درّة لبنان الساطعة / 2
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
~~ فحالة الوعي الإسلامي والروح الحماسية التي تولدت عن ثورة الإمام الخميني قدس سره من جهة ، وعنجهية وتمادي الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري واحتلاله لبعض أراضي هذه الدول .. كان وراء اصطفاف وتشكيل جبهات مقاومة ومحاور ممانعة قوية وعنيدة ومؤمنة كمال الإيمان بقضيتها وحقها في الدفاع عن حقوقها ..
وكان شهيد لبنان الأكبر والقادة الذين حوله - من قضى نحبه منهم ومن ينتظر - أقمار سماء المقاومة ودليل جهادها وانتصاراتها منذ تأسيسها والى الآن رغم التضحيات الكبيرة والجروح العميقة .. ولكنها أثمان تستحق الدفع أمام ما حققته من ايجاد وخلق طرف ثاني لمعادلة الصهيوامريكية في المنطقة استطاع أن يُفشلها ويبطل سحرها .. فتطورت المقاومة اللبنانية من قوة تحرير وطرد للكيان الغاصب من لبنان الى قوة توازن ومواجهة ثم الى قوة ردع ولجم .. فاستطاعت أن تعطي لنفسها قيمة وطنية واقليمية وعالمية .
كان لشخصية سيد المقاومة الأثر الواضح والكبير على شخصية المقاومة وسمعتها ووزنها عند العدو والصديق .. ومثلي يصعب تحليل شخصية مثله رضوان الله تعالى عليه ولكن سأستفيد من كلامه ومن كلام الذين عرفوه وأحبوه ، وسيكون ذلك ضمن أبعاد عسى أن تكون درساً نافعاً وتجربةً ناجحةً لكل من سار على هذا النهج أو تعلّق به :
البعد الأول : الروحي / توجهه الديني والحوزوي وتعلقه بالفقهاء وأهل المعرفة كان منذ بدايات عمره وطراوة عوده .. ترك لبنان وتوجه الى النجف الأشرف ليتلقى علومها الحوزوية وهو ابن ال [ 16 ] سنة ، وتشرف بوضع العِمّة على رأسه الشريف على يد أحد أعمدة الفقاهة في النجف الأشرف وسيد شهدائها فيما بعد وهو السيد محمد باقر الصدر قدس سره .. ثم أضطرته ظروف العراق الى مواصلة درسه في حواضر علمية أخرى ، مثل قمّ المقدسة وبعلبك وحوزات لبنان ومدارسها الدينية الأخرى ..
كان شديد الميل للأجواء العلمية والروحية ، وعندما اشتغل بتكليفه الثوري والسياسي وبعد تسنّمه مواقع حساسة في تنظيمات المقاومة كانت أغلى أمنية لديه - كما يُنقل عنه - هو الرجوع طالباً وأن يعيش أجواء التحصيل الحوزوي . كان تديّنه بالفطرة كما يصفه بعض أقرانه وأترابه الذين كانوا معه في أيام دراسته الأولية في المدارس الاكاديمية ..
كان شديد ودقيق الالتزام في تقليده الفقهي وطاعته لمرجعيته الدينية ، فسمعته ذات مرة في لقاء تلفزيوني أنه لا يقتصر على تطبيق ما يُملي عليه الولي الفقيه من أحكام وتوجيهات وإنما يتعدى الى الالتزام بما يرغب به الولي الفقيه ويحبه وإن لم يصدر منه فيه أمر أو توجيه ..
كما أن تعلقه وقربه بأهل المعرفة من الفقهاء والأولياء واضحاً على سيرته ، كالسيد الكشميري والشيخ بهجت والشيخ اليزدي رضوان الله تعالى عليهما أجمعين ، فكان يستنصحهم ويطلب المشورة منهم ..
اذن .. كان الجانب الروحي لديه عالي المستوى وهو الأساس الذي ارتكزت عليه كامل شخصيته وسيرته بأبعادها المختلفة الأخرى .. وكان محافظاً على هذا الزخم الروحي ويستمدّ منه طاقته وتوفيقه وتسديده وهو يسير بأصعب الطرق وأعقد المسالك ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat