلاثينات والأربعينات،فكانت صحافة المدينة قد نشرت العديد من نتاجات أولئك المغامرين الذين دخلوا عالم القصة الصعب ،وهذا ما تميزت به بعض محاولاتهم بالصدق والأمانة لهذا الفن النبيل)
مرحلة الستينات : وفي سؤالنا له عن ماهية القصة في مرحلة الستينات يضيف الأديب والروائي ( إبراهيم سبتي ) : ( لو تمعنا جيدا بخصوصيات هذه المرحلة لوجدنا أن معظم القصاصين كانوا قد استفادوا كثيرا من جميع تلك التجارب والمحاولات التي أعتركها ممن سبقهم على صعيد كتابة القصة العراقية والمتمثلة في الإرث القصصي الخمسيني الذي كتبه ( فؤاد التكرلي- وغائب طعمه فرمان- ومهدي عيسى الصقر- واحمد فائق السعيد- وادمون صبري-وحسين علي راشد- وحمدي علي- وخليل رشيد -وعبد الله نيازي- وشاكر خصباك- وصفاء خلوصي- وعبد الرزاق الشيخ علي- وفيصل الياسري- ومحمد برسيم- ونزار سليم- وهلال ناجي )فكان لابد لنا من أن نجد أن القصة كانت قد نضجت لترتقي بمستواها المطلوب وهي متأثرة بما أنتجته تلك الأسماء هذا بالإضافة إلى أسماء أخرى ظهرت في هذه الفترة مثل :(عادل عطية- وطاهر أمين- وعبد الرقيب احمد- وصبري حامد- ومجيد حميد النجار- وخضر عبد المجيد- وريسان العسكري-وإسماعيل سعيد) ومن قبلهم كان منهم ( عبد المحسن الكناني- وعبد الكريم الأمين )،على الرغم من أن بعض الستينيين اتخذوا رأي أخر في ذلك ومنهم القاص( عبد الرحمن مجيد الربيعي ) والذي قال وبكل جرأة:( لم أكن مقتنعا بما قرأته لقصاصين عراقيين من الفترة التي سبقتنا، فقد أحسست بان نتاجهم كان مدعوم إعلاميا وسياسيا أكثر من أهميته الفنية )،ولعل الهم الذي حمله كتاب القصة حينذاك كان قد أهلهم لكتابة قصة جديدة اختلفت كليا عن القصة الخمسينية باعتبار أن فترة الستينات السياسية الفكرية والثقافية كانت أكثر سخونة لما كان لأحداثها وتطوراتها من أهمية جعلت القاص والمثقف يعي المرحلة وخطورتها وتحولاتها فكريا وثقافيا حتى بات الأدب على شفا حفرة من السقوط في الادلجة السياسية والفكرية)،وهنا لا بد لنا القول أن هناك الكثير من الكتاب الذين برزوا حاملين معهم الهم الأدبي إلى جوار مدينتهم، فتميزت تلك الفترة بظهور عدد كبير من كتاب القصة مثل :( فائق عباس-عبد الحميد الصباغ- نبيل حسين- عبد الرحمن مجيد الربيعي-فهد الاسدي- داود أمين-عبد الكاظم إبراهيم-عبد الهادي والي – احمد الباقري- بلقيس نعمة العزيز- محسن الموسوي- عزيز السيد جاسم- ماجد كاظم علي كريم حسين الخالدي-عباس خلف الساعدي- إبراهيم محسن الجار لله -عباس مجيد - حسن كريم العامري – جاسم عاصي – محسن الخفاجي -مهدي السماوي-عامر السوداني- عبد الجبار العبودي- قاسم دراج- كامل الغرباوي- عزيز عبد الصاحب- حسين السلمان- عبد الخالق الخاقاني - عبد الرحمن سلمان الناصري- قاسم خضير سلمان- حسن عباس الطائي ـ غالب الخزعلي ـ ياسين الناصري ـ احمد طاهر) وبهذا نستطيع القول : أن القصة في فترة الستينيات كانت في مدينة الناصرية قد حققت تقدما كبيرا وانتشارا واسعا،عاملة على مواكبة التطور في الحداثة وعملية البناء الجديدة التي ظهرت بشكل واضح على مجمل الإنتاج القصصي العالمي، وبذلك تكون القصة قد وصلت إلى درجة راقية من التطور لم تصل أليه من قبل،وهذا ما تبرهنه الأصدرات لبعض قصاصي فترة الستينيات في مدينة الناصرية والذين ساهموا بشكل فاعل في بلورة الخطاب القصصي العراقي عموما بالاشتراك مع قصاصين عراقيين آخرين، فشهدت ساحة القصة العراقية ظهور أسماء جديدة ساهمت في رفد الفن القصصي بوعي قصصي جديد ومنهم : 
-عام 1966 أصدر الروائي قاسم خضير عباس روايته ( لا تقبر الحق) .      
