صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

الشيعة وفلسطين الحلقة السابعة – المقطع الثاني من البيان 
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
"وفي الوقت نفسه يفرض جيش الاحتلال حصاراً خانقاً على القطاع شمل في الآونة الأخيرة حتى الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة، ملحقاً بذلك أكبر الأذى بالأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة، وكأنّه يريد بذلك الانتقام منهم وتعويض خسارته المدويّة وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة" 
نص المقطع الثاني من بيان مكتب سماحة المرجع الديني الاعلى للشيعة على جانب آخر من جوانب الوحشية والعدوان والدموية والعداء للإنسانية الذي اتصف به اصحاب القرار في الكيان الصهيوني الغاصب ونفذته اجندتهم الدموية، وهو الحصار الخانق القاتل الذي فرض على الماء والكهرباء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة اليومية للإنسان، الامر الذي فاقم آثار الجريمة الصهيونية بحق ابناء غزة المحاصرة، فمن الجو تنزل على بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم والبنى التحتية لغزة حمم الصواريخ التي تقصف بها الطائرات جميع انحاء غزة بحيث لم يبق مكان آمن يمكن ان يلجأ اليه الناس ليقيهم شر الهجمات الوحشية التي يقوم بها الصهاينة، وعلى الأرض حوصرت غزة من جميع الجهات وقطع عنها الماء والكهرباء ومنع عن اهلها الدواء والغذاء، كي يموت اهلها جوعاً وعطشاً ونتيجة نقص الدواء، ولو كان للصهاينة القدرة على منع الهواء لمنعوه. 
ان مكتب سماحته في المقطع الثاني من البيان استخدم عبارة جيش الاحتلال، وهو بذلك يقرر موقفاً شرعياً في كيفية التعامل مع جيش الكيان الصهيوني، فجيش الاحتلال يعني الذراع العسكري لغاصبي الأرض، وبذلك يكونوا حسب التعبير الفقهي من الكفار الحربيين، مضافاً الى اثبات امر آخر وهو بما انهم محتلون وغاصبون فعليهم ان يغادروا الأرض، وتكليف المسلمين العمل على ازالتهم وازالة كيانهم عن هذه الأرض، واعادة الأرض الى حياض المسلمين، وبذلك يتناغم الموقف الرسمي الذي قادته ايران الاسلامية في اعلانها منذ قيامها الحرب على الكيان الصهيوني، وبينت ذلك في خطابات قادتها وعلى رأسهم السيد الخميني قدس سره مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قال ان اسرائيل غدة سرطانية وانها يجب ان تزال من الوجود، وترجموا ذلك بإغلاق سفارة اسرائيل في طهران وقطعهم جميع العلاقات مع الكيان الغاصب، وقيادتهم لمحور المقاومة الذي يعتبر ان زوال اسرائيل وضرب المصالح الامريكية والغربية الاستعمارية في المنطقة من بين اهم اولوياته. 
وفي بيان رؤية واقعية لمجريات الساحة اعتبر مكتب سماحته ان ما يقوم به الكيان الصهيوني من عمليات القصف غير المسبوقة التي راح ضحيتها الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني العزل، مضافاً الى الحصار الخانق الذي يفاقم الازمة الانسانية في قطاع غزة، ما هي الا عملية انتقام وتعويض عن الخسارة التي مني بها على الصعيد المخابراتي والعسكري والنفسي في عملية طوفان الأقصى، التي مرغت كبرياءه في الوحل وجعلته اضحوكة بين الدول التي كانت تخشى هيبته وهيمنته، بل ادت الى اهتزاز كيانه من الداخل بحيث شعر قادته قبل غيرهم ان كيانهم في ادراج الرياح فاستنجدوا بامريكا واوربا الغربية ليدركوهم وينقذوا داخل المهزوز، فسارعت امريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا لتصدر بيانات الشجب والاستنكار لعملية كتائب عز الدين القسام البطولية، وارسال حاملات الطائرات الامريكية والبريطانية الى البحر الابيض المتوسط لدعم الداخل الاسرائيلي والتخفيف من الروح الانهزامية التي تعرض لها المجتمع الصهيوني، ثم حضور الرئيس الامريكي بايدن الى الأرض المحتلة لإكراه الدول العربية المحيطة بفلسطين المحتلة على استقبال اللاجئين الفلسطينيين