صفحة الكاتب : صادق مهدي حسن

وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ
صادق مهدي حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     لي أخٌ لا يعرف للعداوة والبغضاء معنى ، وليس لهما في قاموسه من وجودٍ يُذكر.. بل هو ودودٌ متسامح إلى أبعد الحدود وجدته أحد الأيام مغتماً وكان ذلك قبل سنوات ثلاث ..سألته عما أهمَّهُ ، فتنهد متحسراً وحوقل بلوعة وقصَّ لي قصته قائلاً : "مررت قبل أيام بمحنة وموقف عصيب مع أحدهم ممن كنت أعدّه (وربما يعدني) صديقاً مقرباً حيث طلب مني أمراً مما لا طاقة لي على فعله أو تحمله من أجله، فرفضت معتذراً ما أراد مني بعد نقاش مرير تخلله أخذ ورد في حديثه المتهافت .. وبناءاً على هذا الموقف أظهر غضبه مني حتى أصبح لا يطيق التكلم معي أو حتى النظر في وجهي، تظاهرت بادئ الأمر بأن شيئاً لم يكن وتوقعت زوال هذه الغيمة بعد أن يبرد الموقف بدأته بالسلام لعدة مرات وفي أكثر من مكان لإيماني بقول الله تعالى ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ وتصديقي بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ)) ولكنه كان يرد السلام بأسلوب متشنج وبارد بل وقد يتظاهر بعدم السماع والانتباه ويتهرب من ردِّه أحياناً، فقلت في نفسي ما هذه الذلة أمام هذا الجفاء والغلظة في التعامل؟!  فما كان مني إلا أن (أبادله نفس المشاعر). لامني البعض عن ردة فعلي و أيدني آخرون.. وعقّب أخي قائِلاً: هَبْ أني كنت مذنباً بتقصيري مع هذا الصديق في محنته رغم عدم استطاعتي  مساعدته، فهل أجرمت جرماً يخرجني عن الملة حتى يعرض عني بهذا الأسلوب البائس؟؟؟... فأصبحت رغم عهدك بي من المودة للآخرين وعدم التحامل عليهم من أشد المبغضين لهذا الشخص الذي كانت منه مواقف سابقة شبيهة بهذا الموقف معي ومع أصدقاء آخرين".. وأوضح لي أخي تفاصيل أكثر عن تلك المشكلة ولا أكتم سِرّاً أني قد ألوم الاثنين معاً، وتمر السنوات والحال على ما هو عليه إلى الوقت الحاضر حاولت جهدي لأصلح بينهم ولكن الأمر يبدو كما قال الشاعر :

إِنّ القُلوبَ إذا تَنافر ودُّها       شِبْهُ الزُجَاجَةِ كسْرُها لا يُشْعَبُ

     لا يخفى على القارئ الكريم أن هذا أصبح من سمات العلائق الاجتماعية في الوقت الحاضر والتي لم تعد تُبنى في كثير من الأحايين على الجانب الإنساني والأخوي والعقائدي وإنما يُؤسس لها وفقاً للأهواء والمصالح الشخصية والدنيوية حتى أضحى اختلاف الرأي (يفسد) للود قضية ... ما هي الأسباب يا ترى ؟! سؤال لا ينتظر الرد ، بل يستحق وقفة تأمل طويلة.

صادق مهدي حسن


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق مهدي حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/02



كتابة تعليق لموضوع : وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net