صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

صحوة ضمير
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نتيجة بشاعة الحدث او الجرم او العمل الشنيع المخالف للقيم والاعراف الانسانية . تنتاب نوبات صحوة ضمير عند البعض , او اعتراف بالذنب من الافعال والاعمال المشينة التي اقترفها في غفلة من الزمن . قد تكون جرائم ضد الانسانية
او فساد المالي او اختلاس ونهب اموال الدولة نتيجة تعامي وتهاون او تواطئ مع السلطة التنفيذية   والقضائية . او قد تكون عملية اغتصاب السلطة والنفوذ عنوة ضد الارادة العامة وبتعاون ودعم من القوى الخارجية معادية . وصحوة الضمير
تلعب دورا هاما وفعالا في كشف الحقائق وزاحة الستار عن الاسرار السرية وتثبت بالدليل القاطع الادلة الدامغة والبراهين التي لا تقبل الشك او الطعن . وياتي في هذا السياق مثلا , اعتراف القائد البعثي ( علي صالح السعدي ) عقب
سقوط الانقلاب الفاشي عام (1963 ) الذي جلب الخراب والدمار والمجازر المروعة بحق الشعب العراقي . فقد ذكر هذا العنصر بوخزة ضمير , بانهم جاءوا بقطار امريكي - بريطاني - مصري - اردني وفرغوا حمولتهم الفاشية في
بغداد وحولوا حلم ( 14 ) تموز الى حلم مرعب على الارض بالقتل اليومي ... وكذلك صحوة ضمير ( زين العابدين بن علي ) جلاد تونس السابق بعد سقوط نظامه العفن , فقرر بصدار قرار بارجاع الاموال والارصدة المنهوبة والمسروقة
من ضلع الشعب التونسي الموجودة في بنوك سويسرا الى خزائن الدولة . وكذلك المثال الاهم بعد سقوط النظام المقبور في العراق وتسلط النخب السياسية على حلبة السلطة والنفوذ . برزت ظاهرة الفساد المالي وبشكل واسع في جميع
مرافق الدولة الحيوية من صغيرها حتى كبيرها , وبرزت على السطح السياسي , حيتان الفساد لتلعب دور فعال في الحياة السياسية , فصار النهب والسلب والاختلاس ظاهرة يومية عامة بتواطئ وتساهل السلطة التنفيذية والقضائية
وما كشف موخرا عن حجم الهائل للفساد وبارقام خيالية من عمليات الفساد ( 700 ) مليار دولار . قد يكون المبلغ المذكور مبالغ فيه . لكن من المؤكد ان نصفه او ربعه قادر ان يسعد الشعب العراقي بالحياة الكريمة هو ومعه كافة
الشعوب الافريقية في تغلبها على مشاكل الفقر والجوع . وباستطاعة هذه الاموال المنهوبة ان تقضي والى الابد الازمات التي يعاني منها المواطن , مثل ازمة الكهرباء .. ازمة البطالة .. ازمة قلة الخدمات العامة .. ازمة شحة الرواتب
وغلاء الاسعار . وان بمقدور ربع الرقم المذكور ان ينقل العراق الى حالة نوعية من الرفاه والرخاء والاستقرار . ولهذا يطرح السؤال الملح . متى يصحو ضمير لصوصنا الذين ارتكبوا جرائم الفساد وان يعيدوا ارصدتهم الضخمة
الى خزينة الدولة من اجل الاعمار والبناء ؟ ام ان ضميرهم ميت لا شفى منه ومفتون ببريق المال المسروق . ولايرجى نفعا من مات ضميره حتى صار من القطط السمان .. كما لا يرجى نفعا من النخب السياسية المتنفذة من اصلاح
العملية السياسية من العيوب والنواقص , وتشعر وتحس بمشاعر بضمير الشعب المغلوب على امره .  . . كما ياتي في صدد صحوة الضمير اعترافات السفير السوري المنشق الذي اعترف بالحقائق وذكر امور خطيرة تخص الشأن
العراقي معلومات خطيرة  لا يمكن السكوت عنها او غض الطرف عنها او تجاهلها , بل يجب متابعتها وملاحقتها في المحافل العربية والدولية بما فيها المحاكم , لانها تخص قضايا الاجرام والارهاب الذي طال حياة الالاف من المواطنيين
الابرياء , وان اعتراف الماجور يدخل في خانة صحوة الضمير . بان النظام السوري وباوامر وتعليمات وقرارات تنفيذية  من طاغية دمشق بشار الاسد الذي يعتبر المسؤول الاول والفاعل الاول في الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب
العراقي من خلال تسهيل وارسال ودخول الارهابين والمجرمين من زمر القاعدة الى العراق عقب سقوط النظام البعث العراقي في ارتكاب الجرائم المروعة بقتل الالاف من الابرياء بالمفخفخات والتفجيرات الدامية وفتح الباب لتخريب
العراق , ولهذا يجب ان نستعيد حقوقنا من الافعى بشار الاسد . وان اعترافات سفيره هي ادلة دامغة واثباتات لا تقبل الشك او الطعن بها , ويجب على الحكومة العراقية ان تتحرك بمسؤولية وبالاحساس والشعور الوطني من اجل
اعادة الاعتبار الى الدماء التي هدرت ظلما , واتخاذ الموقف الحاسم والصريح من هذا الطاغي المتربع على جماجم شعبه , وادانته ومحاسبته ومعاقبته ومقايضته في المحافل العربية والدولية من اجل المطالبة بحقنا الشرعي
من هذا الطاغي المأجور


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/19



كتابة تعليق لموضوع : صحوة ضمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net