صفحة الكاتب : د . حسين علي غالب

بعد هزيمة العدو
د . حسين علي غالب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الهزيمة حدثت وهي هزيمة نكراء مدوية بحق" الجيش الذي لا يقهر" و الذي عاش عدة عقود مضت وهو يتباهى بقوته ، والقوة الضاربة الفلسطينية نجحت نجاحا باهرا في المعركة منذ اليوم الأول لبدأ المعركة ، أما وقت الانتهاء وتوقف المواجهة بين الطرفين ، فلا وقت معلن لأن هذا الصراع لن ينتهي إلا بعد حل حقيقي و واقعي ومناسب للقضية الفلسطينية يرضي كل الأطراف الفلسطينية دون استثناء ، وما مطروح حاليا هي حلول هزيلة وتافهة وأثبتت السنوات الماضية عدم فائدتها ، وعلى رأسها "حل الدولتين" الذي جلبت لنا الويلات والندم.

الكرة الآن عند الطرف الفلسطيني وتحديدا "القوة الضاربة " التي تمسك الأرض وتتحكم بزمام المعركة بما تملكه من تكتيك عسكري رائع ومتميز، فعليها أن تفكر بسيناريوهات كثيرة وأن تسعى لتحقيق مكاسب لصالحها ليس فقط "إطلاق سراح الأسرى" و" إدخال المساعدات الإنسانية" رغم أن هاذين الأمرين لا يستهان بهما بتاتا ، لأن العدو خائف ومذعور وهو في أتعس الظروف ويحسب ل"القوة الضاربة" ألف حساب بعد أن تلقى ضربات مؤلمة لم يتلقاها من قبل ، لهذا عليها أن تتوسع بمطالبها فهي في موقف "القوي " والعدو في موقف "الضعيف المنهزم" الذي يريد النجاة لكنه يرفض قبول ما يجري من حوله  رغم حالة الجنون والسخط في صفوفه فمنذ بدأ المعركة وحياة مواطنيه باتت جحيما وانقلبت راسا على عقب واقتصاده ينهار وجيشه يعود أفراده جثثا هامدة، فبامكانها الآن التوسع وأخذ مساحات أكبر من العدو مثل "شريط قطاع غزة الحدودي" وهي مساحة لا يستهان بها ،وتلقى هذا الشريط حصة الأسد من الضربات الصاروخية المدوية ودخلته "القوة الضاربة" وازالت الحواجز بوقت قياسي قصير ومعها "المعابر " وبواباته المتينة .

الخاسر الأكبر بعد العدو وقد يستغرب الكثيرين مما سوف أذكره ،وأنا حزين جدا لهذا وهي " السلطة الفلسطينية " وكل مكونات "منظمة التحرير الفلسطينية " وعلى رأسها "حركة فتح"، فلقد كان دورها منذ البداية معدوم ويختصر على البيانات المكررة الهزيلة التي اعتدنا على سماعها منذ وقت طويل ، والشعب الفلسطيني بعد هذه الأحداث سوف يتصرف بطريقة مختلفة مع سلطته ومكوناتها بطريقته الخاصة ، فمن المستحيل أن يقبل ب"سلطة " تقف موقف المتفرج وسط الكم الهائل من الأحداث المتسارعة.

و"مختصر الكلام " بعد ما يجري الآن سوف تحدث أمور كثيرة ، جميعها بالنسبة لي لصالح "القضية الفلسطينية "، لأن هناك "أسود مفترسة" قد ظهرت ، ومن يقترب من هذه "الأسود" يدرك ما الذي سوف يتعرض له ، ومن يريد أن يتشبث بـ "السراب و الوهم" فحاله كحال "السلطة الفلسطينية ومكوناتها" التي " لا حول ولا قوة لها " ، وكلما أتابع ما تفعله أشعر بالحزن على حالها وعلى ما وصلت إليه .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين علي غالب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/27



كتابة تعليق لموضوع : بعد هزيمة العدو
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net