صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

درّة لبنان الساطعة / 3 البُعد الثاني : القيادي والثوري
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قرأ السيد الشهيد الصدر الأول قدس سره منذ وقت مبكر وأثناء تتويجه لسيد المقاومة تاج العلم والتقوى ( العمامة ) ملامح القيادة ، وتوسّمَ فيه معالمها وهو لم ينه العقد الثاني من عمره الشريف ، وذلك في ٣٠ / ١١ / ١٩٧٧ م وبعد أن ألقى شهيد المقاومة كلمة نالت إعجاب السيد الشهيد الصدر وقال له حينها [ إنك ذو شأن عظيم ، وإني أشم فيك رائحة القيادة ، وإنك من أنصار الإمام المهدي عليه السلام إن شاء الله ] السيرة والمسيرة – أحمد العاملي ج 3 / ص420

وصدقت نبوءة السيد الشهيد ، فسرعان ما ارتقى المناصب العليا بين صفوف المجاهدين والمقاومين والعاملين الرساليين وباختيار بل والحاح وتصميم منهم رغم صغر سنّه ورغم وجود شخصيات تكبره عمراً ولهم باع طويل بهذا العمل .

وكل ذلك صدّقه وأيده قيادته لمحور المقاومة وبعد تسنّمه الأمانة العليا فيه ، فكان بحق خير قائد لأشرف معيّة وأقدس قضية ، فعلى طول فترة قيادته التي استمرت أكثر من ثلاثين سنة كان ذلك القائد الميداني المحنّك والخطيب المفوّه والسياسي الذي لا يُشقّ له غبار ، وهو يواجه أعتى الأنظمة وأقذر الجيوش ، واجه سياسات ومخططات دول الاستكبار ، وكان في تماس مع كيان لا يحمل ذرة من الأخلاق الإنسانية ، كيان متمرّد على جميع القوانين والأعراف الدولية .. ورغم ذلك استطاع أن يدحره ويذلّه ويطرده من أرض لبنان ويزرع الرعب فيه على طول هذه السنين ، فكانت المقاومة بقيادة شهيدها الأكبر بالنسبة للكيان الغاصب كابوس الليل والنهار .

كان عدوّه يحسب لسبابة يده اليمنى ألف حساب ، فكان خطابه المزلزل ووعوده الصادقة وتحذيراته وكلماته القوية تنزل كالصاعقة على الكيان ويأخذها على محمل الجدّ بعد أن خبره وجربه وذاق طعم مرارته في اكثر من حرب ومواجهة .

الزمن ضنين بإنجاب مثل هكذا قادة ، والتاريخ على تمادي قرونه وتطاول أعصاره لا نجد فيه مثله إلا الأندر من الكبريت الأحمر ، تتغنى قصائدنا بالبطولات وتنسج أحلامنا خيوط الخيال وترسم لوحة قادة قد خلّدهم سجلّ الأيام .. ولكن ما أن تُهدى إلينا تُحفة قيادية ودرّة إلهية حتى نتركها وحيدة تعاني من خيانة الصديق قبل مكيدة العدوّ ..!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/11



كتابة تعليق لموضوع : درّة لبنان الساطعة / 3 البُعد الثاني : القيادي والثوري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net