صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

من اقوال الامام امير المؤمنين{ع}
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

"إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة , ونحن في أضغاث أحلام، من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر ،ومن نظر فى العواقب نجا، ومن أطاع هواه ضل، ،ومن فهم علم، ومن علم عمل. إذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك. المصدر الف حكمة لامير المؤمنين [ع] وفي حديث للشيخ ميرزا جواد التبريزي عن النفس الإنسانيّة يبين قول الامام علي[ع] في خلقة الانسان في قصيدة منها :

دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك فلا تبصر//أتزعم أنك جرم صغير//وفيك انطوى العالم الأكبر//وأنت الكتاب المبين الذي //بأحرفه يظهر المضمر ــــــــــــ

قال الأمام بهذا البيت : إنّ هذا الإنسان موجودٌ مركّب من جميع عوالم الإمكان نموذج ومثال وجميع الصفات والأسماء الإلهية آثارًها موجودة فيه، وهو كتاب خطّه أحسن الخالقين بيده؛ والإنسان مختصر اللوح المحفوظ، وهو أكبر حجّة لله، وهو حامل الأمانة التي لم تقدر السماوات والأرض على حملها.

[العقل في أكمل أوجهه وأتم صوره هو الدين والإيمان بالله تعالى والعمل بأوامره وتجنّب ما نهى عنه ..هذا ما يؤكده القرآن الكريم كما تؤكده الأحاديث الشريفة وروايات المعصومين (ع)وهو أشرف خلق الله، بالعقل عُبِد الرحمن واكتسب الجنان يقول الإمام الصادق{ع}العقل مقرون بالإيمان بالله، والعمل الصالح والخير والصفات الحميدة، وبدون هذه الصفات لا يمكن للإنسان أن يسمى عاقلاً بالمعنى الحقيقي حتى وإن كان عاقلاً في أمور الدنيا كالتجارة والصناعة والادب وغيرها، أما إذا استخدم العقل في مآرب منحرفة وغايات منحطة وسخّره للشهوات فهو: (النكراء والشيطنة وهي شبيهة بالعقل وليست من العقل) سئل الإمام الصادق(ع) عن الذي كان عليه معاوية بن ابي سفيان . فقال:(من كان عاقلاً كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة). أما إذا احتوى الشر والطمع والاستغلال فإنه يخرج من إطار العقل: (فيعمل عمل القلب ويتجه بغير اتجاهه).[ الكافي للشيخ الكليني ج ١ ص ١١] .

الدين الإسلامي يخاطب العقل، فهذا لا جدال فيه، ومن يخوض فيه فهو جاهل بحقائق الإسلام. الله خلق الإنسان ومعه آلة التفكير، وأمرنا أن نتدبر في آياته وفي الأفاق والأنفس، ونفكر في آثار صنعه. قال تعالى:( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) وذم الله كل من لم يستخدم عقله في التعلم وأن يفكر في هذه المخلوقات ومعرفة خالقها بكل حرية عقلية. إن الإنسان عرف الله وآمن به ربا واحدا لا شريك له السميع البصير القادر العالم الغني الحي الذي لا يموت بالعقل أجازه الله من خلال عقله، واِن جحد بعقله عاقبه الله لجحود عقله.

كتب محمد جواد مغنية في كتابه (الإسلام والعقل)، قال(جاء في الحديث الشريف عن الرسول الأعظم (ص)( أصل ديني العقل). ودين محمد يقوم على دعائم ثلاثة: الاِيمان بالله، والنبوة، واليوم الأخر، وتتفرع الإمامة عن النبوة، لأنها رياسة عامة في أمور الدين والدنيا بداية من النبي{ص}الى الامام المنتظر اخر الزمان).

فكل ما حكم به العقل حكم به الشرع. فالعقل ' رسول' في الباطن، والشرع ' عقل في الظاهر. فإذا أدرك العقل أن العدل حسن والظلم قبيح، حكم الشرع بأن العدل محبوب عند الله، والظلم مكروه له. فالشرع عقل من الخارج والعقل شرع من الداخل. وهما متحدان. وسلب الله تعالى اسم 'العقل' عن الكافرين كقوله:( صم بكم عمي فهم لا يعقلون).وقال في صفة العقل الباطن:( فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم). فسمى العقل دينا. لكونهما متحدين، قال تعالى 🙁 نور على نور)، أي نور العقل ونور الشرع. إن العقل لن يهتدي إلا بالشرع، والشرع لن يتبين إلا بالعقل. فالعقل اساس والشرع بناء، لن يفيد اساس ما لم يكن عليه بناء، ولن يثبت بناء ما لم يكن له اساس أيضا، فالعقل كالبصر، والشرع كالشعاع، لن يغني البصر ما لم يكن شعاع من خارج، ولن يغني شعاع ما لم يكن البصر حديث قدسي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ العَقلَ قَالَ لَهُ : " أَقبِل ", فَأَقبَلَ, ثُمَّ قَالَ لَهُ : " أَدبِر ". فَأَدبَرَ, فَقَالَ : " وَعِزَّتِي وجلالي مَا خَلَقتُ خَلقًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنكَ, بِكَ آخُذُ وَبِكَ أُعطِي, وبك اثيب وبك اعاقب ".فالعقل فيه انطوى العالم الاكبر..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/30



كتابة تعليق لموضوع : من اقوال الامام امير المؤمنين{ع}
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net