احتقل الرئيس التركي أردوغان بفوزه في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية متقدما على منافسة فقط بأقل من ١٠ نقاط مقابل مشاركة تزيد على ٨٨% ممن يحق لهم التصويت، ابرز ما سمعته في كلمة أردوغان شكره وتقديره لمشاركة المدن المنكوبة في احداث الزلال الاخيرة ...السؤال .. كيف يقرأ الكثير من العراقيين سواء اكانوا ساسة ام نخب أكاديمية ومثقفة متغيرات الواقع الإقليمي والدولي ما بعد فوز أردوغان؟
على سبيل الحصر فقط، اعتقد ان القراءة الاولية تتمحور في الاتي:
اولا: حقيقة الوعي الشعبي بأهمية ان تكون للمواطن الناخب موقفه في رسم مستقبل بلده ما بين محورين، الاول ثوبه اسلامي بتطبيقات علمانية وسياسات اقتصادية وادارية ظهرت براعتها على الاقل في أزمة الزلال الاخير .. مقابل وعود كبيرة من المرشح القومي الذي ربما ينتهي به الحال الى اتاتوركية متجددة بمعايير متطرفة تتمظهر بعناوين براقة..هذا الفاصل بين معرف معروف الافعال وواعد كثير الوعود جاءت النتيجة اقرب الى الفوز باغلبية ضئيلة.
ثانيا : التأثير الإقليمي والدولي الأكبر سيظهر في سياسات تركية خارجية تتعامل مع الملف السوري وايضا داخلية مع ملف النازحين السوريين عبر انماط من فرض محددات على العمالة غير القانونية من اللاجئين السوريين والبحث عن ادوار تركية جديدة في الملف السوري ربما سيجعل من كلمات الرئيس السوري في قمة جدة التي ندد فيها بالسياسة التركية ..قائمة مطلوب دفعها مجددا في عمليات عسكرية متوقعة .
ثالثا : كرديا ..هناك اكثر من حالة إيجابية ابرزها بقاء وتائر التحالف بين حزب مسعود برزاني والحكومة التركية فيما كانت هناك احتمالات مفتوحة بان يتعامل المرشح القومي للرئاسة التركية بالتوازي بين الحزبين الكرديين في السلمانية وارببل بما يحقق المصالح الإقليمية التركية ..وبقاء أردوغان ألغى هذا الاحتمال الى حين ..لكن من يدري كيف ستكون ردود افعال حكومة أردوغان الجديدة ما بعد فوزه بنسبة ضئيلة حيال هذا الملف الكردي.
رابعا : على مستوى الحكومة الاتحادية..لا اعتقد ان ائتلاف الإطار التنسيقي سيكون له مواقف مغايرة ما بعد فوز أردوغان ..بل أجد ان توقعات ما يمكن ان يكون لاسيما من عمليات عسكرية تركية في سورية تنطلق من اراضي عراقية ربما سيجعل بعض قوى الإطار التنسيقي في حاجه الى اصدار بيانات الادانة والتنديد ..وربما اذا تطور الموقف بمشاركة بعض الفصائل المسلحة العراقية المحسوبة على الإطار في عمليات الحسم التي قد يلجأ لها أردوغان لإستثمار فوزه الانتخابي في الملف السوري ..قد يعني الكثير من الضرر المادي والمعنوي لهذه الفصائل مما قد ينعكس بشكل واضح وصريح على الموقف داخل بعض قوى الإطار التنسيقي خلال المرحلة المقبلة.
خامسا : الملف السني لاسيما القوى الواقعة تحت راية الاخوان المسلمين او القريبة منها ..فإن فوز أردوغان يمثل استمرار واقع تطبيق البيعة كما هو حال احزاب الاسلام السياسي بمفهوم ولاية الفقيه.. ما دامت سلطة مكتب الإرشاد في الشرق الأوسط ما زالت باتفاق مكاتب الارشاد في المنطقة ومنها العراق قد بايعت أردوغان على السمع والطاعة بوصفه المرشد للإخوان في المنطقة .
سادسا: في الشؤون الثنائية..لا اعتقد ان تركيا في عهد أردوغان الجديد ستقدم اي تنازلات في ملف المياه او نقل النفط وايضا في ملف القناة الجافة .. وهناك الكثير مما يمكن ان يقال في هذا السياق بما يؤكد الفشل العراقي الذريع في استخدام ملف الميزان التجاري المائل نخو تركيا بقوة ما دام هناك فشل اخر في استخدام ذات المورد في ميزان التبادل التجاري بين العراق وإيران لأسباب تتعلق بمواقف احزاب الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد ..التي تعبر الحدود لسيادة العراق الى تفضيل المصلحة التركية او الإيرانية بذات العنوان الولائي في احزاب الاسلام السياسي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat