صفحة الكاتب : محمد صخي العتابي

الحب العميق للأمام الحسين : قصة قصيرة
محمد صخي العتابي

في زمنٍ بعيد، كان هناك رجل صالح من بلاد الهند يدعى أحمد يتمتع بالإيمان القوي والأخلاق الحميدة. يحب الله ورسوله وآل البيت ومن المعجبين بالأمام الحسين عليه السلام ، وله مكانة عظيمة في قلبه.

في يوم من الأيام، قرر أحمد أن يقدم للأمام الحسين هدية تعبر عن حبه وتقديره العميق له.

قام أحمد بالتفكير في الهدية المناسبة، بعد أن قرر أخيرًا، بدأ في إعدادها بكل حب واهتمام. قام بنقش اسم الأمام الحسين وصورته الشريفة على قطعة من الخشب الجميل. قام أيضًا بزخرفتها بأجمل الألوان والتفاصيل الدقيقة.

بعد أن أنهى عمله، ارتدى أحمد أفضل مالديه من ثيابه ووضع الهدية في صندوق جميل. سافر إلى كربلاء المقدسة. وانتقل إلى الضريح الشريف لتقديم الهدية. كان هناك زائرين يُؤدون مراسيم الزيارة لكن أحمد كان ملتصقًا بالصمت والتأمل، وهو يقف بجانب الضريح المقدس وينظر إلى الهدية التي أحضرها.

ثم قرر أحمد أن يتحدث للأمام الحسين من قلبه قال: ياحسين أنت رمز الشجاعة والعدل والعطاء. أحببتك من عمق قلبي.

أحمد أراد أن يعبر عن حبه واعتزازه بالإمام الحسين عليه السلام، فأخذ يستذكر قصة استشهاده البطولية في واقعة الطف الأليمة . تذكر كيف قاتل الأمام الحسين وآصحابه عليهم السلام الظلم والظالمين من أجل الحق والعدل.رغم قلة عددهم ، استمروا في الوقوف للحق والمبادئ حتى آخر نفس.

وفي تلك اللحظة، شعر أحمد بوجود حضور خفي في المكان. فإذا بشيخ كبير طيب الوجه يقترب منه ببطء. كان الشيخ يرتدي ثيابًا متواضعة وعلى يده خاتمًا ثمينًا.

قال الشيخ بصوتٍ هادئ : يا أحمد، إن الأمام الحسين يراقبك ويعلم بمشاعر قلبك الصادقة. أنت فعلاً من الأشخاص المؤمنين الذين يعيشون معاناة الأمام ويعبّرون عن محبتهم.

صدم أحمد من كلام الشيخ، وقد تبادل معه السلام. وقال له بدهشة : "كيف عرفت؟"

أجاب الشيخ وهو يبتسم: أنا حبيب بن مظاهر الأسدي، أحد أصحاب الأمام الحسين الذين أستشهدوا معه في كربلاء. أتجوّل في أماكن زيارته وأشعر بمحبة الناس له.

أحمد كان مندهشًا وممتنًا لهذا اللقاء الغريب والمميز. أخذ حبيب بن مظاهر الهدية التي جهزها أحمد ونظر إليه بعينين ممتلئتين بالدموع. ثم أخذ الخاتم الثمين من يده وقدّمه لأحمد قائلاً: "هذا الخاتم هو تذكارٌ مني لك، فقط لتذكر حبك واخلاصك للأمام الحسين.

بعد أن قبل أحمد الخاتم بتواضع، انصرف حبيب بن مظاهر ببطء، تاركًا أحمد يفكر في معنى هذا اللقاء الروحي والهدية الثمينة التي حصل عليها. شعر أحمد بأن قلبه مليء بالسعادة والإلهام.

عاد أحمد إلى بلده ولكن لم يتوانَ عن نشر قصة اللقاء المذهل وتجربته الروحية مع الأمام الحسين عليه السلام وصاحبه حبيب بن مظاهر(رض) قصها للجميع، وانتشرت القصة بسرعة وأصبحت حديث الناس في المدينة التي يعيش فيها.

كانت الهدية التي قدمها أحمد للأمام الحسين تجسيدًا لحبه العميق واحترامه لشهداء كربلاء وتضحياتهم. والخاتم الثمين الذي حصل عليه كان تذكارًا لهذه اللقاءات الروحية القوية ورمزًا لتواصله مع الروح الطاهرة للأمام الحسين عليه السلام .

أحمد لم يكن مجرد شاهد على قصة الأمام الحسين واستشهاده، بل أصبح قائدًا في نشر مبادئ العدل والشجاعة والمحبة التي تجسدها قصة الأمام الحسين . أصبح يلقي خطبًا ومحاضرات عن قيم الإسلام وأهمية القتال من أجل الحق والعدل، مستلهمًا من روح الثورة التي قادها الأمام الحسين عليه السلام.

ومع مرور الوقت، انتشرت قصة أحمد وتأثر الكثيرون بها. تغيرت حياتهم وعملوا بجد للعيش وفقًا لمبادئ الأمام الحسين. أصبحت قصة الحب العميق للأمام الحسين وتأثيره على أحمد وغيره من الناس تحفيزًا للكثيرين للتصدي للظلم والاضطهاد والسعي

لتحقيق العدل والمساعدة في بناء مجتمع أفضل. انتشرت روح الثورة والمحبة في قلوب الناس، وبدأوا يتعاونون سويًا في مشاريع خيرية وأعمال تطوعية لمساعدة المحتاجين وتعزيز الوحدة والتعاون بين مكونات الشعب الهندي.

تأثرت الأجيال اللاحقة بقصة أحمد وحبه العميق للأمام الحسين. تعلموا قيم الإنسانية والتضحية والشجاعة من خلال تاريخ الإمام وقصته. أصبحوا رموزًا للخير والعدل في مجتمعهم، واستمرت قصة الحب العميق للأمام الحسين في العيش في قلوب الناس.

وفي كل عاشوراء، اليوم الذي استشهد فيه الأمام الحسين، أجتمع الناس للتذكير بتضحيته العظيمة ونموذجه النبيل. يتجمعون في المساجد والحسينيات والضريح الشريف ويقرأون الزيارة والأدعية تخليدًا لذكراه ولتجديد العهد بمتابعة دربه وسلوك طريق العدل والحق.

وهكذا استمرت قصة حب الأمام الحسين عليه السلام في العاشقين له، تتوالى الأجيال وتمتد إلى مدى الزمن. فقد أصبحت قصته رمزًا للثبات والنضال ضد الظلم والاستبداد، ودرسًا للصبر والتضحية والايمان.

في ختام هذه القصة، نجد أن قصة حب الأمام الحسين عليه السلام لا تعرف حدودًا زمانية أو مكانية، فهي تستمر في تحفيز الناس وتلهمهم للسعي نحو العدل والمحبة في كل حقبة من تاريخ البشرية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صخي العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/08



كتابة تعليق لموضوع : الحب العميق للأمام الحسين : قصة قصيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net