المرجع الفياض يعتذر عن إكمال دورته اﻷصولية
المرجع الفياض يعتذر عن إكمال دورته الأصولية الثالثة، علمًا أن سماحته بدأ أولى دوراته في اﻷصول قبل حوالي نصف قرن.
وابتدأ آية الله محمد إسحاق الفياض، درسه هذا اليوم، السبت ١٤ ذي القعدة ١٤٤٤ هـ، بإعلانه الاعتذار عن إكمال دورته الأصولية الثالثة.
وبدأ المرجع الفياض حفظه المولى بأولى دوراته في الأصول قبل قرابة نصف قرن.
وباحث دورتين كاملتين ووصل في ثالثتها إلى مباحث الاستصحاب.
وقد طبعت بحوثه الأصولية التي كتبها بقلمه تحت عنوان (المباحث الأصولية) في ١٥ مجلدًا.
وتميّزت هذه البحوث بذكر أهم الآراء الأصولية ومناقشتها.
فهو يبتدأ في مسائلها من المحقق الآخوند ويمر بالأعلام الثلاثة (المحقق النائيني والمحقق العراقي والمحقق الأصفهاني).
كما لا يقف عند أستاذه المحقق السيد الخوئي بل يعقّبه بمطالب زميله المحقق الشهيد الصدر.
وكانت هذه السمة الأخيرة من أبرز مميزات كتابه وهي تكشف أيضًا نفسية موضوعية في التعاطي مع العلم وأهله.
وأفاض المرجع الفياض على طلاب العلم سنين كثيرة.
وواصل تدريس الأصول إلى هذا السن المتقدم (٩٣ سنة) مع أن اقتصار أمثاله من الفقهاء على درس الفقه يبدأ عادةً قبل هذا العمر.
بل ربما ألجأتهم الظروف ومشاغل المرجعية على ترك التدريس مطلقًا.
المرجع الفياض.. عمق الفقاهة وسموّ الأخلاق
يقول الشيخ حسن الصفار عن بحوث المرجع الفياض، إن مَنْ يتابعها، ويقرأ كتبه العلمية، ويتأمّل فتاواه الفقهية، يجد فيها العمق العلمي، والأسلوب البليغ، والطرح المستوعِب لأطراف كلّ مسألة.
ويظهر ذلك جليًا في تقاريره لبحث أستاذه السيد الخوئي (محاضرات في أصول الفقه)، في عشر مجلَّدات.
وكذلك في كتابه (المباحث الأصولية)، الذي يقع في أربعة عشر مجلَّداً؛ وفي تعاليقه المبسوطة على العروة الوثقى، التي طبعت في عشرة أجزاء.
ومن كتبه المهمة: كتاب (الأراضي)؛ وكتاب (أحكام البنوك).
كذلك يمثل فقه المرجع الفياض أنموذجًا رائعًا للتوفيق بين الأصالة والانفتاح.
فالممارسة الفقهية لديه محكومة بالضوابط المقرّرة، وفي إطارها العلمي الدقيق، وبأدوات الصناعة المتداولة في البحث الأصولي والفقهي.
لكنّها ممارسة اجتهادية بامتيازٍ.
إذ يبذل الشيخ الفيّاض قصَارَى جهده للتعامل مع الأدلة، بانفتاحٍ كامل، دون رهبةٍ أو تقيُّد بفهم السابقين.
وإلى جانب تفحّص الدليل، يجتهد في مقاربة موضوع البحث للوصول إلى التشخيص الواقعي للموضوعات في واقعها المعاصر وصورتها الحاضرة.
فالمستجدّات والمتغيّرات في الموضوع تؤثّر في تحديد الموقف منه، وتطبيق العنوان عليه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat