صفحة الكاتب : د . طالب الصراف

الاكثرية الساحقة لم ولن تصطف مع البرزاني والعراقية
د . طالب الصراف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان استخدام مصطلح (الاكثرية الساحقة) سياسيا بعد 2003 يدل على نسبة الاكثرية الشيعة في العراق, الا ان هذا المصطلح اصبح يشمل السنة والشيعة والعرب والاكراد والاتراك وغيرهم من الاقليات, ويلاحظ ذلك بعد خروج عدد كبير من نواب تجمع العراقية عن كتلتهم للوقوف بوجه من يطالب بسحب الثقة عن السيد المالكي, وكذلك انضمام بعض النواب من كتل واحزاب اخرى عربية وكردية وتركمانية الى هذا الاتجاه. والاهم من ذلك ان الجماهير الشعبية التي حاولت الصهيونية والمحافظون الجدد والسعودية الوهابية وتركيا العثمانية ان تكرس وتزرع التقسيم فيها الى شيعة وسنة وعرب واكراد وتركمان الى اجل غير معدود ومحسوب نشاهدها على شاشات التلفزة في الموصل وصلاح الدين وكردستان تتظاهر وترفض سلوك قياداتها التي تمزق الوحدة الوطنية, وهذا تغير نوعي وايجابي في لحمة الشعب العراقي. الا ان الغريب في الامر ان السيد مقتدى ال صدر اصطف مع مسعود ال برزاني, ولكن هنالك كبير فرق بين ان تقول ال الصدر و ال برزاني من حيث التقسيم السياسي فان \"ال الصدر\" سياسيا ليس فيها نسبة الى عشيرة وانما الى الشهيد الاول محمد باقر الصدر ثم الشهيد محمد صادق الصدر وهما مفكران ومجتهدان طغت سمعتهما العلمية على الالقاب العشائرية. واما ال برزاني فانهم ينتمون الى شخصية اسمها (برزان) فلقبت العشيرة (بتلك) او ذلك الاسم – ويمكن التحقيق من ذلك تأريخيا ولا نريد نبش القبور- فالفارق شاسع بين دلالة اللقبين, ومن هنا يؤاخذ على مقتدى الصدر في رمي نفسه باحضان عشائرية مسعود البرزاني التي ليست لديها فكرا ولاعقيدة الا التسلط العشائري والحكم الاوتقراطي الوراثي, فهل رجع العراق الى العهد الاموي والعباسي في طريقة الحكم الوراثية تحت اغطية عائلية وقبلية ودينية بينما تأتي الانتخابات في دول الجوار وبقية دول العالم بزعماء من منبت الفقراء ومنهم الرئيس الايراني والامريكي والفرنسي. وقد وصف رئيس الجامعة العربية السابق عمرو موسى البرزاني بانه يعيش حياة (قيصر) ... ويضيف عمرو موسى بان الكلمة العليا في العراق للسيد السيستاني وليس للبرزاني وامثاله. ومن ينسى كيف كان البرزاني حليفا مخلصا لصدام حتى انه استعان بالدكتاتور في محاربة ابناء قومه, وذلك حين طلب من صدام بشن حرب على الطالباني واتباعه مما اضطر الاخير الى اللجوء للجمهورية الاسلامية والحديث ذو شجون... اما بعد 2003 فقد تحول البرزاني الى قائد الضرورة واصبح \"فحل التوت في البستان هيبة\" فقد انفرد في السلطة في كردستان لولا خروج كتلة التغيير عنه مؤخرا نتيجة لتفشي الفساد الى درجة نخرت اثاره في كل قطاعات العراق السياسية والاقتصادية والاخلاقية, وقد كتبت الصحف الاوربية والامريكية عن هذه الحالة السيئة المزرية فذكرت مجلة كمنتري Commentary’ ‘ الامريكية بتاريخ 15-5-2012 تحت عنوان \"هل ان الفضائح ستفقد الاستقرار في كردستان؟\"Will Scandals destabilize Kurdistan? \" واشارت المجلة الى:\" ان كردستان العراق اصبح له (خصوصية في الفساد), وذكرت بان مسعود البرزاني بعد زيارته لامريكا قام بتغيير اتجاه عودة رحلته الى الامارات لان ابنه منصور برزاني خسر في ليلة قمار واحدة في احدى ملاهي وكازينوات دبي 3.2 $ مليون دولار, وتتساءل الصحيفة لماذا وكيف يأخذ منصور البرزاني معه هذه الاموال الطائلة ثم تتحدث عن اخلاقه السيئة الصيت, وتذكر المجلة ايضا عن الابن الثاني مسرور البرزاني المسؤول عن فرق القتل بانه قد اشترى (فيلا) بيتا كبيرا في امريكا في منطقة شمال فرجينيا بمبلغ يزيد على 10$ مليون دولار, واما الابن الاصغر ملا مصطفى فقد كان يعاشر اثناء سفرته الى امريكا بعض المجموعات المنحطة اخلاقيا التي خجل منها حتى افراد الحراسة الخاصة له, واخيرا تذكر المجلة بان ابن اخ مسعود البرزاني قد استحوذ على 600$ مليون دولار من الخزينة العامة لموارد الشعب لتمويل مشروعة في شركة كورك.