مهرجان حاشد في كربلاء يؤكد على مؤازرة أوسع دائرة معرفية

المركز الحسيني للدراسات – كربلاء

في حضور جمع كبير من المثقفين والأدباء والسياسيين والجامعيين ورؤساء العشائر ومسؤولي الحكومة المحلية على رأسهم المحافظ المهندس آمال الدين الشيخ مجيد الهر ووسائل الإعلام المختلفة وعدد من ممثلي المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وأعضاء مجلس النواب العراقي منهم النائب عن الديوانية الأستاذ إحسان العوادي، وعلى قاعة النور في مدينة كربلاء المقدسة رعى الشيخ محمد الهنداوي رئيس لجنة الشهداء والسجناء السياسيين في مجلس النواب العراقي مهرجاناً جماهيرياً لتكريم دائرة المعارف الحسينية بوصفها أكبر وأضخم موسوعة عبر التاريخ والمتكونة من 700 مجلد صدر منها 77 جزءاً.

وتحت شعار (موسوعة حسينية أم ثورة معرفية) افتُتح الحفل بآي من القرآن الكريم تلاها المقرئ الحاج كريم الهنداوي، ثم استُهل المهرجان بمقطوعة شعرية لمقدم الحفل الأديب حسين صادق مهدي الكربلائي، وبعدها استقل منصة الخطابة الشيخ محمد الهنداوي، حيث وصف الموسوعة الحسينية بأنها ثورة معرفية تستحق التوقف عندها والتأمل فيها طويلا، ووجد الهنداوي: (إن دائرة المعارف الحسينية ليست كالأبحاث الحسينية العادية ففيها أبحاث متنوعة ذات صلة بالنهضة الحسينية، والثورة الحسينية  تستوعب هذا الكم الضخم من المجلدات لأنها اختزلت الإسلام كما أنها أخذت جوهر القرآن والسنة المطهرة)، وأضاف المتحدث: (نحن أمام مشروع كبير يستحق الإحتفاء والتثمين والتقدير ويستحق من كربلاء المقدسة وبقية المحافظات العراقية أن تقف مع هذا الجهد حتى يرى النور إلى آخر جزء من مجلداته، وسيأسف الجميع إذا توقف هذا المشروع النهضوي والمعرفي العظيم، ولذلك أدعو الكل إلى المساهمة في رفد هذه الموسوعة كل من موقعه حتى نراها كاملة غير منقوصة)، وعبر عن عظيم تقديره واحترامه لراعي الموسوعة ومؤلفها الفقيه الدكتور محمد صادق الكرباسي الذي نذر حياته وما يملك لهذا العمل الحسيني الكبير.

ومن جانبه عبر رئيس وفد دائرة المعارف الحسينية إلى العراق الدكتور نضير الخزرجي عن سروره وفخره بالوقوف بين أهله وأحبائه يتصفح وجوههم الطيبة التي لفحتها شمس كربلاء وتساقطت على محياهم أشعتها وتناهت إلى أسماعهم نداءاتها "يا حسين يا حسين" فلتقفتها أفئدتهم آهات ودموعاً وترجمتها ألسنتهم لبيك لبيك داعي الله.

وعن تاريخ البذرة الأولى للموسوعة الحسينية التي بدأت بنحو 350 مجلداً ووصلت اليوم إلى 700 مجلد، أضاف الخزرجي: (في ليلة الحادي عشر من  محرم الحرام عام 1987م وفي تلك الليلة حيث خمدت نيران الخيام المحترقة بعد مجزرة مروعة تساقطت فيها الأجساد وتطايرت الرؤوس وتجمع ركب الأسر الهاشمي يلوذون بسيدة كربلاء زينب الكبرى، لاذ الكرباسي بعباءته يجمع شتات الحسين(ع) وتراثه ليعلن على الملأ إنطلاق أول وأكبر موسوعة معرفية عن النهضة الحسينية في ستين باباً من أبواب المعرفة، فصدر الجزء الأول عام 1994م فيما صدر الجزء الأخير وليس الآخر رقم 77 منتصف عام 2012م).

ورأى المتحدث أن الشيخ محمد صادق الكرباسي كان للحسين(ع) كما كان جده الأعلى مالك الأشتر للإمام على(ع) سنداً وعضداً، وهي مرتبة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم.

