فتوى تحجيب الرجال!!
صلاح بصيص

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في الحديث عن التعاليم الاسلامية ومسائل الحلال والحرام تشتد بنا الحيرة وتدفعنا دوما نحو التساؤل والتأمل فيما يقال وما نسمع، فهناك تناقض في الأصل والنقل بين ما تقره الشريعة ويؤكد عليه القران وبين الترجمان، اكثر ما دفعني للتساؤل هو تركيز الذكورية وتكريسها خصوصا من قبل اصحاب المنابر، فتجد احاديثهم موجهة الى الرجل دون المرأة، وكأنه يترفع عن مباشرة المرأة فيوصي الرجل على ان يلجم ويعلم ويمنح ويمنع ويعامل، يخاطبها من وراء حجاب،  لا يردع الخطيب جهل المخاطب وعصبيته وعنجهيته فهو مع كل ما يحمل، رسول بين ارباب المنابر والنساء بنتا، واختا واما وزوجة، وهو انحدار الى الجاهلية والعصور المظلمة التي مثلت فيها المرأة ميراثا للرجل ووعاء للشهوة ومنفسا عن الغريزة، ولك ان تستمع الى ايا من خطباءنا لتجد ذلك واضحا.

تضطر الى ان تستمع في بيتك، خصوصا هذه الايام التي تسبق شهر رمضان والتي تكثر فيه المناسبات الدينية، والبعض من العائلات مدمنة على سماع المحاضرات الدينية في ساعات الحزن والفرح، وفي مناسبة وفاة السيدة زينب على وجه التحديد استمعت قهرا الى خطيب من النوع الذي ذكرت واكثر ما ادهشني انه يعمل على وضع المرأة في كيس اسود حتى لا تثار غريزة السيد والاله، الرجل، فسألت نفسي هل الرجل بهذا المقدار من الرخص كي يتلذذ بالنظر الى زوجة شقيقه والى غيرها ممن لا يحق له النظر لها لا من قريب ولا من بعيد؟ واهم من ذلك حري بنا ان نوضع الرجل كذلك في كيس اسود كما هو الحال مع المرأة لان لديها غريزة اكبر من غريزة الرجل وتتلذذ ايضا بجسد الرجل بالاخص ممن يحملون صفة الجمال والرشاقة، فهل يحق لنا وضع الرجل الجميل في كيس اسود حتى لا تتلذذ به المرأة؟!!!...

يحتاج الفقهاء فتوى لتحجيب الرجال لمراعاة اثارة غريزة المرأة خصوصا وان هناك نساء حرمها القدر من نعمة التمتع بالرجل فمنهن الارملة، والمطلقة، وغيرهن ممن لديهن الاسباب الكافية لاثارة الغريزة الجنسية، فلماذا اصبع المرأة عورة وصوتها وخلوتها وقوامها؟ الم يقر العلم بان غريزة المرأة اكبر من غريزة الرجل باضعاف عليكم اذن ان تجدوا مخرجا لحفظ شهوة المرأة وغريزتها حتى لا تنفعل كما ينفعل الرجل عند النظر الى زوجة شقيقه!!!.

ربما هناك مخرجا يتذرع به اهل الفقه اسمه الحياء والعفة يزين الفتاة ليكون جلبابها ولباسها، وهو واقع اقر به واحترمه، لكن لنحترم هذا العفاف ولا نختبره بعد ان يعرى الرجل ويلبس ما يشاء ويمشي ويتكلم، حتى لا نثيره ونجعله عرضة للانحراف!!!.

هو تساؤل لا اكثر لماذا يركز اصحاب المنابر على الرجل ولماذا يخاطب المرأة بالوساطة، لماذا لا يعكس الخطاب، يروى ان بعض الاقرباء سألوا أم احد علماء المذهب الشيعي وهو الشيخ مرتضى الانصاري، كيف اصبح الانصاري عالما فقالت: لم ارضعه حليبا مرة، الا وانا على وضوء، اذن هي ليست عورة فقط او وعاء بل صانعة الجيل ومساهمة في ثقافة البلد بفضل تربيتها لاطفالها فإن صلحت صلح البلد وان فسدت فسد البلد، فلا تستحق ان تخاطب بالواسطة هي كيان محترم ومقدس، والتاريخ حافل وشاهد عن شخصيات تاريخية فريدة استحقت ان تلعب ادوار لم يستطع الرجل الوصول اليها، يروى ايضا عن الشيخ مالك بن انس صاحب المذهب المشهور، بان كان له ابنا مدمن على تربية الطيور ويقضي حل وقته على سطح المنزل يسمى بلغتنا الدارجة(مطيرجي) يقول مالك وانا منهمك في الدرس اخطأ احيانا فتضرب ابنتي التي تقف خلف الباب تضرب الباب بعصا افهم باني اخطأت، وهذه الامثلة ذكرتها لانها تناسب الموضوع لا اكثر وهي من باب المثال والا فهناك شخصيات في الماضي والحاضر لا تعد ولا تحصى.

 Salah_bsy99@yahoo.com

 

الموضوع السابق استطلاع راي اختلاف ثقافة المجتمع ونظرته التقليدية بالزواج من المرأة الاعلامية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat