من اسرار الشهادة ... 2

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

كتاب العهد المأخوذ من محمد وآله في عالم الذر على هذه التضحية الكبرى باستشهاد الحسين (ع).
 
وذلك من اجل نصرة دين الله ونزوله الى الإقرار به من قبل الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم أفضل الصلاة واتم التسليم).
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أمر الله عز وجل روح القدس أن يأتي بذلك الكتاب والعهد إلى رسول (الله صلى الله عليه وآله) ليجد كيف رأيه ورضاه في ذلك ، فلما أتى به إلى النبي صلى الله عليه وآله ونظر إلى ذلك المضمون تغير لونه وظهرت آثار الحزن في وجهه وبكى بكاء شديدا فقال روحي له الفداء ورضيت بما رضي الله لنا وأصبر على هذه المصيبة العظمى التي هدت ركني وكسرت ظهري لأن فيها الهداية العامة وإثبات نبوتي المطلقة على الخاصة والعامة فرضي بذلك وختم الكتاب بخاتمه الشريف باكيا عيناه
وجاريا دمعه على خديه لأنه مصيبة الحبيب وليست بسهلة على الحبيب ، وإنما أظهر آثار الحزن والجزع والبكاء لما وجد في ذلك من محبة الله سبحانه وإلا لما كان يظهر ذلك إذ لا يشاءون إلا أن يشاء الله ، (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) (وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ) 
ثم أتى بكتاب العهد إلى أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام ) فلما نظر إلى مضمونه اشتد وجده وبكاؤه وكثر غمه وعناؤه وتغير وجهه وضاق صدره واهتم قلبه وكان يقول ( مالي وآل أبي سفيان ومالي ولآل حرب حزب الشيطان )، فلما رأى أن رسول الله صلى الله عليه وآله ختم الكتاب بخاتمه ختمه (أمير المؤمنين عليه السلام) راضيا بما رضي الله وكارها عما يصنع بقرة عينه أبي عبدالله (عليه السلام)
 ثم أتى بالكتاب إلى أمه الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام فلما آن حتم القتل على ابنها المظلوم بكت بكاء شديدا إلى أن غشي عليها فلما أفاقت علا صوتها بالبكاء والنحيب ونادت وا ولداه وا حسيناه وا قرة عيناه ، ولكنها لما وجدت عليها السلام في ذلك القتل راحة الأمة وانتظام العالم وإظهار الدين الحق رضيت وختمت ذلك الكتاب باكية حزينة  كئيبة وهو قوله عز وجل ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ( الإنسان هو رسول الله( صلى الله عليه وآله) والوالدان الحسن والحسين (عليهما السلام(
كما في تفسير القمي ، ثم عطف سبحانه القول على الحسين عليه السلام وحده وقال  ( حملته أمه كرها ووضعته كرها )  كما ذكرنا لما أخبرت عليها السلام بشهادته  ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا )  لأن حمله عليه السلام كان ستة أشهر وفصاله كان في عامين ولم يكن هكذا إلا عيسى بن مريم ويحيى عليهم السلام لأنهما كانا من المنتسبين للحسين عليه السلام .
ثم أتى بالكتاب إلى مولانا الحسن عليه السلام فلما نظر إلى مضمونه طال حزنه وبكاؤه واشتد وجده وعناؤه لكنه لا يمكنه إلا أن يرضى بما رضي الله ورسوله وأمير المؤمنين وأمه  (عليهم السلام) فختم ذلك الكتاب بحزن طويل وقلب عليل .
ثم أتى بالكتاب إلى سيدنا الحسين عليه السلام فقال لما نظر إليه حبا وكرامة وسرعة إلى طاعة الله ورسوله وإنقاذ خليقته من الهلاك وإعلان كلمته ، فختمه عليه السلام بخاتمه الشريف فقبضه الملك روح القدس بأمر الله عز وجل وخزنه في الخزائن الغيبية وهي الخزانة الأولى العليا مما قال الله عز وجل  (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) .
وحينها لقبه الله بسيد الشهداء وكناه بأبي عبد الله ، أما اللقب فلم يلقب مثله أحد من الأئمة مع أنهم (عليهم السلام) استشهدوا وما لقب أحد بذلك سواه مع أن جده وأباه وأخاه خير منه ، أنه (عليه السلام) هو الأصل في ذلك وما تمنى هذه الرتبة أولا وبالذات سواه وما قبِل الخضوع التام غيره ، وكل شهيد إنما هو تابع له في الشهادة وهو أصل له فيها ، وكل شهيد ما استشهد إلا في كربلاء في يوم عاشوراء من أول الوجود إلى آخره ، وما نال أحدا هم أو غم في كل الموجودات إلا في يوم عاشوراء ،فالحسين أبو الشهداء كلهم ممن دخل تحت دائرة الإمكان والأكوان .
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/17



كتابة تعليق لموضوع : من اسرار الشهادة ... 2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : صادق الموسوي من : العراق ، بعنوان : صحيفة العهد نزلت من السماء على الحسين في معركة الطف في 2010/12/18 .

صحيفة العهد نزلت من السماء على الحسين في معركة الطف فلما فتحها رأى أنها هي العهد المأخوذ عليه بالشهادة قبل خلق الخلق في هذه الدنيا
لما كان يوم عاشوراء وبقي الحسين عليه السلام وحيدا فريدا بلا ناصر ولا معين في أرض كربلاء بعد أن قتل أنصاره وأعوانه وبنو أخيه وبنو عمه وبنو أبيه وأولاده ولم يبق أحد سوى العليل زين العابدين عليه السلام ، وإنما صار عليلا ليسقط عنه الجهاد وإنما وجب سقوط الجهاد حفظا للعالم أن ينهدم ويبيد فما كان يجوز له الجهاد ليقتل ، فالحسين عليه السلام لما رأى وحدته وقتل جميع أنصاره ودع عياله وأطفاله الصغار وخرج إلى الميدان وبقي واقفا متحيرا متكئا على رمحه مرة ينظر إلى أخوته وأولاده وبني أخيه وبني عمه صرعى مقتولين مجدلين ومرة ينظر إلى غربته ووحدته وانفراده ومرة ينظر إلى النساء وغربتهن ووحدتهن وعطشهن وصيرورتهن أسارى ومرة ينظر إلى شماتة الأعداء وتصميمهم بقتل قرة عين العالم ، ثم نادى عليه السلام بصوت عال حزين
( أما من ناصر فينصرنا ، أما من مغيث يغيثنا ، هل من موحد يخاف الله فينا ، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله ) .
فلما نادى عليه السلام هذا النداء تزلزلت أركان العرش وقوائمه وبكت السموات وضجت الملائكة واضطربت الأرض فقالوا بأجمعهم يا ربنا هذا حبيبك فأذن لنا لنصره ، وهو صلوات الله عليه وروحي له الفداء في هذه الحالة إذ وقعت صحيفة قد نزلت من السماء في يده الشريفة فلما فتحها رأى أنها هي العهد المأخوذ عليه بالشهادة قبل خلق الخلق في هذه الدنيا فلما نظر عليه السلام إلى ظهر تلك الصحيفة فإذا مكتوب فيه بخط واضح جلي
( يا حسين نحن ما حتمنا عليك الموت وما ألزمنا عليك الشهادة فلك الخيار ولا ينقص حظك عندنا فإن شئت أن نصرف عنك هذه البلية فاعلم أنا قد جعلنا السموات والأرضين والملائكة والجن كلهم في حكمك فأمر فيهم بما تريد من إهلاك هؤلاء الكفرة الفجرة لعنهم الله ) فإذا بالملائكة قد ملئوا بين السماء والأرض وبأيديهم حرب من النار ينتظرون حكم الحسين عليه السلام وأمره فيما يأمرهم به من إعدام هؤلاء الفسقة .
فلما عرف عليه السلام مضمون الكتاب وما في تلك الصحيفة رفعها إلى السماء ورمى بها إليها فقال
(( يا رب وددت أن أقتل وأحيى سبعين مرة أو سبعين ألف مرة في طاعتك ومحبتك وإني قد سئمت الحياة بعد قتل الأحبة ، سيما إذا كان ف قتلي نصرة دينك وإحياء أمرك وحفظ ناموس شرعك )) ثم أخذ عليه السلام رمحه ولم يأذن للملائكة بشيء وباشر الحرب بنفسه الشريفة ، وحمل على أولئك الكفار وطحن جنود الفجار واقتحم قسطل الغبار مجالدا بذي الفقار كأنه علي المختار ، فلما رأوه ثابت الجأش غير خائف