صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

زلزال الكاظمية
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الزلازل في العراق من نوع مختلف ،وهي ليست بحاجة الى مقاييس من شاكلة (ريختر) فبمجرد حدوث زلزال منها تطير المقاييس والرؤوس وتهتز الأرض بشدة وتنهار المباني الحديثة وتلك التي مضى عليها عقود من الزمن.
تجمعت عوامل مختلفة ليكون الزلزال الناتج عن إجتماعها قوياً جداً الى الدرجة التي لم يكن بالمستطاع تحجيم أو تقليل أضراره ، وفي محيط مدينة الكاظمية المقدسة تكثر الأحياء المتواضعة وتلك التي يقطنها مواطنون هجّروا نتيجة العنف .
من تلك الأحياء ما يطلق عليه الأهالي (شاطىء الكاظمية) الذي يضم مباني عدة يسكنها مواطنون من مختلف الشرائح الإجتماعية (موظفون وعمال و فلاحون  تركوا أراضيهم خلال السنوات الماضية، وأكاديميون) عدا عن البيوت المشيدة وتعود ملكيتها لأشخاص.
كانت الساعة الخامسة صباحاً حين إهتزت الأرض وكأنه يوم القيامة قد أزف كما تصفه السيدة .... الموظفة الحكومية . كانت ثلاث سيارات محملة بالخضار قد أوقفت في أماكن بعينها ،تفصل بين كل واحدة والتي تليها مسافة 200 متر لتغطي كامل المنطقة المستهدفة بالزلزال ، شاهد بعض الأهالي تلك السيارات الزرقاء وشكوا فيها ،وحاولوا فعل شيء ،ولم يفلحوا ،ويقال، إن مسؤولاً أمنياً كان متواجداً في الجوار مع وحدة عسكرية رفض الإستجابة لنداء الشك وأصرّ على أداء صلاة الفجر!!
كانت الصواريخ وقناني الغاز ومواد شديدة الإنفجار مكدسة تحت أكوام الخضار، إنفجرت في وقت متزامن وأدت الى تدمير شبه كامل لكل الحي السكني الذي يضم مباني يقطنها المئات من المواطنين ، وبيوتاً متصلة متباعدة ومحالاً تجارية وأفراناً وعشرات السيارات ،  وسقط على الفور العشرات من الشهداء والجرحى ، منهم أطفال ونساء وشيوخ وخصص قسم كامل في مستشفى الكاظمية للجرحى أطلق عليه (قاووش شط التاجي).
تحدثت الى عدد من الناجين ، كان منهم عبد الكريم ياسر الذي دمرت شقته والشقة التي يملكها أحد أبنائه ، كان يرقد في المستشفى ومعه عدد من أفراد الأسرة ، وهو يعمل صحفياً في القسم الرياضي في إحدى القنوات الفضائية المحلية . تحدث لي بصعوبة بالغة وكان محبطاً للغاية. إحدى السيدات تقول إنها مصدومة بعد سماعها خبراً مؤذياً للمنكوبين الذين قيل لهم من قبل السلطات إن الأرض التي يقيمون عليها مبانيهم المدمرة (طابو زراعي) وبذلك فإنهم لا يملكون حق المطالبة بتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم .
كان أحد الشبان قد تزوج حديثاً وكان يقيم وعروسه في إحدى الشقق في المبنى الذي إنهار بالكامل ، قتلت العروس على الفور، وما زال العريس في المستشفى يصارع الموت .
عبد الكريم ياسر لم يعد يملك شيئاً ،ولا يعرف أين يولي وجهه شطر أي مصيبة .
من يهتم لهؤلاء الناس المنكوبين ؟ لست أعلم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/11



كتابة تعليق لموضوع : زلزال الكاظمية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net