الأديب والشاعر العراقي رضا الخفاجي كان له حضوره المتميز في المهرجان التكريمي بقصيدة ومطلعها:

باسم الحسين نشيدنا يتواصلُ ... في كلِّ عصرٍ تُستفزُّ فصائلُ

ثم يواصل إنشاده حتى يقول:

واليوم جئنا نحتفي بمسيرة ... قادَ العطاءَ بها تقيٌّ فاضلُ

موسوعة باسم الحسين تألَّقت ... ومسيرة باسم الحسينِ تناضلُ

كي تعرف الدنيا حسيناً آية ... قدسية بثرائها تتكاملُ

وتوالت القصائد الحسينية والترحيبية لشعراء من الشعر الدارج والقريض، منهم الشاعر السيد أحمد حمادي الطويرجاوي، والشاعر كاظم الحلفي، والشاعر عباس فاضل العيساوي، فضلا عن مقدم الحفل الشاعر حسين صادق الكربلائي الذي كان ينشد الشعر بين فقرة وأخرى، فيما كانت القصيدة الأخيرة عن المركز الحسيني للدراسات بلندن للشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز مختار شَبِّين وهي في إطراء مدينة كربلاء المقدسة وأعلامها ومعالمها، ألقاها بالنيابة الأديب الدكتور حسين أبو سعود، جاء في مستهلها:

بِجِراحِ الطَّفِّ يَزْدَانُ الرَّبيعُ ... وَتُرَوِّي ظَامِئًا فيهِ الدُّمُوعُ

عَتَبَاتٌ أَزْهَرَتْ مِنْها الثُّرَيَّا ... وَبِهَا ضَوَّتْ دَيَاجيهَا الشُّمُوعُ

وفيها يشير إلى واحدة من معالم كربلاء القديمة التي تعود إلى عام 1332هـ وهي سقاية الحاج علي عبد الحميد العطار البغدادي الخزرجي الشهير بالحاج علي شاه البغدادي المتوفى عام 1909م وهو الجد الأكبر لرئيس وفد الموسوعة الحسينية الدكتور نضير الخزرجي، حيث يُنشد:

إِنَّ لِلْمَاءِ بِوَاديكِ عُيُونًا ... عَسَلاً تَجْري وَصَاديكِ صَريعُ

بِيَدَيْ سَاقيكِ شَاهٍ أُتْرِعَ العَطْـــــ ... ـشَى، وَأَرْواهُمْ مِنَ العَيْنِ الخُشُوعُ

وفي صاحب السقاية قال المؤرخ الأديب السيد سلمان هادي آل طعمة: (ألا رحم الله الحاج علي شاه، لقد كان لهفة الحاضر، وزاد المسافر، داعياً للصلاح والخير العام، وعلى مثله فليعمل العاملون).

ثم يعرج الشاعر الجزائري في قصيدته على الموسوعة وراعيها فيقول:

 حُرْمَةُ المَوْسُوعَةِ الخِصْبِ نَدِيٌّ ... مُنْتَداها بالتَّباشيرِ مَريعُ

وَسَلامٌ مِنْ هُدًى كَرْباسُ يُهْديــــــ .... ـهِ شَذًا يَسْتَافُهُ الحِبُّ المُطيعُ

وقبل الختام أثنى النائب السابق في مجلس النواب العراقي الدكتور تحسين الطائي على الموسوعة الحسينية وراعيها مفصحاً عن سعادته لهذا الجهد المعرفي الذي ندر نظيره.

وفي نهاية الحفل، قدّم راعي المهرجان عدداً من دروع الإبداع إلى عدد من أعلام كربلاء منهم رئيس وفد الموسوعة الحسينية الدكتور نضير الخزرجي، والأديب الشاعر حسين صادق مهدي الكربلائي، والأديب الشاعر رضا الخفاجي، والسيد حسين اللولجي، والأستاذ هاشم الطرفي، والأديب السيد عودة البطاط، وغيرهم. كما كان لأعضاء الوفد الزائر من المملكة المتحدة حضوره الفاعل في حوارات جانبية مع وسائل الإعلام التي غطت المهرجان للتعريف بدائرة المعارف الحسينية منها: قناة الأنوار 2، قناة الإتجاه، قناة العالم، قناة بريس تي في، قناة الفيحاء، قناة السلام، قناة الحرية، قناة العهد، قناة صلاح الدين، وقناة بغداد. 

الموضوع السابق لجنة التربية في مجلس النواب العراقي تقدم كتاب شكر وتقدير لمحافظ ميسان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat