صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

تحصيص قاعات السجون على اساس الانتماء المذهبي والسياسي
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لاشك ان الأوضاع في السجون بعد سقوط الدكتاتورية قد تحسنت الظروف والخدمات فيها، وباتت تحت الرقابة بدرجة معينة ،وحتى ان القائمين عليها اختلفت ثقافتهم ونظرتهم الى السجناء ،ولكن ما تزال تعاني من نواقص وانتهاك لحقوق الانسان .اي انها لم تتخلص او تتوائم مع فلسفة واهداف النظام الديمقراطي والمعايير الدولية.
بين مدة واخرى نسمع عن اضراب في هذا السجن او ذاك ،كان اخرها قبل يومين داخل سجن تسفيرات الرصافة ،حيث اضرب السجناء عن الطعام بسبب تميز وزارة العدل في اجراءتها الادارية .
والمفارقة ان نظام  المحاصصة قد انتقل من الحياة السياسية الى السجون .فقد تم عزل السجناء وحشرهم في القاعات على اساس المذهب ،فقد خصصت قاعات للشيعة واخرى للسنة ،كما يفضل السجناء من المكون الواحد حسب انتمائتهم السياسية،وهذا ما فعلته القوات الاميركية المحتلة ،واستمرت عليه وزارة العدل بعد الجلاء وما ان تحظى فئة  سياسية او مذهبية من السجناء على امتيازات او تسهيلات اكثر حتى تكون ردود الفعل الاخرى عبارة عن اضراب وتمرد واحيانا ً واحيانا ً الاصطدام بالحراس والادارة وحاولت لجنة نيابية من لجنة حقوق الانسان زيارة السجن لمعرفة احوال السجناء فيه،ولكنها منعت حتى من الاقتراب منه، على الرغم من انها حصلت على موافقة وزارة العدل من دون معرفة الاسباب ،وحرمت اللجنة النيابية من اداء مهامها بالالتقاء مباشرة مع نزلاء سجن الرصافة .الرابعة والتأكد من ان المضربين يلقون المعاملة الحسنة والمتوافقة مع القانون .
وبرر هذا المنع بان ادارة السجن تخشى وصول شكاوى السجناء الى اللجنة البرلمانية قبل اعادة الامور الى نصابها .ربما ذلك سيزيد الامور سوءا ،انه عذر اقبح من ذنب،اذا كانت تعامل السجناء على قدم المساواة ولاتميز بينهم  حسب الجهات التي ينتمون اليها مذهبياً وسياسياً لماذا تخشى زيارة لجنة حقوق الانسان النيابية وهي امر قانوني ومشروع .
ان الامور في السجون بحاجة الى اصلاح لجهة الادارات الجيدة والحازمة في تطبيق القانون واحترام حقوق السجناء وعدم التمييز بينهم قبل فوات الاوان ،فالاوضاع مضطربة فيها وتشهد ظواهر لاقانونية والمفارقة الاخرى ان النائب حسين علوان عن كتلة الاحرار اعلن في تصريح صحفي ان المضربين اليوم هم من اهل السنة، ولكنه لم يخبرنا لماذا لم يشاركهم الشيعة؟!
هل لان سجانيهم من الشيعة ام انهم لم يتوافقوا على شروط تحسين ظروف السجن ؟
وهل انهم يعانون من ذات المشاكل ام لكل طائفة مشاكلها ؟
وابوابها غير محكمة ،يمكن ان يستغلها عتاة المجرمين والارهابين بالتواطؤ والرشوة .
ان الاوضاع في السجون تثير القلق لدى المواطنين ،وهناك خروقات وتجاوزات على حقوق السجناء ،وعلى الحق العام الذي يغض النظر عنه بالنسبة للبعض ،لذلك لابد من اصلاحها ومراجعة ادارتها وجعل سير الامور فيها شفافة وتوفير المعلومات والمعطيات عنها وان تكون تحت الانظار .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/07



كتابة تعليق لموضوع : تحصيص قاعات السجون على اساس الانتماء المذهبي والسياسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net