صفحة الكاتب : مام أراس

ارادتنا الكوردية ..استحقاق نضالي.. لا تقبل المساومة..!!
مام أراس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 العمالة لأمريكا واسرائيل هي التهمة الجاهزة  بحق الكورد ،والتي يتجاوز عمرها أكثر من خمسين عاما سمعناها حين روجت لها دعاة الرسالات الخالدة  سنينا طويلة ، ونسمعها الآن من أفواه التقدمين الجدد الذين عادوا واستبدلوا اقنعتهم السوداء وجاءوا بغيرها  ليرجوا من جديد لهذه التهمة أملا  بذر الغبار عن عيونهم الوقحة التي باتت (شبكيتها وقرنيتها) امريكية المنشأ بلا رتوش. وربما يجدون في الترويج لها طمأنة نفسية تغنيهم عن التفكير بما وصلوا اليه من عجز ثقافي وفكري وسياسي جراء ما اقترفوه من ذنوب واخطاء جسيمة في مجريات تعاملهم الازلي مع الكورد تحديدا ، ونحن نعجز في وصف القليل منها بل ولا نريد ان نقلب صفحاتها لأنها (معيبة) بحق من يدعون بلا خجل في حمل رسالة عظيمة التي جاء بها المرسلون..!!و أباحوا  بلا رحمة  لمدى سنين طويلة دم الكوردي والشيعي تحديدا على اسس وادعاءات  باطلة طبلوا وزمروا لها عقودا طويلة مستغلين بذلك صمت الضمائر ممن يدعون الانسانية زورا و بهتانا ....
على صفحات موقع كتابات في الميزان نشرت (د. ناهدة التميمي)مقالا بعنوان(الى متى يبقى يلعب الاكراد بالريح والريشة..؟؟)) والتي بداها(يريدون فرض ارادتهم وغمط ارادة الاخرين  بل يريدون العراق كلها واجهة كردية وليست عربية) ما ادهشنا في قولها انها لا تزال في وهم عراقها العربي الذي كان سائدا قبل عام 2003 ، وهو وهم اوقع العراق في متاهات البحث عن الهوية  وسط المزالق والمنحدرات وانفاق مظلمة لم يدفع ضريبتها سوى الانسان العراقي المغلوب بالطاعة والاذلال  طيلة أربعة عقود ، والتي كان الشعار السائد فيها امة عربية واحدة ..وهو شعار ربما تناست السيدة (ناهدة) الغى بموجبه النظام البائد حقوق كل مكونات العراق ، الكورد منها حصرا باعتبارهم (عملاء )لأمريكا واسرائيل، ومن ثم كونهم هم الوحيدون الذين رفعوا سلاح  المقاومة بوجه النظام وطغيانه وجبروته..
لذلك  فان ارادتنا سيدتي لم تكن بمعزل عن استحقاقنا النضالي والتاريخي ، فحصتنا من المظالم لم تقرئي عنها شيئا ، فهي تفوق كل التقديرات ، ولو انشغلت بضعة ساعات قليلة بالتدقيق في سجلات الامن والمخابرات لادركت تماما بالهفوة الكبيرة التي وقعت  فيها حين تجدين بالأرقام والبيانات حجم المظلومية التي نزلت على الكورد ، والتي بسببها  تجديننا ونحن لا نقبل المساومة عليها مهما اشتدت عود الشوفينية ودعاتها  وانت أقولها بأسف شديد تروجين لها في خضم هذه الفوضى السياسية التي تعصف بالعراق ، وكأننا نحن السبب في صراع الدائر بين دولة القانون والائتلاف الوطني من جهة والقائمة العراقية من جهة أخرى ، الذي يحاول كل طرف ان ينعم  بنشوة السلطة المطلقة ومغرياتها..
الازمة السياسية التي تمر بها العراق هي تحصيل حاصل لطبيعة هذه الصراعات ، وعدم قدرة الحكومة على القيام بالتزاماتها تجاه المواطن بل وعدم قدرتها على توفير الامن والاستقرار بدليل الهجمات الارهابية التي تحصد بأرواح الابرياء بلا هوادة ، ودون ان تلتفت الدولة الى مسالة تعويضهم  بما يتناسب مع حجم الخسائر المادية التي تصيبهم ، وهذا يعني ان الكورد لا دخل  له في ما يجري على الساحة السياسية ، وان مسالة حجب الثقة  اطلقت شرارتها  القائمة العراقية ووقفت الى جانبها  كتلة  التيار الصدري ، والتي استطاعت لبعض خلق جبهة عريضة بهذا الشأن املا بأحراج  السيد نوري المالكي الذي احرج هذا التيار كثيرا عند اشتداد موجة العنف في العراق ،والتي حسمها المالكي بصولته المعروفة (بصولة الفرسان)..
