صفحة الكاتب : حسين النعمة

بين الضعف اللوجستي وحلحلة الأزمة الصدر من تعطيل مشروع سحب الثقة يعارض على استجواب المالكي
حسين النعمة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد مغازلة الحكومة عقب جلسات ولقاءات دامت لأشهر تضافرت فيها جهود المؤتمرين بأربيل والنجف تتجه المشكلة السياسية ‏التي يمر بها البلد الى بوادر الحل ‏بعد نجاح بعض التحركات ‏السياسية التي تسعى لإلغاء فكرة استجواب رئيس ‏الوزراء نوري المالكي وسط ‏تأكيدات زعيم التيار الصدري ‏السيد مقتدى الصدر ان ‏الاستجواب قد يضر بالشعب.

وقد ذهب زعيم التيار ‏الصدري السيد مقتدى الصدر الى ‏ان "الاستجواب وسحب ‏الثقة امران دستوريان ‏وقانونيان، ولكن لوقوع ‏الخلافات والمماحكات التي ‏تضر بالشعب العراقي ‏وخدمته فقد يكون الاستجواب مضرا ‏ بعض الشيء، ‏وما ذلك الا لان العملية ‏السياسية برمتها ‏والديمقراطية بالخصوص ‏مازالت فتية".‏

فيما يرى الكثيرون من متتبعي أحداث المشهد السياسي العراقي في حالة تطور الأزمة السياسية العراقية والمطالبة بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء على إنها أزمة شخصية وصراع داخلي من أجل الاستحواذ على السلطة والفوز بكرسي الحكم .

وإذا كان هذا التحليل قريب لحقيقة ما يجري في عراق ما بعد الاحتلال بيد ان هذا القراءة البسيطة والمبسطة لا توضح بموضوعية عن الاسباب الأولية لهذا الصراع السياسي (الشخصي) في حكم الدولة العراقية الجديدة والتي يمكن ان تنطبق عليه المقولة الغربية المشهورة (بأن ما نراه هو سوى جزء من الجسم العائم من جبل الجليد) والذي هو أصغر بكثير من الجزء المغمور المخفي في أعماق المياه، أي ان ما نراه ونفهمه ليس سوى غيض من فيض من حقيقة الأسباب والمآسي التي دفعت بالعراق وشعبه في الوصول الى هذا الوضع المزري من التشرذم السياسي والاقتتال الداخلي على السلطة.

فيما نشرت صحيفة السياسة الكويتية أن دبلوماسيين إيرانيين في بغداد بدءوا بتحركات جديدة لترتيب لقاء عاجل بين زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ورئيس الوزراء نوري المالكي لحل الخلافات بينهما إضافة إلى إقناع الصدر بالخروج من المحور الذي يضم شريكيه التحالف الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني وائتلاف العراقية برئاسة اياد علاوي من أجل تشكيل حكومة أغلبية بقيادة التحالف الوطني الذي يضم كبرى القوى السياسية في العراق.

في حين اوعز لفيف من سياسيّ العراق إن إصرار كتل برلمانية على استجواب رئيس الوزراء في مجلس النواب بتوجيه أسئلة واستفسارات في هذه المرحلة الحساسة وتكرار التلويح بسحب الثقة عنه يندرج في إطار الدعاية الانتخابية ومحاولة كسب ود الشارع دون الاتكاء على أسباب موضوعية.

ويقول النائب عن "القائمة العراقية" سالم دلي إن الاستجواب حق دستوري وقانوني وأحد واجبات مجلس النواب الأساسية، نافياً وجود تفكير في التعامل على أساس استخدام الاستجواب على انه دعاية انتخابية لأن من الصعب اتفاق ثلاث كتل رئيسة هي "العراقية" و"التحالف الكردستاني" و"التيار الصدري" على ذلك، مشيراً الى إن هناك مشاكل حقيقية لا بد من علاجها، ويؤكد على ضرورة بناء جسور الثقة لعبور هذه المرحلة.

من جهته لا يستبعد النائب عن "كتلة المواطن" عبد الحسين عبطان أن تكون بعض الاستجوابات دعاية انتخابية، لكنه يشير الى ان هذا لا يبرر منع البرلمان من ممارسة حقه الدستوري، معتبرا ان مساءلة أو استجواب أي مسئول في الحكومة التنفيذية تحت قبة البرلمان هو حق لا يمكن التغافل عنه، مضيفاً ان هذه الاتهامات قد تضعف من دور البرلمان الرقابي، وشدد على ضرورة المساءلة في سياق حدودها القانونية بعيداً عن الغايات والمكاسب الشخصية.

ولا يعتقد النائب عن كتلة "العراقية الحرة" زهير الاعرجي ان هناك أسباباً موضوعية وحقيقية لاستجواب رئيس الوزراء، وقال انه لو كانت توجد دواعٍ موجبة لكان ذلك مرحباً به، الا ان تكرار تلك الدعوات عبر وسائل الإعلام، وتصاعد نبرات التلويح بسحب الثقة تؤكد أنها لغايات الدعاية الانتخابية، وليست من باب الحرص على تنظيم وتقويم مجريات الوضع السياسي او تعضيد الفعل الحكومي.

في حين يرى عضو التحالف الوطني والنائب السابق قيس العامري ان جزءاً كبير من دعوات الاستجواب للمالكي فيه دعاية انتخابية وهي محاولات لاستثمار الاستجوابات من اجل تحجيم شعبية المالكي التي ارتفعت مؤخراً من وجة نظره، معتقداً ان الدعاية الانتخابية بدأت فعلاً وبشكل مبكر هذه المرة عبر دعوات البرلمانيين من خلال التصريحات واللقاءات في وسائل الاعلام لاستجواب رئيس الوزراء في ظل تكاسل واضح في أداء دورهم التشريعي والرقابي المنظم في هذة المرحلة.

الاثنين 2 تموز يوليو 2012  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين النعمة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/02



كتابة تعليق لموضوع : بين الضعف اللوجستي وحلحلة الأزمة الصدر من تعطيل مشروع سحب الثقة يعارض على استجواب المالكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net