ثورة الحسين عليه السلام حتمية ام رغبه شخصية
صبيح الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صبيح الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كتب الكثير من المثقفين والعلماء عن ثورة الامام الحسين (ع) من جوانب عده ووضعوه بزاوية المبايعة أو القتل وكأنه مجبر عليها خوفا من العار الذي يلحق به , من قبل يزيد عليه لعائن الله والامة بحسب روايات متوارثة وتاريخ مزيف كتبه الافاكون والحاقدون على عترة بيت الرحمة , فالحسين (ع) ينحدر من سلالة طاهرة وواحد من اثنين(سيدا شباب اهل الجنة) ( هؤلاء اولادي امامي هذه الامة ان قاما وان قعدا ) وبذلك فقد نزههما رسول الامة ونبيها محمد بن عبد الله (ص) الذي لا ينطق عن الهوى من دنس الخيانة ومبايعة الشيطان والاشراك بالله . شخصية موزونه وأخلاق عالية تربى في حضن النبوة والإمامة وام نُعتت بسيدة نساء العالمين ,يُزقون العلم زقا لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولامن خلفهم محصنين من دنس العبودية {والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد }, كسب قوة شخصية وايمان وكرم وشجاعة وعقلية قياديه تستقرأ المستقبل وتراه بعين العارف بتأييد روح القدس{ لا يصدق حديثنا الا نبي مرسل او ملك مقرب أو مؤمن امتحن الله قلبه بالأيمان} هذه قاعدة لا مناص منها ولاتقبل الحياد, الحيف والظلم الذي وقع عليهم منذ ان غيروا مراتبهم التي وضعهم الله (س) فيها وعزلوهم عن حقهم ببيعة السقيفة انحرفت بوصلة العدل وهزُلت الدنيا وجعلتهم في موقع المتلقي وليس القائل والمأمور وليس الامر و دائرة الشك حولهم بحياة ملؤها الخوف والتنكيل والظلم وقعر السجون بدلا من شعلة تنير الدرب وتحافظ على الشريعة واحكام القرآن ووحدة الامة, منذ ذلك التاريخ كان هاجس الثورة موجود وشعلة الانتقام مضيئة في ضمائرهم وقلوبهم ولكن :-
01 ساعتها لم تحن .
02غياب رجالها .
03 ارادة معطلة .
04رغبة متأنية.
05شجاعة يحكمها العقل والصبر.
06 بعد النظر وسعة الصدر خاصة وان بيضة الاسلام صغيرة ولازالت في دور التكوين والتبشير.
07 التكليف الشرعي والاخلاقي الذي حملوه كونهم أئمة هذه الامة ودليلها لفضاء واسع والتعمق بذات الله ومعرفته طريق مكلف وصعب وفيه من الاشواك الكثيرة .
08 ضعف ايمان ألأمه {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا ولكن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(1) هؤلاء يصعب المسير امامهم وقيادة سفينتهم واستيعاب المهمة والتضحية لا جلها من قبلهم .
هذه المعوقات وضعها امامه وناقشها بعقلية القائد ومعرفة العالم وضعته امام مفترق طرق اما الانحدار واندثار الاسلام وتعاليمه والركون لرذيلة الباطل والاستمرار به أو الوقوف ضده وتعطيل زحفه وانهاء وجوده واعلان الثورة ضده واقع الحال يبرز حقائق أهمها:-
01 الدولة الاموية كبيرة العدد واسعة المساحة تمتلك قدره قياديه.
02جيوش مهولة وأسلحة وذخيرة واعتده.
03 علاقات متطورة مع الدول الاخرى .
04 أجهزتها الاستخبارية الفاعلة وعيونها المفتوحة .
وضعها امامه بدراية وحكمة لامثيل لها فالنصر محال امام هذا التحدي , ما الفكرة التي يجب ان يتبعها ويسير بخطاها بعد ان وردته رسائل عديده من اهل الكوفة تدعوه للقدوم لانهم بحاجة ماسة له { أين كانوا قبل هذا الوقت ياترى ؟ } اعتقد ان الرواية لم تنطلي على القائد ابا عبد الله(ع) فهو يعرفهم معرفة الوالد بأبنه وسيخذلونه كما خذلوا اخيه وابيه في الماضي القريب ولكن ما باليد حيله, رحيله من المدينة الى مكا ثم العراق فيها الكثير من التفاصيل والحكايات والقصص غيبوها الافاكون ومسحوا مآثرها الحاقدون , اذن يعرف مسبقا ما مرسوم ومخطط له فكان صريح مع اصحابه صادق مع نفسه مخلصا لدينه وتكليفه الشرعي ,مسير لا عودة منه فالموت امامنا والذل ليس من طباعنا {انتم احرار من بيعتي اتخذوا الليل جمل وعودوا لعيالكم وبيوتكم مخاطبا اصحابه} سمع رد بمستوى المسؤولية من قبل اصحابه ومحبيه وتابعيه {معك معك يبن رسول الله }فكان لابد من قرار مصيري يحدد اتجاه الامة ويضعها امام مسؤولياتها الدينية والاخلاقية ويعلنها صراحة بثورة يفصل فيها بين الحق والباطل لم يكن مجبرا عليها بل اراده وعزم وثبات , فضريبة الحق قد تكون الروح والاموال والعيال وهكذا كانت موت بأبشع صوره وسرقات لم تعرف الانسانية مثلها وحرق وتدمير لخيم ابن بنت رسولها وتدار الرقاب على الرماح وكأنهم ظفروا بعدو الانسانية وسبايا يدار بهم من بلد لأخر فرحين مستبشرين بهذا النصر المزيف متناسين رسالة نبيهم ووصاياه بهم { تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكت بهم لن تظلوا بعدي } ما بني على باطل فهو باطل . وبذلك فقد كانت ثورة الحسين عليه السلام {ان الحسين هو صاحب اللواء في الحرب المستمرة عبر التاريخ بين الحق والباطل فثورته يجب الا تحصر في تاريخ وقوعها فهي مستمرة لمواجهة المتسترين بالدين على مر العصور لمواجهة الاضطهاد والعدوان ان ثورته ليست النهاية انها معركة ومازالت مستمرة }(2) , وبذلك يثبت بحقائق ووقائع أن ثورته هدف منذ زمن باختيار وحتمية التكليف وليست رغبة شخصية تحكمها الانانية وحب الذات .
السلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا
المصادر/ (19سورة الحجرات اية 14 ___ (29) شريعة مداري
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat