كعكة أربيل ستفجر البراكين المتجمدة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مهم جداً أنّ يفهم الجميع حدود صلاحياته ومساحات عمله ويعرف مكان الآخرين وامتدادات صلاحياتهم والاهم ان يحترم تلك المساحات وتنفيذ واجباته وبالعكس فلا يتجاوز على صلاحيات الآخرين ليضمن عدم تجاوزهم وبالتالي ينتفي تداخل السلطات وتزاحم الواجبات وهذا ما لا يتوفر في الفرقاء السياسيين أو رواد الأزمة، ولا أرى منهم من يتمتع بتلك الروحية فجميعهم ينادي بالشفافية واحترام الدستور والعمل بالأطر الديمقراطية وكلهم وصف بالدكتاتورية من قبل منافسه أو خصمه وعدوه فوصف المنافسة لا تنطبق على حال الكتل المتناحرة بعد ان وصل الحال إلى النعت بالدكتاتورية وعدم سماع وجهة النظر الأخرى ناهيك عن عدم التنازل، فبعد ان تحول الامر الى تخوين وكسر إرادات لا يمكن أنّ نقول منافسة ولا يجوز ان نتكلم بالديمقراطية او احترام الدستور فجميع المختلفين واعني من طالب بسحب الثقة عن المالكي ومن ثم استجوابه بكافة مشاربهم واختلاف تياراتهم أو من نادى بحياته وتحدث عن استنساخه ولم يبقَ إلاّ تأليهه وبطريقة صنمية وعبودية وبعد أن نزهوه عن الخطأ والحديث عن صفات تتجاوز ترابية الإنسان وفناءه فلم يبقوا للفصل بين السلطات أيّ معنى وهو روح الديمقراطية ان صح التعبير فلم يتركوا هامش للحوار وكلّ لزم مكانه وفتح النار على شريكه في الحكومة وحليفه في اتفاق أربيل الأول صك شيطاني أملته سوء النوايا والسرائر المريضة بحب الكرسي والمراهنة على المكاسب الآنية، ولنقل كما قال بعض النواب تقاسموا الكعكة فما الذي اختلف وما الذي استجد هل تكونت في فترة الحكومة كعكة جديدة اكبر من الأولى فأكتشف البعض ان الاتفاق يجب أنّ يكون بحجمها وأراد البعض الآخر أن يلتهمها لوحده أم ان ما حدث من ربيع عربي نبه ان الانفراد بكل الكعكة ممكن فلا حاجة لاتفاق التوازن القديم أو ان نار الحدود الملتهبة مع سوريا جعلت البعض الآخر يفكر في تحويلها الى نور وضياء لإيقاد شعلة البعث من جديد في ارض الرافدين، أم ان أيادي الفتنة وتجار الطائفية من حكام الخليج حركت دماها وسحبت حبالها المربوطة على التوالي خوفاً من وصول رياح التغيير إليها خاصة بعدما أدركوا بأنهم ليسوا بمأمن من ذلك وماذا دهى البارزاني وهو من ادعى الأبوة للعملية السياسية وعملية التغيير في العراق، وكيف انقلبت العداوة مع نينوى إلى سلام ووئام فأثيل النجيفي الذي كان يصرح بهوية الموصل وان لا مكان للكرد فيها وبقى كل هذا الوقت لا يؤمن بمجرد التفكير في قبول نواب القائمة الكردية تحت قبة مجلس المحافظة نراه اليوم يثبت بأصواتهم بعد أنّ قدم من انتخبوه سحب الثقة ليبقى محافظا بإرادة كردية بعيداً عن تلك الهوية المزعومة ولا أريد أنّ أتحدث عن التيار الصدري ومبادئه التي أسهب وأطال ليكشف عن وجه مشوه لتلك المبادئ التي أهلته ان يشترك بتلك الصفقة المسخ فنال وزراء فوق الاستحقاق ومناصب لم يكن ليصل إليها لولا انه بصم بالعشرة في اتفاق أربيل الأول على كل ما جاء فيها، لكنّه اليوم وعلى لسان زعيمه مقتدى الصدر يصور نفسه كالأطرش بالزفة أو \"شاهد ما شفش حاكه\" وبلا خجل يكرر عرض بضاعته بالمزاد العلني من يشتري نحن نملك 40 مقعد فهل يوجد وصف لمشهد سياسي وفي هكذا وضع مشوش في ظل تصريحات وخطب رئيس الوزراء المالكي والتي أصبحت متشابهة رغم كثرتها وتعددها لكنها تدور في فلك ما انطيه وما انطيه وما انطيه بالثلاثة وألعب وأخربط الملعب، واقع براكين جامدة ستثور في أي وقت ولا تبقي ولا تذر وأنا متأكد بأن كل هذه الأصوات ستخرس والعضلات المفتولة تتحول إلى حركات سريعة للهروب والفلتة ولن يبقى إلاّ من التصق بهذا التراب وهم من يعاني الآن ويدفع في اتجاه الحل ويقف موقف الشعب ويتكلم بلسان حال المواطن طوال هذه الأزمة ولا اعتقد بأنهم يحتاجون الى تشخيص او ذكر أسماء لأنهم قليلون وباتوا يغردون خارج السرب ويتسامون فوق كل الصغائر وهم من عرف حدوده وتمسك بصلاحياته وعمل بواجبه وكذلك فعل مع الآخرين فلم يكونوا شهود زور على صفقة تقسيم الكعكة في أربيل أو النجف والأمر سيان. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/29



كتابة تعليق لموضوع : كعكة أربيل ستفجر البراكين المتجمدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net