واذا كانت الاصرار والارادة القومية والوطنية حسب  تفسيرك (تمددا) كورديا فلتكن ما دامت العقول هي نفسها لم تتغير ،ولم تدرك الى الآن ان الكورد قد خرج من دائرة الاقصاء  والتهميش والخوف ، وأثبت عدالة قضيته الانسانية على المستويين الاقليمي والدولي ، ولم يعد بمقدور اصحاب النوايا السيئة العودة بعقارب الساعة الى الوراء لا نها مكلفة بالنسبة اليهم ،بل ولم يعد بالإمكان  القبول بان يقف الكوردي  مجددا معصوب العينين امام المتعالين على حقوقه المشروعة، ولكن ما يؤسف ان امثال السيدة (ناهدة) لاتزال تحاول ان تثير جدلا واضحا بخصوص الاستحقاق الكوردي  في ظل هذه المتغيرات التي تعصف بالمنطقة ، وكأننا خلقنا ان نكون مسلوبي الارادة ننتظر الحسنات والصدقات  من غيرنا ..!!
لقد اثارت (السيدة ناهدة التميمي) موضوعا منسيا استحقت منا الشفقة على رؤويتها لطبيعة خطوط العمل السياسي واثارتها بعد طول الفترة الى موضوع تنحية الدكتور ابراهيم الجعفري الذي جاء قرار اقالته بالإجماع تحت قبة البرلمان بسبب اجتهاداته الفردية ومحاولاته الشخصية بعقد صفقات سياسية مع اطراف الجوار بهدف زعزعة الاوضاع في كوردستان ، والذي اراد بها ان يكون نجما سياسيا لامعا على حساب قضية كركوك ، ومن ثم الوقوف بوجه المكتسبات الكوردية القانونية منها والدستورية.. 
وللأمانة نقولها  سيدتي الفاضلة ان تنصيب مام جلال رئيسا لجمهورية العراق ليس هبة ممنوحة بل كان اجماعا وطنيا شاملا  وعرسا عراقيا لم نشهد له مثيلا ، والذي جاء اختياره بحسب معاييره الانسانية والاخلاقية التي تتجلى في حرصه الدائم على وحدة العراق ،وحكمته وحنكته السياسية والفكرية بضرورة توحيد المواقف والكلمة الوطنية لتجاوز الخلافات بين اطراف العملية السياسية ، وما دعوته الدائمة لعقد مؤتمر وطني عام الا دليلا واضحا على صدق انتمائه الوطني ، وتفرده عملا وجهدا وممارسة لدرء هذا الصدع السياسي الذي يمر به العراق ..
ما يثير استغرابنا هي حنينها لعزف الاسطوانة الخاصة بكيفية  دخول الاخوة العرب لكوردستان والاجراءات المتبعة بهذا الخصوص  دون  ان تحقق ميدانيا من المسالة وهي اجراءات لا تخص العرب لوحدهم لتفادي الوقوع في المفاجآت كالتي تحصل في العاصمة بغداد بسبب ضعف الاداء للأجهزة الامنية ، والتي تشير كل الدلائل بعجزها التام من مواجهة الخلايا الارهابية التي تنفذ عملياتها في آناء الليل واطراف النهار. ولهذا لا اجد حرجا حين اؤكد ان العيش الرغيد الذي يتمتع  به العرب في كوردستان هو اكبر بكثير من كل التصورات التي يبنيها البعض  على  اجتهاداته الضيقة ، ونحن على يقين ان السيدة ناهدة لم تشاهد كوردستان لتدرك حقيقة المكانة التي يتمتع بها العرب هناك خصوصا حين اتاح لهم القانون حق البيع والشراء اسوة بأبناء كوردستان  واصبحوا يمتلكون ارقى المصالح التجارية ، واعتقد جازما ان الاخوة العرب وجدوا هنا في كوردستان ما لم يجدوه في مناطق سكناهم السابقة، وهذا يؤكد ان كل ما اشار اليها  ليس لها صحة على أرض الواقع..
وأخيرا ان مسالة العلم العراقي وايواء طارق الهاشمي  والنفط المستخرج في كوردستان كتب عنها الكثير فأرى من المستحسن ان لا نشغل القارئ الكريم ونعيد ما كتبناه بهذا الخصوص، وهي مسائل معروفة عند الراي العام..
ولكن لابد ان نقول ان دعوتها لإلقاء القبض على (المتمردين) بتهم الاضرار بالاقتصاد الوطني و(الامن القومي) ينبغي ان نبدأ بها من بغداد ،حيث المليارات  تذهب باستمرار هباء منثورا ، وربما هي على معرفة بها اكثر منا لكونها قريبة من وقائع الاحداث وتدرك خفاياها  ، وتغض الطرف عنها على مبدأ ((شاهد ما شافشي حاجة))...!!
خلاصة القول نقولها للسيدة الفاضلة ناهدة التميمي ان الكورد  لا يلعبون بالريح والريشة بقدر ما يبحثون ما يعزز من القيمة الروحية لعظمة  تضحياتهم التي بدأت منذ ان اراد له المستعمرون القدماء والجدد ان يكونوا قاب قوسين او ادنى في حساباتهم الشوفينية والعنصرية....!!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مام أراس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/17



كتابة تعليق لموضوع : ارادتنا الكوردية ..استحقاق نضالي.. لا تقبل المساومة..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net