الذي ستضطرهم ماكنة الحرب الصهيونية بمباركة امريكية – اوربية الى الهجرة من قطاع غزة الى دول الجوار، وقد كاد المشروع الامريكي الصهيوني ان يؤتي ثماره نتيجة لتحرك وزير الخارجية الامريكي ولقائه بالسيسي وامير قطر، واريد لذلك المشروع ان يمرر من خلال القمة الرباعية التي دعى اليها بايدن على ان تعقد في عمان ويحضرها بايدن والسيسي ومحمود عباس وعبد الله الثاني، الا ان العنجهية الصهيونية والخلل في قراءة واقع الساحة دفعهم الى قصف مستشفى المعمدانية فأدت تلك الجريمة النكراء التي راح ضحية القصف الصهيوني فيها ما يقارب الالف من الشهداء واغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن ف الى انفجار غضب جماهيري في الدول العربية والاسلامية ومن ثم تبعتها الدول الاوربية وتحولت ردة الفعل الجماهيرية الى داعم سياسي مكن المتخاذلين من القادة العرب من الغاء القمة الرباعية وافشال الجهود الامريكية الرامية الى تفريغ الاراضي المحتلة من ساكنيها وتنبههم لما يراد لبلدانهم بعد غزة اذ صرح السيسي ان تهجير الفلسطينيين الى غزة سيؤثر سلباً على الامن القومي المصري لان سيناء ستكون منطلقاً للعمليات الفلسطينية ضد اسرائيل ومن ثم سترد اسرائيل بضرب سيناء واقتحامها، ولن يقف الامر عند سيناء بل ستقوم اسرائيل ايضا بتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية
الى الاردن وتقوض بذلك امن الاردن، فشل بلينكن وزير الخارجية الامريكي في اقناع المصريين والقطريين بالموافقة على اقامة مخيمات للفلسطينيين في سيناء على ان تكون الأرض من مصر والمال من قطر، وكان الرفض المصري القطري نتيجة الحراك الشعبي في الدول العربية واعلان النقمة الجماهيرية ضد الصهاينة مضافاً الى النصر الكبير الذي حققه الفلسطينيون في عملية طوفان الاقصى واعلان محور المقاومة الدعم الكامل لغزة واستعدادهم للدخول في الحرب ان استلزم الامر ذلك مع مقارنة ذلك بالنشاط الدبلوماسي الايراني الذي قاده وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان الذي زار دمشق وبيروت وبغداد وقطر واكد من بيروت ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي واكد موقفه الرئيس الايراني الذي اكد على ان ايران ستدخل الحرب ان استلزم الامر ذلك ثم جاء تأكيد السيد الخامنئي دام ظله مؤكداً ما قاله وزير الخارجية ورئيس الجمهورية بان الجرائم الصهيونية اذا استمرت فلن توجد قوة في الأرض تمنع المسلمين من الدفاع عن الفلسطينيين، واعلنت فصائل المقاومة العراقية عملياً وقوفها الى جانب اهالي غزة بقصفها للقواعد الامريكية في العراق وسوريا، وانضم اليهم انصار الله في اليمن الذين انطلقت من اراضيهم نحو الاراضي المحتلة عدد من الصواريخ بعيدة المدى مع اعلانهم ان استمرار الكيان الصهيوني في افعاله الاجرامية سيدفعهم الى ضرب السفن الاسرائيلية في البحر الاحمر هذا فضلاً عن توسيع حزب الله في لبنان لعملياته في شمال الارض المحتلة حيث يتم بشكل يومي تبادل القصف مع قوات الكيان الصهيوني واستهداف الياته وثكناته العسكرية والكاميرات واجهزة التجسس،  والى جانب الموقف الرسمي للجمهورية الاسلامية والموقف الثوري لمحور المقاومة اعلنت الصين وروسيا موقفها الداعم للقضية الفلسطينية وتبنتا مشروعا لوقف اطلاق النار صوت ضده الامريكان والاوربيون، مما يشهد ان هناك انقساما اقليميا ودوليا حول القضية الفلسطينية يمكن ان يكون نتيجة تراكمية للتغير في موازين القوى العالمية التي نتجت عن ظهور الصين كقوة اقتصادية عظمى ومحاولة امريكا وحلفائها اضعاف روسيا العدو التقليدي لامريكا والغرب وظهور محور المقاومة كلاعب اقليمي اساسي خاصة بعد اجتياح امريكا للعراق سنة 2003.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/02



كتابة تعليق لموضوع : الشيعة وفلسطين الحلقة السابعة – المقطع الثاني من البيان 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net