صفحة الكاتب : شاكر الجبوري

في ذكرى عيد الصحافة العراقية
شاكر الجبوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

احتفى من ينتسب إلى الاسرة الصحفية في ذكرى عيدها المزعوم حسب رأي حرب فكانت احتفالية وسط أجواء مشحونة بالضجيج ومملوءة بالفوضى فضلاً عن وسائل الترهيب والترغيب وهذه إحدى تجليات عصر الديمقراطية والحرية المعلبتان.

وما يمتاز به هذا العهد على الأقل في عالمنا (الصحافة) هو التناقضات والمفارقات فما يحص من اعتقالات وتهديدات بغلق العشرات من وسائل الإعلام وأخرى نفذت وفي ذات الوقت يظهر مترجم الديمقراطية وعنوانها المثالي (مالكي العراق) في احتفالية عيد الصحافة التي أقامتها نقابتها الموقرة   والمسيرة ويشارك فيها رموز الإعلام المطبل وعناوين الصحافة الصفراء انه لشيء مقرف ومقزز  ومدعاة للاستهجان خاصةً وأننا ندعي  السعي  لبناء دولة  مدنية عصرية تحترم حقوق الجميع وتمنح الإعلام دور في تقويم مسيرتها وتعطيه مسؤولية المساهمة في عملية التحول من خلال رصد السلبيات وكشف الفضائح ،فيما تتعرض قبل يومين فقط من الاحتفالية احتجاز واستجواب لإحدى الصحفيات في بابل وفي وضح النهار  ومن أمام مبنى المحافظة تختطف من قبل رجال أربعة بلباس مدني يدعون الانتساب إلى أجهزة الاستخبارات بينما السلطات المحلية تنكر علاقتها بالحادث وكأنها تريد أن تبعد التهمة عن نفسها متناسية أن إنكار علاقتها بالحادث إنما هو من مصاديق (عذر أقبح من ذنب).

ومن بين المفارقات التي حاولت أن الخصها على عجالة ما تعرض له ارشيف النقابة من حريق والله اعلم إن كان مقصوداً أو متعمداً فتعمل وسائل الإعلام  على تغطية الحادث فتواجه بالمنع من قبل السيد النقيب نعم السيد النقيب بدمه ولحمه وهو الذي قبل ليست بالبعيدة يدعو وسائل الإعلام أن تأخذ دورها وتتحمل مسؤوليتها في تحري الحقيقة ونقل الحدث ما هو عليه لم ينته المنع عند هذا الحد بل يبلغ الأمر من الصفاقة والوقاحة أن يحاول الاعتداء بنفسه على كادر قناة الديار وكأن لغة الكلام والحوار تعطلت عنده فلم يعد بيده من وسيلة حضارية سوى الركون إلى فتيل العضلات ومواجهة الأمر بالقوة الجسدية حقاً إننا في عصر القوة.

ومن المفارقات أيضاً أن يعمل مؤسسو العراق الجديد على عدم إضافة وزارة للإعلام إلى الهيكل الحكومي بحجة إعطاء الحرية الكاملة للإعلام للعمل ظاهراً في دولة تنتهج الديمقراطية وتطبقها بكل حذافيرها ولكنها في ذات الوقت تؤسس هيئة للإعلام والاتصال  تكون لها السطوة والسلطة والنفوذ ما يزيد على أكثر من وزارة .

لم تكن تلك الحصيلة نهائية فالأمثلة والشواهد تدل على الكثير من التناقضات والمفارقات وبالتأكيد انتم تمتلكون ما يعضد كلامي ويؤكد رأيي.

ولهذا تقع على أصحاب الكلمة الصادقة والأقلام الحرة والمواقف الجريئة والشجاعة والإرادة الوطنية المستقلة أن تضع بصمتها وتبادر غالى تسلم زمام الأمور خشية من خسائر فادحة تعيد لنا الكرة مرة أخرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر الجبوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/05



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى عيد الصحافة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : سالم العباسي ، في 2012/07/09 .

نعم لنضع النقاط على الحروف ونسمي الاسماء بمسمياتها.

• (2) - كتب : محسن عباس ، في 2012/07/08 .

الفوضى طالت كل شيء على المعايير ووحدات القياس (الميزان).




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net