  2-عام 1966 أصدر القاص جواد العبد الله روايته ( سفر النخيل )  
 3-عام 1969 أصدر الزميل حسين الجليلي مجموعة قصصية كان عنوانها ( رسائل من الهور) .  
4-عام 1969اصدر الزميل فهد الاسدي مجوعته  ( عدن مضاع  ) 
5-  عام 1969اصدرت الزميلة بلقيس نعمة العزيز مجموعتها الأولى ( زفاف الأيام المهاجرة )
   6-  ألا أن عبد الرحمن مجيد الربيعي كان قد تميز حقيقة في إصدارته الوفيرة خلال فترة الستينات، إذ عمل على إصدار الإعمال التالية :                                                              
   * في عام 1966صدرت له مجموعته الأولى والموسوم عنوانها (السيف والسفينة)  
 * بينما أصدر مجموعته القصصية الثانية (الظل في الرأس) عام 1968   
*وفي عام 1969 صدرت له مجموعة قصصية كان عنوانها (المواسم الأخرى)
* ويبدو أن النتاج القصصي الغزير ( للربيعي) كان قد أهله ليحتل مرتبة متقدمة في قائمة القصاصين العراقيين في تلك الفترة، وقد نجح في إخراج القصة من محليتها والانطلاق بها خارج أسوار مدينته حينما انتقل إلى بغداد عام 1962 ليعمل محررا في جريدة الأنباء الجديدة الأسبوعية التي نشر فيها وبغزارة ملاحظة جازما عن تجارب كل من: ( خالد حبيب الراويـ بثينة الناصري ـ علي العلاق ـ حميد المطبعي ـ موسى كريدي ـ عزيز السيد جاسم ـ محمد عبد المجيد ـ عزيز عبد الصاحب ـ مؤيد الراوي ـ سركون بولص ـ يوسف الحيدري)  
* كما وانه وفي تلك الفترة نشر أهم أطروحاته في القصة والشعر والفن في جريدتي ( المستقبل وجريدة 14 تموز) إضافة إلى ما كان ينشره في ( صوت الجماهير والأنباء الجديدة)،فبدأت تتبلور وبصورة جلية أفكاره واتجاهاته القصصية،فقد تناول الواقعية بنمط آخر، وتناول انهزامية الإنسان وانكساره، كما استخدم فن التقطيع القصصي وهي محاولة جديدة في القصة العراقية آنذاك متأثرا بثقافته التشكيلية . يقول الربيعي عن كتاباته الواقعية : ( أنني عندما اكتب اليوم وفق المنهج الواقعي فأنا لا انطلق من ذلك المفهوم، وإنما انطلق من واقع روائي أخر تحدثت عنه ( ناتالي ساروت ) أيضا وقالت:    - ( أن الواقع في نظر الروائي هو المجهول، هو المحجوب، هو الوحيد الذي توجب رؤيته، هو فيما يبدو له، أول ما يتوجب إدراكه، هو ما لا يقبل التعبير عنه بأشكال معروفه ومستهلكة، بل هو الذي يتطلب لكي ينكشف، أسلوبا جديدا في التعبير وأشكالا جديدا لا يمكن أن ينكشف بدونها) .  
 * نشر ( الربيعي) نتاجه الأدبي المختلف وبغزارة واضحة ومنذ أول إصداراته (السيف والسفينة ) كان في عام 1966، حيث بدأ الربيعي ميدان التجريب القصصي إذ بشرت المجموعة بولادة فن قصصي جديد،مع أنها كانت بمثابة بحث في التجريب والتجديد .احتوت المجموعة على ( إحدى عشر) قصة،تميزت بغموض بعضها، ووصفها بعض النقاد حينها بأنها تنتمي إلى الأدب السريالي ووصفها آخرون بطغيان الصبغة الوجودية عليها، وكأنه قد أراد بها كسر ما هو مألوف في القصة العراقية في تلك الفترة رغم الجهد الستيني الواضح عليها  بتياراته الجديدة  
* ألا أن الربيعي استطاع بمحاولة أخرى ( الظل في الرأس ) 1968 أن يثبت نظريته الخاصة بالجديد الذي يجب أن يطرأ على القصة ومغادرة القوالب الجاهزة والمكررة                                                                                          
* لقد تميز نتاج ( الربيعي ) الضخم ومنذ بدايته بمروية متسلسلة عن مدينة الناصرية العريقة بالفكر والأدب والفن ، فكانت قصصه عبارة عن سيرة ذاتية للمدينة بإطار فني فيه المعاصرة والتراث والشعر الذي وقعت بعض قصصه تحت تأثيره        *أثرت غزارة نتاج ( الربيعي) ببعض أدباء مدينة الناصرية وخاصة كتاب القصة، لتناول ذلك النتاج بالنقد والتحليل، إذ لم يكتفي أولئك بما كتبوه في مجال القصة، بل وراحوا يؤشرون أيضا نقديا نتاج غيرهم، فنشروا دراستهم وتحليلاتهم عن قصص الربيعي إذ عدوه من ابرز مجددي القصة،وربما انطلقوا بذلك من مبدأ انتماء الرجل إلى مدينتهم فاخذوا على عاتقهم مهمة تأشير منجزه الكبير، وعلى سبيل المثال كل من :                                                                  
1- فقد كتب القاص( محسن الخفاجي) وفي مرحلة مبكرة من رحلة ( الربيعي) القصصية، دراستين الأولى كانت بعنوان ( الظل في الرأس) نشرها في مجلة( الكلمة) الصادرة في ( بغداد العدد 24 سنة 1968، أما والثانية فكانت ( وجوه من رحلة التعب علامة مهمة في التيار القصصي ) والتي كان قد نشرها في ملحق ( الجمهورية ) الصادرة في ( بغداد بتاريخ 14/2/1969 )  ألا أن القاص ( فهد الاسدي) كان سباقا في نشر دراسته حول مجموعة (السيف والسفينة) عنوانها (الربيعي في السيف والسفينة ـ ملحق الجمهورية ـ بغداد 1966)، وبذلك سجل فهد الاسدي السبق في تناول الربيعي نقديا، 
2- كما تناوله القاص (عبد الجبار العبودي) بدراستين نقديتين الأولى كانت بعنوان(الظل في الرأس) في (مجلة العلوم ) الصادرة في ( بيروت العدد 7 لعام 1969 )،أما الثانية فقد كانت بعنوان (قراءة لوجوه في رحلة التعب) نشرها في إحدى الصحف (البغدادية عام 1969 ) 
3- وكتب القاص والناقد ( داود سلمان الشويلي) دراسة نقدية عن رواية الوشم عنوانها(رواية الوشم بين الواقعية والرموز) والتي نشرها في جريدة ( المجتمع الصادرة في بغداد بتاريخ 3/8/1972  
