صفحة الكاتب : ليث محمد رضا

موقف بغداد من الأزمة السورية.. بين اعتدال الخطاب واتجاهات المحاور
ليث محمد رضا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل أنقشع التباس الموقف العراقي إزاء القضية السورية بعد ما أدلى  به وزير الخارجية هوشيار زيباري في مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد برعاية جامعة الدول العربية، بشأن تداعيات الأزمة السورية والانتهاكات الجارية لحقوق الإنسان واستمرار دوامة العنف والقتال، وحديثه عن أهمية الحوار وتمثيل المعارضة لكافة مكونات الشعب السوري وأطيافه دون تهميش أو إقصاء لأية فئة لتقديم نفسها معارضة ذا مصداقية تمثل تصوراً كاملا لبناء دولة سوريا ديمقراطية تعددية.

“البوابة العراقية” بحثت اكاديمياً وحكومياً وبرلمانيا فيما مثله الموقف العراقي وان كان قد شهد تحولا من خلال الحوارات التالية:

التخاطب الرسمي

قال الدكتور عامر حسن فياض عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين في حدث لـ”البوابة العراقية” إن الموقف العراقي بدأ هكذا ولازال فمنذ البداية فسر خطئاً أنه منحازاً للنظام السوري لكن لو نتابع الموقف بدقه من خلال الموقف الخارجي الرسمي الذي تعبر عنه وزارة الخارجة فهو موقف يتسم بالعقلانية ويرفض التدخلات الخارجية في أي شأن من شؤون المنطقة وهو موقف حرص على أن يكون التطور في أي بلد عبارة عن شأن داخلي ولا أعتقد أن هنالك تحول أو تغير أو تراجع.

وتابع فياض أن الموقف العراق الذي انطلق من معادلة تحييد الأعداء وكسب الأصدقاء ويتضح يوماً بعد يوم بأنه الموقف السليم والمعقول بدليل إن الاتفاقات والاجتماعات الكبيرة التي تحصل خارج سوريا كلها تنتهي إلى عدم الوقوف مع التسلح أو التدخل الأجنبي، وأخر شيء كان مؤتمر جنيف الذي تحدث عن ضرورة تشكل حكومة انتقالية من المعارضة والنظام والنظام السوري رحب بهذه الفكرة.

وبخصوص التهديدات والمواقف التي أدلى بها بعض الساسة والبرلمانيين في العراق التي ساندت النظام السوري علق فياض بأن أي خطاب سياسي خارجي يفترض أن يكون خطاباً واحداً ويفترض أن لا يراهن أحد على خطاب لعضو مجلس نواب أو زعيم حزب فلا يفترض بالدول أن لا تتكئ على خطاب غير رسمي في تعاملها مع دولة أخرى، فعندما يكون موقف إزاء الكويت من قبل نائب فهذا لا يمثل الموقف الرسمي العراقي وبالمقابل عندما كون موقف من قبل نواب في مجلس الأمة الكويتي فعلى العراق ان لا يتطير من ذلك.

وبين فياض أن الخطابات ينبغي ان تكون رسمية في التعاملات الدولة واي دولة لا تعول على موقف دولة اخرى الا في حال صدور بيان رسمي من المؤسسات الرسمية كأن تكون الحكومة او وزارة الخارجية كمعبر عن الحكومة ا وان مجلس النواب كمجلس وليس ككتلة او نائب او مجموعة نواب.

مع الشعب السوري

أما وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي فأكد لـ”البوابة العراقية” إن “هذا موقفنا منذ البداية وقد عبرنا عنه في إعلان بغداد وفي خطاب رئيس الوزراء في مؤتمر القمة العربية لان خيار العراق هو الوقوف دائماً مع الشعب وطموحاته في الديمقراطية والحرية وهو موقف ثابت”.

وأضاف عباوي “نحن لاننفي علاقتنا الجيدة مع النظام السوري وهذا لا يعني اننا ندعمه او ندعم سلوكه فهذا شيء وذاك شيء اخر فعلاقتنا هي بحكم الجيرة وبحكم العلاقات القديمة والشعبية والاقتصادية بحكم الجوار بين العراق وسوريا فنحن نتعاطف مع الشعب وكما كنا في المعارضة وهنالك من تعاطف مع نضالنا ضد الدكتاتورية فمن الطبيعي ان نقف مع الشعوب التي ناضلت ضد الدكتاتورية”.

وتابع عباوي أننا لانزال ضد اي عقوبات تضر الشعب السوري او وحدته، ولكن اذا كانت عقوبات ضد النظام ويحصل عليها إجماع عربي فذاك أمر أخر، وقد حصل ان ايدنا قرار الجامعة العربية بعدم مشاركة سوريا في نشاطات الجامعة العربية في بغداد ولم ندعو سوريا للقمة التزاما بالعقوبات التي تمس النظام لكن سنبقى نرفض العقوبات التي تمس الشعب.

 

منذ البداية

من جانبه ذكر عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب النائب أركان الزيباري في حديث لـ”البوابة العراقية” أن الموقف العراقي لم ومنذ البداية لم يكن ضبابيا إزاء القضية السورية، والعراق مع تطلعات الشعب السوري في الديمقراطية لكنه ضد الفوضى التي لا تحمد عواقبها وهذا الموقف كان واضحا منذ البداية ولكن وجد اختلاف في بعض الفقرات والآليات فهذا بسبب تطورات ف الموقف السوري وتطورات المواقف في العالم.

ورفض الزيباري التنبؤ  بشأن إمكانية إن دعم العراق عقوبات على سوريا في المستقبل.

موقف الخارجية

وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد القى  كلمة في مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد برعاية جامعة الدول العربية، بصفته رئيس القمة العربية حول تداعيات الأزمة السورية والانتهاكات الجارية لحقوق الإنسان واستمرار دوامة العنف والقتال.

وعلمت “البوابة العراقية” من المكتب الصحفي لوزارة الخارجية أن زيباري أشار إلى  أهمية الحوار وتمثيل المعارضة لكافة مكونات الشعب السوري وأطيافه من العرب والكرد والعلويين والمسيح والدروز والسنة والشيعة من دون تهميش أو إقصاء لأية فئة لتقديم نفسها معارضة ذا مصداقية تمثل تصوراً كاملا لبناء دولة سوريا ديمقراطية تعددية، موضحاً نتائج اجتماعات جنيف واهمية التعامل مع مبادرة كوفي عنان بواقعية وعملية واطلاق عملية سياسية لمعالجة الأزمة.

كما تطرق الى العلاقات العراقية السورية والى ما تضمنه اعلان بغداد من معالجات للازمة السورية واكد على ان الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره بنفسه بدون وصاية وتدخل خارجي.

وقد شارك وزير الخارجية هوشيار زيباري ووكيل الوزارة لبيد عباوي في الاجتماع الوزاري المغلق رفيع المستوى من أجل سوريا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ليث محمد رضا
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/09



كتابة تعليق لموضوع : موقف بغداد من الأزمة السورية.. بين اعتدال الخطاب واتجاهات المحاور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net