\" وكذلك كتبت صحيفة الكاردين البريطانية عن الفساد في كردستان في 10-5-2012, وحذرت الصحيفة البرزاني قائلة: ان الثورات العربية في المنطقة لاتوقفها تدخلات الحكومات الخارجية, وان استقبال البرزاني من قبل الحكومة التركية وكأنه رئيسا لدولة مستقلة لايحميه من هذه التغييرات, وان هذا التصرف لاينفعه ولايقيه حين يثور عليه الداخل وما عليه الا الالتفات الى ما يجري في داخل كردستان العراق دون التدخل في شؤون الاخرين, وعليه ان ينظر الى مصير حسني مبارك وابن علي في تونس فمصيره مصيرهم حين لايهتم برغبات ابناء شعبه... والمضحك ان البرزاني يقلد الامور كالببغاء فهو يستقبل مقتدى الصدر بانحناء كما استقبل اردوغان البرزاني بحفاوة وثناء وكآنك تشاهد مشهدا كوميديا على شاشات التلفزيون يضحك فيه كل واحد على الاخر, والمشاهد يستهزئ من هذه المسرحية التي يعرض فيها اعداء الامس اصبحوا اصدقاء اليوم, وكما يقال :\"لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم بل توجد مصالح.\" هذا الشعار طريق اسياد البرزاني في الغرب وامريكا الذين لايهمهم ان يتحولوا الى حلفاء مخلصين للجمهورية الاسلامية وتسليمها القيادة والهيمنة على الشرق الاوسط مجرد الانحناء للغرب والتنازل عن عقيدتها الاسلامية. الا ان هذا الشعار البركماتي بعيدا كل البعد عن مسيرة الصدر الاول والثاني واتباعهم المخلصين فطريقهم طريق ال البيت واخيرا طريق ومسيرة الامام الخميني والسيستاني وخمنائي والحوزة ذات المثل العليا والبعيدة عن الرياء والكذب السياسي.
لقد فشلت احلام مسعود البرزاني في رئاسة كردستان الكبرى والتي كانت مجرد اضغاث احلام لان هنالك دول اقليمية جعلته يطأطأ رأسه لها وعاهدها على عدم الاستمرار في دعم الارهاب في تركيا ودعم حزب العمال. الا ان مسعود البرزاني رجل الاحلام والافكار الفاشلة دفعته هرطقته الى التفكير على طريقة ملوك ال سعود, وهي: بما انه يسيطر على عشيرة كردية لها نفوذ مادي وهيمنة في كردستان فلماذا لا يأخذه طموحه الى السيطرة على عموم العراق كما سيطرت العائلة السعودية على عموم الجزيرة العربية التي هي اكبر مساحة من العراق وخاصة تدعمه اسرائيل وجوزيف بايدن, فأخذ يبذل الجهد باضعاف واسقاط الحكومة المركزية بالتعاون حتى مع الشيطان من اجل ان يكون هو اللاعب الرئيسي في السياسة العراقية ان لم تتحقق احلامه البعيدة المنال, فمرة يتحالف مع تركيا والتعهد لها بمحاربة حزب العمال الكردستاني ومرة يتحالف مع السعودية باعتباره ينتمي الى المذهب السني كل ذلك من اجل توجيه الضغوط لتسحب الثقة عن السيد المالكي , ونسى انه كان بالامس يصف العرب بالشوفينيين واليوم يضرب على الوتر الطائفي ويدعو الى اجتماعات للمعارضة السورية في كردستان مرة وللاحزاب والمنظمات العربية مرة اخرى تحت شعار نصرة الشعب الكري في شمال العراق!؟ وماذا يريد الشعب الكردي اكثر من ذلك حيث ان البرزاني وابنائه يحرقون ملايين الدولارات التي نهبوها من اموال الشعب العامة ليشبعوا نزواتهم ويتركون ابناء الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر. وعلى الاكراد محاسبة البرزاني عن واردات النفط التي يسرقها يوميا وكذلك الضرائب الحدودية وحتى ضرائب البطاقة التموينية....
