صفحة الكاتب : علي حسين الدهلكي

الاعتداء على العراقيين في سوريا .. عمل مرصود. . ام خطأ مقصود ؟
علي حسين الدهلكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حسنا فعلت حكومتنا الوطنية وعبر الناطق باسمها عندما وجهت تحذيرا شديد اللهجة لاطراف النزاع في سوريا بعدم التعرض لرعاياها  في سوريا في رسالة فهمها الجميع وهو إن الدم العراقي اصبح خطا احمرا لا يمكن المساس به من قبل اي كان .

ولعل هذا التحذير قد نبه الكثير من الجهات الداخلة في الصراع السوري على ضرورة التعامل مع رعايا العراق بنوع من الحيطة والانتباه لان الحكومة العراقية ما زالت تمتلك اليد الطولى في رد الصاع صاعين لو ارادت ذلك ولكنها تتمسك بمبدأ التوازن في التعامل مع الحالة السورية .

ولذلك فان الحكومة العراقية ومن خلفها الطبقات السياسية والثقاقية تدرك ان مصرع هؤلاء الابرياء من الرعايا العراقيين ربما يكون حادثا مدبراً قامت به بعض العصابات الممولة من السعودية الوهابية و قطر الصهيونية وتركيا العثمانية .

وهذا المحور الارهابي كان وما زال وسيبقى محور طائفي يعمل وفق نظرية الحكم للطائفة التي يمثلونها ، فهم ما زالوا يعملون على اثارة النعرات الطائفية في جميع الدول العربية بما فيها تلك التي حصل فيها ما يسمى بالربيع الرعربي وتم التخلص من دكتاتورية حكامها .

حيث يعمد محور الشر هذا على محاربة اي اشعاع فكري او سياسي لاي طائفة لا تمثل طائفة دول هذا المحور مستخدمين كافة الوسائل اللا مشروعة في اسقاط هذا الاشعاع ، وربما يكون هذا هو السبب في عدم استقرار الاوضاع في ليبيا التي سقط فيها حكم القذافي بمساعدة  دويلة قطر التي لا تتعدى مساحتها مساحة مدينة الثورة في بغداد .

ثم لابد من معرفة الاسباب الحقيقية لاستهداف الرعايا العراقيين في سوريا وهل كان الاستهداف طائفي ؟ ام انه خطأ عسكري يحدث بصورة طبيعية في المناطق التي تشهد احداث ساخنة ؟

نحن لا نريد ان نستبق الاحداث وندلوا بدلونا قبل وضوح حقيقة الفعل  ، ولكننا نضع كافة الاحتمالات ونقيس الكفة الراحجة لهذه الاحتمالات على ضوء المعطيات الواقعية التي تفرزها الاحداث الجارية في سوريا .

ولكننا نعرف ان حقيقة ما يجري في سوريا هو تنفيذ اجندات سياسية خارجية تقودها اسرائيل عبر دعامتها الرئيسية قطر والسعودية ، ومخططات امريكية تقودها تركيا بغطاء اسلامي لتشويه ما تبقى من حقيقة للاسلام والمسلمين .

ورغم اعلان حكومتنا الوطنية عدم تدخلها في الشأن السوري في اكثر من مناسبة وانها تقف مع الشعوب وليس مع الحكام الا ان  هناك بعض الاطراف الداخلية والخارجية ما زالت تكيل التهم للحكومة بالتدخل في الشأن السوري .

والامر المضحك ان الدول التي تتهم العراق بالتدخل هي نفس الدول التي تعلن ليلاً

ونهاراً وجهراً وعلانية انها اللاعب الاساس فيما يجري في سوريا ابتداءاً من دولة ابن عرعور وانتهاءاً بدولة اردوغان العثمانية .

ان العراق وحكومته الوطنية ليس لهم مصلحة لا من قريب او بعيد في ما يجري بسوريا انطلاقا من مبادئها التي تقوم على عدم التدخل في الشأن الداخلي لاي دولة ولكن وبحكم الدور المهم والثقل السياسي الذي بات العراق يمثله في محيطة العربي والاقليمي لجأ المجتمع الدولي الى العراق ليكون جزءاً من الحل في سوريا وليس جزءاً من المشكلة كما هو الحال مع دول محور الشر الثلاثي .

ولم تكن زيارة المبعوث الاممي كوفي عنان الاخيرة الا للطلب من العراق بان يكون احد ادوات الحل في الازمة السورية نظراً لما يمتلكه من سياسة متوازنة ومتزنة ازاء جميع الاحداث التي جرت وما زالت في محيطه العربي والدولي .

ان لجوء المجتمع الدولي الى العراق للمساهمة بحل الازمات يعد بمثابة شهادة دولية بدور العراق المؤثر في الاحداث الجارية وتاكيدا لثقل هذا التـأثير وهو ما تخشاه بعض الدول  التي تعد عودة العراق بمثابة خطر يهددها بسحب بساط نفوذها من تحتها ولذلك تعمل بصورة مستمرة على عدم استقرار العراق سياسياً واقتصادياً .

وبالنظرلاهمية عودة العراق لممارسة دوره الفاعل في الاحداث القائمة في الوطن العربي وما يترتب على هذا الدور من تفاعل قوي ومؤثر للارادة السياسية والاقتصادية للعراق فاننا لا نستبعد ان تكون عملية استهداف العراقيين المقيمين في سوريا عمل مقصود يراد به ايصال رسالة مفادها ان المساهمة في حل القضية السورية سيكون ثمنه هؤلاء الابرياء من العراقيين في سوريا .

نحن على يقين با حكومتنا الوطنية سوف لن تقف ممكتوفة الايدي امام اي مخاطر تحيق بمواطنيها في الخارج وستتصدى للزمر الارهابية التي تطال الابرياء من مواطنيها وبكافة الوسائل المتاحة كونها تؤدي ما يمليه عليها واجبها الشرعي والدستوري المتمثل بحماية مواطنيها اينما كانوا لان الدم العراقي بات محظوراً على كل النفوس الامارة بالسوء وهذا ما يجب ان يفهمه الجميع في الداخل والخارج .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الدهلكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/23



كتابة تعليق لموضوع : الاعتداء على العراقيين في سوريا .. عمل مرصود. . ام خطأ مقصود ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net