ولا خاش نصبوا له غوائل مكرهم وقاتلوه بكيدهم وشرهم ، وأمر اللعين ابن سعد جنده فمنعوه من الماء وردوه وناجزوه القتال وعاجلوه النزال ورشقوه بالسهام والنبال وبسطوا إليه أكف الاصطلام ولم يرعوا له ذماما ولا راقبوا فيه آثاما في قتلهم أولياءه وهو مقدم في الهبوات ومحتمل للأذيات قد عجبت من صبره ملائكة السموات وأحدقوا به من كل الجهات وأثخنوه بالجراح وحالوا بينه وبين الرواح ولم يبق له ناصر وهو محتسب صابر يذب عن نسوته وأولاده حتى نكبوه عن جواده فهوى إلى الأرض جريحا تطؤه الخيول بحوافرها وتعلوه الطغاة ببواترها قد رشح للموت جبينه واختلفت بالانقباض والانبساط شماله ويمينه يدير طرفا خفيا إلى رحله وبنيه وقد شغل بنفسه عن ولده وأهاليه .
وأسرع فرسه شاردا إلى خيامه قاصدا محمحما باكيا ، فلما رأين النساء جواده مخزيا ونظرن إلى سرجه عليه ملويا برزن من الخدور ناشرات الشعور على الخدود لاطمات الوجوه سافرات وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات وإلى مصرعه مبادرات ، والشمر جالس على صدره مولغ سيفه في نحره ذابح له بمهنده ، قد سكنت حواسه وخفيت أنفاسه ورفع على القناة رأسه ، وسبي أهله كالعبيد وصفدوا في الحديد فوق أقتاب المطايا تلفح وجوههم حر الهاجرات يساقون في البراري والفلوات أيديهم مغلولة إلى الأعناق يطاف بهم في الأسواق ، فالويل ثم الويل للعصاة الفساق قد قتلوا بقتله الإسلام وعطلوا الصلاة والصيام ونقضوا السنن والأحكام وهدموا قواعد الإيمان وحرفوا آيات القرآن وهموا في البغي والعدوان .
فقام ناعيه عند قبر جده الرسول صلى الله عليه وآله فنعاه إليه بالدمع الهطول قائلا : يا رسول الله قتل سبطك وفتاك واستبيح أهلك وحماك ، وسبيت بعدك ذراريك ووقع المحذور بعترتك وذويك ، فانزعج الرسول صلى الله عليه وآله وبكى قلبه المحول وعزاه به الملائكة المقربون والأنبياء المرسلون ، وفجعت به أمه الزهراء واختلفت جنود الملائكة المقربين تعزي أباه أمير المؤمنين عليه السلام وأقيمت له المآتم في عليين ولطمت عليه الحور العين وبكت السماء وسكانها والجبال وخزانها والهضاب وأقطارها والبحار وحيتانها ومكة وبنيانها والجنان وولدانها والبيت والمقام والمشعر الحرام والحل والإحرام وكل شيء دخل في الوجود وأقر بالمعبود ،
قال مولانا الصادق عليه السلام في زيارة له عليه السلام
(( أشهد أن دمك سكن في الخلد واقشعرت له أظلة العرش وبكى له جميع الخلائق ، وبكت له السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا ، وما يرى وما لا يرى ))
لعن الله يزيدا وكل من شايع وقاتل وساند ورضي بهذا الامر ولعن الله كل ظالم ظلم آل محمد من الاولين والآخرين الى يوم الدين

صادق الموسوي

من كتاب اسرار الشهادة
للرشتي
رسالتنا اون لاين
http://www.resaltona.net/inf/articles.php?action=show&id=504






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net