صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

رسالة مفتوحة إلى عزرائيل ( ع ) عجل بالمتقاعد العراقي 000 لطفا
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 عندما يحل الظلام في العراق فهذا يعني أن العراقيين بشكل عام قد أصبحوا  في بطون بيوتهم واحكموا إغلاق أبوابها عليهم من الخارج والداخل ومرد ذلك إلى عوامل كثيرة لعل أهمها الحروب والظلم والقلق  وفقدان الأمان وافتقاد الأماكن المناسبة لقضاء أوقات الفراغ , ولا ادري إذا كنت قادرا على كبح جماح نفسي الأمارة بالسوء عن ارتكاب مفسدة صغيرة أو كبيرة في فترة ما بعد الغروب القاتلة  وحتى ساعة الاستسلام للنوم التي تكون عادة متأخرة لامثالي لولا وجود تلك القناة التلفزيونية التي تتناول الطبيعة وقصة الأرض والفضاء الخارجي وعالم الحيوان المليء بالغرائب والعبر0  
لقد استوقفتني قبل أيام قصة أسد فرض سلطانه على كافة الإناث من جنسه وفرض هيبته على كافة حيوانات الغابة بحيث يكفي سماع زئيره ليجعل الذكور من الأسود تولي الإدبار لأنها تعرف مسبقا نتيجة أي تعرض غير مدروس لهذا الملك المتغطرس ,ثم دارت الأيام وتقدم الأسد بالسن وراحت قواه تخور تحت ضغط ماكنة الزمن التي لا ترحم وهنا سولت لنفس ليث شاب مفعم بالقوة والحيوية من أبنائه وقرر أن يخوض المعركة المصيرية الفاصلة مع أبيه فدارت معركة سريعة كانت واضحة النتائج لصالح الأسد الشاب الذي ما زال في مقتبل العمر كما ذكرنا  فقرر العجوز الانسحاب بعد أن أثقل بالجراح وهام على وجهه في الغابة ثم شوهد  ميتا بعد فترة قصيرة وقد صورته إحدى الكاميرات تحوم حول جثته الثعالب بينما قام الملك الجديد بقتل كافة الجراء التي تناسلت من الأسد المخلوع الميت لكي يقطع نسله إلى الأبد 0
لقد ذكرتني هذه الحكاية بإحدى عشائر قبيلة( الجبور) الكبيرة وعذرا لمشايخها وافرادها فقد كانت تلك العشيرة تجبر الرجال من أبنائها قديما إذا تقدموا كثيرا في السن وبلغوا سن (التقاعد ) برعي المواشي أو الأغنام او كلاهما معا 0
ويبدو أن اغلب مسؤولي العراق الجديد  قد تأثروا كثيرا بقصة الأسد العجوز وقصة كبار السن في إحدى العشائر العربية فقرروا نقل التجربتين وتطبيقها على الموظفين من العراقيين الذين يبلغون ( السن القانونية) فيحالون على التقاعد لكي يواجهوا بعد ذلك بلا حيلة أسعار الوصفات الطبية بعد أن وهنت عظامهم واشتعلت رؤوسهم شيبا ودب الضعف في أجسامهم 0
إن امة لا توقر( الآباء والأجداد )   من خلال مضاعفة حقوقهم وإعفائهم من الواجبات امة لا تستحق الحياة وهي اقرب إلى قيم الغابة منها إلى أية قيم أخرى وقد صدق الشاعر العيساوي في قصيدته التي يخاطب بها (المتقاعد) والتي يقول في بعض من أبياتها :
عش عزيزا او مت وأنت قوي               قبل سن (المستقعدين ) بعام
فإذا  كانت  (الجبور )    قديما               تكتفي  منك  راعيا   للهوام
(فالعراق الجديد ) اقسم   تبقى               (سارحا  في   قنافذ  الحكام)
تتولى  أفيالهم  حيث   طارت              في وضوح النهار او في الظلام
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/06



كتابة تعليق لموضوع : رسالة مفتوحة إلى عزرائيل ( ع ) عجل بالمتقاعد العراقي 000 لطفا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عامر هادي العيساوي ، في 2012/07/09 .

الاخ ابو هيثم المحترم
لقد وضعت اصبعك على الجرح وكنت اكثر دقة من المقال موضوغ التعليق فبوركت هذه الروح وشكرا .

• (2) - كتب : ابو ميثم ، في 2012/07/08 .

لافظ فوك ايها العيساوي نعم بدل ان يستفيدوا من خبرة المتقاعدين ويكرمونهم ويعطونهم كبقية العالم المتحضر ما يستحقون مقابل تفانيهم وعملهم مدة سني خدمتهم ، يعاملونهم المعاملة الفضة وانكى من ذلك ان اول من يتجاهلهم دوائرهم التي كان لهم الفضل الكبير في خدمتها الا ماندر . وهناك تمايز كبير بين متقاعد ومتقاعد فترى بعض المتقاعدين قد قضى ستة اشهر فقط واقول قضى ولم اقل عمل في عمله وقد خرج براتب يحلم هو وابوه وجده بان يحصل على خمسه ، فلم هذا التمايز الطبقي بين هذين المتقاعدَينِ اليس اولى بنا ان نكون عادلين ومنصفين بين ابناء شعبنا ولا نفرق بين احد منهم وكل ينال استحقاقه..... لا يامن تملكون القرار ان تكونوا منصفين كلنا عزرائيل ينتظرنا ان عاجلا او اجلا وهناك سنحاكم امام جبار السموات والارض الذي سوف يحاسب الظالم ويقتص منه ، فعليكم قبل ان يصل عزرائيل اليكم ان تعدلوا لتلاقوا ربا كريما رحيما بعباده ، والعاقبة للمتقين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net