والسؤال الاخير الذي نريد طرحه على من يدعي السير على خط الشهيد محمد صادق الصدر , ما هو المشترك بينكم وبين مسعود ال برزاني وقادة القائمة العراقية؟ فكلاهما في تأريخنا يمثلان طلحة والزبيراللذان باض وفرخ الشيطان في صدورهم, فاين انتم من وصية الشهيد محمد صادق الصدر التي جاء فيها كما يذكر موقعكم منتدى الصدر المقدس في 4-10-2011 :\" الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم ...انا لست مهما لابوجهي ولا بيدي, انما المهم هو الدين والمذهب...نعم نعم للاسلام... نعم نعم للمذهب... نعم نعم للمهدي... وناهيك عن ارتدائه للكفن...\" فهل تحولتم بعد 2003 نعم نعم للدولار؟ وهل ان هنالك شعار واحد من هذه الشعارات يلتقي به الشهيد محمد صادق الصدر مع مسعود البرزاني القومي الشيفوني الذي يحلم بدولة كردستانية يريد زعامتها من قبيلة برزان, او ان الحقيقية تقول ان البرزاني والقائمة العراقية والاحزاب العلمانية كلها ترفض شعارات شهيد الاسلام والمذهب, وخاصة ان البرزاني اليوم قد انفصل عن العراق تماما وليس لديكم القدرة في تعيين او فصل جنديا او شرطيا او زبالا واحدا في كردستان العراق! واذا اردتم ان تثبتوا العكس فلا باع لكم في ذلك وخاصة ان جوزيف بايدن الصهيوني قد بدأ بخارطة رسم العراق الجديد واوكل البرزاني بتنفيذها. واذا اراد أي مخلص للعراق ان يتخذ موقفا اسلاميا ووطنيا فما عليه الا افشال الخطط التي انيطت بمسعود البرزاني والتي هي الجزء الاكبر من خارطة الطريق التي رسمها بايدن ومخابرات الموساد لتنفذ بداية من شمال العراق.
واخيرا ننصح بقايا التيار الصدري بعدم الانجرار وراء خطط البرزاني الصهيونية السعودية العثمانية والا سيفقدون قاعدتهم الشعبية التي بدأت تتساءل عن هذا التحالف المشبوه مع القائمة العراقية السعودية الوهابية واكراد حزب برزان الاوردوغاني الطائفي , وعليهم اخذ الاستشارة والنصح من مرجعيتهم التي اختاروها بقيادة السيد الحائري الذي حذرهم من التحالف مع العلمانيين كالبرزاني وعلاوي ومن ينضوي تحت ارادتهما,ونقول لبعض الصدريين المخلصيين من ظن بكم خيرا فصدقوا ظنه وخذوا بنصيحته, ولا يفيدكم الندم بعد ذلك, وخاصة ان ما بين صفوفكم من لهم ارتباطات مشبوهة واصبحوا مجموعة من المهرجين على شاشات التلفزيون اكثر من حيدر الملا في القائمة العراقية, وهذا لايليق بانهم يمثلون شخصية السيد محمد صادق الصدر.وهنا لابد من الاشارة ايضا الى ان هنالك بعض النزر القليل من المستشاريين الذين يحيطون بالسيد المالكي -الا انه لديهم تأثير غير قليل- اصبحوا محل انتقاد من المثقفين والمخلصين والمؤيدين لسلوك السيد المالكي ومسيرته السياسية التي اصبحت محل احترام وتقدير. وبصراحة فان الخاسر الوحيد في التعامل والتحالف مع البرزاني ومجموعة علاوي هي الاكثرية المطلقة التي وصلتكم الى ما انتم عليه وصدق امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) حين قال:\"من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من اساء به الظن.\" ولا تخذلوا الحق وتنصروا الباطل بتحالفاتكم مع الذين ليس لهم دين ولا وازع ولا ضمير وانما اكتساب المال والجاه والتسلط فقط, وعليكم السير بهدى وارشادات المرجعية في النجف الاشرف التي تمثل القوة الحقيقية والعمود الفقري للعراق وسوف تسمعون قولتها في الحق ولا تلومنها فيه لومة لائم بعد ان تشعر بالوجوب الشرعي في ضرورة تدخلها الحاسم. وكذلك التعاون مع قيادة الجمهورية الاسلامية التي تسير على منهج ال بيت النبي (ع) والذين قال عنهم النبي محمد (ص) :\" انما مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق...\" وما على سياسي العراق الشرفاء الا السير على نهج قيادة الجمهورية الاسلامية سياسيا في حل مشاكلهم لكونها اختارت طريق ال بيت النبي اولا دون ان تساوم عليه منذ ثورة الامام الخميني 1979 حتى هذه اللحظة, ولكونها تملك من التجارب في الحكم من خلال حربها الباردة مع قوى الشر الامبريالية والارهاب السعودي الصهيوني بما يستفيد منه ابناء العراق في تكريس السلم والاستقرار, وان الجمهورية الاسلامية اليوم لها مكانة مرموقة بين الدول والشعوب المحبة للعدالة والحرية والسلام, واقول لكم يا ابناء العراق مرة اخرى اركبوا سفينة ال بيت النبي التي ركبها ابناء الشعب الايراني, وان من يتخلف عنها غرق لانها سفينة النجاة سفينة ال بيت نبي الرحمة محمد (ص), فانهم اهلنا واخواننا بل انفسنا كما قال نبينا محمد (ص) :\" سلمان –الفارسي- منّا اهل البيت.\"
د.طالب الصراف لندن 10-06-2012
(اكاديمي مستقل مهاجر وهاجر للاحزاب) 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . طالب الصراف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/10



كتابة تعليق لموضوع : الاكثرية الساحقة لم ولن تصطف مع البرزاني والعراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net