صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

عضو برلمان ام وكيل تجاري ؟
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  عضو البرلمان له مكانة متميزة في البلدان الديموقراطية لكثرة مهامه ومشاغله ونشاطاته , ويساهم بشكل فعال في حل كثير من المشاكل والمعوقات والشكاوي التي يقدمها المواطن . ولكل عضو برلماني في البلدان الديموقراطية مكتب
في دائرته الانتخابية او منطقته الانتخابية بهدف التواصل الدائم مع المواطنين لعرض مشاكلهم وشكاويهم او تقديم الاقتراحات او المشورة او تبادل الاراء , وتكون هذه المكاتب مفتوحة صباحا ومساءا لاستقبال المواطنين . اضافة ان
عضو البرلمان يتجول في دائرته الانتخابية في الشوارع والمحلات العامة والساحات والتجمعات الشعبية وحتى زيارة البيوت ليستفسر عن احوالهم وضعهم المعيشي او تبادل الاراء او عرض كل مايخدم الديموقراطية وتطورها . ويعرف
عن عضو البرلمان قلة الظهور في الصحافة والاعلام بمختلف اشكالها . واذا ماصرح في مقابلة صحفية او في الشاشات المرئية يكون لها صدى واسع في الشارع العام وتكون محل نقاش بناء .. اما في العراق الجديد فان مهام عضو البرلمان
تختلف جذريا عن اقرانهم في البلدان الديموقراطية , حيث التسابق المحموم  والتنافس الشديد على الظهور في الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى يتحدثون ويصرحون بلغة بعيدة جدا عن الشأن العراقي وهموم ومعاناة المواطن وما يكابد من
الازمات المتعددة , من ازمة الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة .. الى ازمة البطالة وانتشارها في وسط الشباب .. الى ازمة التقصير في تقديم الخدمات الصحية وحالة المستشفيات التي يرثى لها كأنها في القرون الوسطى
الى ازمة غلاء الاسعار وتدني الرواتب .. الى ازمة السكن والسكن العشوائي وبيوت الصفيح .. الى ازمة قلة الحصة التموينية واخفاء بعضها وبعضها تالف منتهية صلاحيتها ولا تصلح لعلف الحيوانات وفاسدة بفضل بركات عبدالفلاح
السوداني , والاشاوس الابطال الذين جاءوا بعده . . الى البحث في مراكز القمامة والنفايات عن الرغيف اليومي , وحالة الفقر والجوع وظنك العيش . . الى ازمة الفساد والنهب والسلب المبرمج بعناية فائقة .. الى ازمة الامنية وانعدام
الامن والاستقرار بفعل عصابات الارهاب والجريمة .. الى العواصف الترابية ومخاطرها الصحية .. الى ازمة شحة المياه والمستقبل الخطير الذي يهدد بجفاف دجلة والفرات .. الى ازمة الماء الصالح للشرب .. الى ازمة المخاطر الجدية
التي تهدد العراق من الداخل والخارج ومحاولات الاعداء التخريبية .. الى ازمة انعدام الثقة والعلاقة والبعد الشاسع بين المواطن وعضو البرلمان .. كل هذه الازمات ليس لها علاقة بهموم ومشاغل عضو البرلمان , وانما يتحدثون في 
صخبهم الاعلامي وتهافتهم المجنون بلغة عصماء لا يفهمها إلآ العالمون بمواطن الاسرار وفك الطلاسم والحزورات المعقدة . ويختصر نشاطهم الدؤوب والمثابر حول المكاسب المالية والامتيازات والمصالح النفعية والمصلحية وطبطبة
الاكتاف والتملق والتزلف والدجل والكذب والخداع , فهم بارعون بقدرة وامكانية فائقة , هذه خصال اعضاء البرلمان الذين جاءوا بقطار الطائفية والمحاصصة السياسية , وصار عضو البرلمان وكيل تجاري يرتب العمولات التجارية
التي تختص بالنهب الحرام . اما مشاكل المواطن فان الابواب موصودة بالفولاذ .. لكن حقيقة واحدة يتجاهلها او يتعامى عن فهمها اعضاء البرلمان , بانهم جاءوا الى قبة البرلمان على اكتاف المواطن وبصوت المواطن في صندوق
الانتخاب . وممكن جدا ان يحرمهم من هذا الصوت كعقاب لهم , مما اساءوا الى قضيته العادلة وانسانيته وكرامته وسعيه الحثيث الى الانعتاق نحو بريق الحرية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/10



كتابة تعليق لموضوع : عضو برلمان ام وكيل تجاري ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net