4- كما أجرى الشاعر ( كاظم جهاد) حوارا مهما مع (الربيعي) نشره في مجلة ( الطليعة الأدبية عام 1976 )،وقد كانت بمثابة مقدمة للمجموعة القصصية (الخيول)أما ( عبد الرحمن مجيد الربيعي ) نفسه فقد تناول مشكلات القصة نقديا بدراسات كثيرة متناولا قصاصي المدينة بالتحليل وتأشير إبداعهم، فكتب مقدمة للمجموعة القصصية (احتراق طائر ضخم) الصادرة عام 1975 للقاص ( عبد الجبار العبودي) جاء فيها: ( في العراق اليوم حركة هائلة في مجال القصة القصيرة ..عشرات الأسماء .. مئات الأعمال، محاولات في الشكل والتجديد في اللغة .. وتنخرط كل هذه الأعمال في مجال التجريب الذي لم يأخذ وجهه النهائي بعد على الرغم من انه قد بدأ يأخذ ملامحه الأكثر هدوءا، ومجموعة ( احتراق طائر ضخم ) لـ (عبد الجبار العبودي ) تنطوي تحت لواء التجديد .. وتمتلك قصصها خصوصيتها وبراءتها التي تنساب بهدوء وموسيقى، فيها لغة الشعر وفيها عواطف متدفقة ..) .. واستطرد في بحثه قائلا: ( واستخدم القاص السبعيني لغة واضحة بسيطة .. وغرقت قصصه في الوصف واستخدام المنولوج وسيناريو الفلم السينمائي .. ألا أن القارئ سيجد وحدة في الجو العام وعانت الشخوص من التوحد والغربة والبحث عن الفردوس المفقود )  
فترة السبعينيات : ويستطرد القاص والروائي إبراهيم سبتي معلقا على هذه الفترة : ومن الأسماء القصصية السبعينية في مدينة الناصرية كانوا كل من ( شوقي كريم حسن- جاسم عاصي- محمد سعدون السباهي- علي الناصري- ضياء خضير- داود سلمان الشويلي- محسن الموسوي- حسن الخياط- كريم حيال- خضير الزيدي- سعد عطية -إسماعيل شاكر- عبيد عطشان- محمود يعقوب- جواد الازرقي -عادل سعد- صاحب السيد جواد- عامر عبد الرزاق -ناصر كريم- علي البدري- ناصر البدري ).. فشهدت تلك الفترة نشاطا ملحوظا في إصدار المجاميع القصصية، حيث أصدر كل من :
 * ( جاسم عاصي ) مجموعته ( الخروج من الدائرة ) عام 1974 . 
* وأصدر ( احمد الباقري - ومحسن الخفاجي- وعبد الجبار العبودي ) مجموعة قصصية مشتركة كان عنوانها ( سماء مفتوحة إلى الأبد ) عام 1974. 
* كما أصدر ( عبد الجبار العبودي) مجموعته ( احتراق طائر ضخم ) عام 1975 . 
* وأصدر ( شوقي كريم حسن ) مجموعته المسماة (عندما يسقط الوشم عن وجه أمي ) عام 1977 . 
* بينما أصدر ( محسن الخفاجي ) في تلك الفترة السبعينية أيضا مجموعته ( ثياب حداد بلون الورد ) عام 1979 . 
* وأصدر القاص ( عامر عبد الرزاق ) مجموعة قصصية عنوانها ( طريق الألم ) عام 1978 . 
* وأصدر القاص ( صاحب السيد جواد ) مجموعتين قصصيتين الأولى ( أحلام البنات ) عام 1974 والثانية بعنوان ( شجرة الأحنف ) عام 1978 . 
