صفحة الكاتب : حسن الخفاجي

حوار ام طمطمة ؟
حسن الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حوار ام طمطمة ؟

الطمطمة  تعني: ان يدفن المتخاصمون أو المتقاطعون خلافاتهم على قاعدة: "احنه ولد اليوم ", وتنتهي الطمطمة وفق مبدأ: "حب أخوك", دون البحث في أسباب المشكلة ووضع الحلول الجذرية لها كي لا تعود وتطل برأسها مرة أخرى , بعد حين لتعصف بالمتخاصمين .

إذا كان المتخاصمون ساسة فإنها ستعود حتما  لتعصف في البلد ؟.

هذا ما نعاني منه .

سياسة عفا الله عما سلف , تمثل جوهرة مشكلة العراق ألان , وهي سياسة أوجدها في العراق الشهيد عبد الكريم قاسم وكان هو أول ضحاياها . المثل العربي القديم يقول: "رأفة الراعي بالذئاب جريمة بحق القطيع ". "الأمثال تضرب ولا تقاس". لو قطع عبد الكريم قاسم رأس الأفعى لأراح واستراح , لكن رحمة وعفو الشهيد قاسم قوبلت بالغدر , الذي دفع العراق والعراقيين ثمنه ومازالوا يدفعونه للان.

كنت وما زلت أؤمن بالحوار البناء, الذي يبنى على الصراحة والصدق  والنوايا الخيرة , هكذا حوار يخرج بنتائج  يمكن تطبيقها على الأرض وتنعكس خيرا لصالح الشعب العراقي , لكن ما خرج به المتحاورون  الذين يتحاورون منذ تسع سنوات للان لم يرتقي إلى الحوار,  بالمواصفات التي ذكرناها , لذلك ظل الحوار اقرب إلى "لغة الطرشان" منه إلى حوار بوجود أطراف تتعمد إثارة المشاكل والخلاف .

الشرط الأساسي لنجاح كل حوار, هو التوافق للخروج بنتائج .

إذا كان المتحاورون غير متفقين فكيف يخرجون بتوافق !؟.

التزام اغلب الساسة بأجندات خارجية كانت سببا آخر في تعثر كل جولات الحوار السابقة .

ما جرى في السابق , كان جولات حوار تجري على أساس التراضي والتوافقات والطمطمة , على حساب القانون والدستور والوطن والمواطن ,  لذلك وجدنا أنفسنا في لج الأزمات والأزمة تلد أخرى.

ان جولة الحوارات القادمة  ان عقدت لن تختلف بنتائجها  عن الحوارات والاجتماعات والاتفاقات التي سبقتها , وستنتهي بالفشل قطعا.

الأزمة الحالية على الرغم من الضرر التي أحدثته على مجمل سير العملية الديمقراطية , إلا إنها أفرزت اصطفافات وطنية جديدة , وكشفت عن الكثير من الحقائق التي كانت مخفية بفعل فاعل عن العراقيين ,وأظهرت البعض على حقيقتهم دون اقنعة!.

الحل الأمثل لخروج العملية السياسية من عنق الزجاجة :هو إجراء انتخابات مبكرة , تجريها مفوضية  انتخابات محايدة ونزيهة ,ويعدل قانون الانتخابات بقانون جديد يمنح أصوات الناخبين لمستحقيها , لو جرت الانتخابات بهذا الجو , سيقرر العراقيون مصير بلدهم وسياسييهم ,وننتهي من حكم المحاصصة والتوافق , التي ستحكمنا إلى الأبد , كل المتابعين للشأن السياسي العراقي يقرون :ان الانتخابات القادمة ان جرت بقانون جديد ودون تزوير ستفرز أكثرية برلمانية وطنية , لا على أساس طائفي أو عرقي , وسيكون بإمكان هذه الأكثرية  حكم البلد وفق مبدأ ديمقراطي حقيقي  , وستذهب الأقلية إلى مقاعد المعارضة باحترام من جمهور العراقيين ,لأنها ستكون المراقب لأداء الحكومة .

ضمائر العراقيين ستنحاز حتما إلى الساسة القادرين على قيادة البلد دون تأثيرات خارجية كبيرة مثل السابق , وبتأثير طائفي وقومي اخف من السابق .سيقف أمام كل عراقي عندما ينفرد بالصندوق الانتخابي العراق بماضيه الحضاري  الشامخ ومستقبله , الذي سيكون مشرقا لو أحسنا الاختيار

أنا واثق من ان العراقيين سينتخبون ضميرهم في المرة القادمة .

"لا وسادة انعم من وسادة الضمير"

Hassan_alkhafaji_@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/30



كتابة تعليق لموضوع : حوار ام طمطمة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net