* فيما كان قد أصدر (الربيعي) نتاجا قصصيا وروائيا غزيرا في السبعينيات، وهو كل من ( رواية الوشم 1972- وعيون في ذاكرة الحلم قصص 1974- ورواية الأنهار 1974- وذاكرة المدينة قصص عام 1975- ورواية القمر- والأسوار عام 1976- والخيول قصص 1976، فكانت تلك الفترة وبحق بمثابة سجل قصصي حافل سجله أدباء مدينة الناصرية ولاسيما أن المشهد القصصي فيها اخذ يتبلور عن مفاهيم جديدة جعلت القصة تأخذ مسارها الحقيقي وتؤسس لها قاعدة قوية ساهمت في تعزيز المشهد العراقي عموما ، فاغرق قصاصو المدينة الصحف والمجلات العراقية بسيل هادر من المنجز القصصي والروائي .
  أما عن الحركة الشعرية في مدينة الناصرية فقد تطرق أديبنا المذكور : ( لقد كان الحال قد انجر على الشعر أيضا، فقد نشطت الحركة الشعرية في السبعينيات في مدينة الناصرية وأسست مع آخرين المشهد الشعري السبعيني في العراق، فأخرجت أسماء مهمة شاركت بدور فاعل ومؤثر في الحركة الشعرية العراقية مثل ( خالد الأمين-  وكاظم جهاد- وكمال سبتي -وعقيل علي) . ثم تابع القاص إبراهيم سبتي قوله : ( لقد كانت الثمانينات حافلة بأسماء قصصية أثرت كثيرا بنتاجها المنشور قصصا وروايات، على المشهد القصصي العراقي بشهادة النقاد والباحثين ، فظهرت أعمالا للزملاء ( زيدان حمود -ومحمد خضير سلطان -ونعيم عبد مهلهل -وإبراهيم سبتي -ومحمد حياوي -وحسن البصام -ومحمد مزيد -وعبد المنعم حسين -وعباس داخل حسن -وناجي حنون- وسعدي عوض الزيدي -وعلي لفتة سعيد -وجبار عبد العال- ووجدان عبد العزيز- وكمال السعدون- واسعد العامري- وهادي ناجي- وعزيز الحسيناوي) .. فأضافت هذه المجموعة الكثير إلى المشهد القصصي في الناصرية فكانت تمتلك ناصية متقدمة في تقنية القصة وتنوعت أساليبها فكان كل اسم منها يبحث عن التجريب ليتمكن من تعزيز مكانته في القصة العراقية ، وقد حظيت بعض الأسماء منها باهتمام الكثير من النقاد . فكتبت مقالات ودراسات نقدية لمنجزها مما جعلها تتبؤا مكانة مهمة ولائقة في المشهد القصصي على مستوى مدينة الناصرية خاصة والعراق عموما حيث خرج بعضها تجربته إلى الوسط القصصي العربي ، وقد استمر نشاط بعض الأسماء الثمانينية في نشر نتاجه وإصداراته فيما انسحب البعض الأخر من الساحة وتلاشى تماما مثل ( صاحب المختار - وكامل عبد الحسين- وعبد الجبار الازرقي )، وظهرت في أواخر الثمانينيات تجارب تستحق التأشير لمواظبتها وحضورها مثل ( علي عبد النبي الزيدي-  وهيثم محسن الجاسم) . وفي خلاصته عن القصة القصيرة جدا أوضح القاص إبراهيم سبتي بأن هذا الفن بدأ عراقيا وله الريادة عربيا متأثرا بفن ناتالي  ساروت وكتابها انفعالات الصادر عام 1932 ...                                                                             ويذكر أن للقاص إبراهيم سبتي له ثلاثة كتب مطبوعة هي :        
1- الغياب العالي مجموعة قصص صادر عن الشؤون الثقافية في بغداد عام 2001 
2- رواية نخلة الغريب الصادرة أيضا عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد عام 2002 
3- مجموعة قصصية صادرة عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام 2002 .. وله ثلاثة كتب غير مطبوعة في القصة والرواية
الأديب والإعلامي
جواد المنتفجي
عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
عضو اتحاد الصحفيين والإعلاميين
باحث / أديب / إعلامي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . جواد المنتفجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/22



كتابة تعليق لموضوع : تاريخ القصة في مدينة الناصرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net