اليَوم العالمي لحُريَّة الصَّحافة.. خلطُ المفاهِيم لتكمِيمِ الأَفواهِ
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
١/ أُبارك لكُلِّ الإِعلاميِّين خاصَّةً العراقيِّين الذين يُضحُّونَ من أَجلِ نقلِ وحمايةِ الحقيقةِ، هذا اليَوم الأَغر متمنِّياً لهُم السَّداد والنَّجاح والأَمن!.
٢/ حريَّة الصَّحافة أَبرز مصاديق الديمقراطيَّة في أَيِّ بلدٍ، وهي تتناسب تناسُباً طرديّاً معها، فكلَّما اتَّسعت وتركَّزت حريَّة الصَّحافة كُلَّما تركَّزت وترسَّخت واتَّسعت قِيم ومبادئ وأَدوات الديمقراطيَّة في البلدِ، والعكس هو الصَّحيح، فإِنَّ التَّضييق عليها واغتيالِ القلمِ الحُر أَو سجنهِ لكسرهِ يُلثم الديمقراطيَّة وينتقِص منها.
٣/ وهي تعتمدُ على [٣] مبادئ أَساسيَّة؛
- حُريَّة التَّعبير.
- حُريَّة الوصُول إِلى المعلُومةِ.
- حُريَّة التَّعامل مع المعلُومةِ.
٤/ للأَسف الشَّديد فإِنَّ هذهِ المبادئ الثَّلاثة شُبه غائِبة أَو مُهدَّدة في عراقِنا [الدِّيمقراطي] وهي تتعرَّض للتَّشويهِ والتَّسقيطِ والإِغتيالِ السِّياسي قبلَ الجسدي.
٥/ ينبغي التَّمييز بين [٣] مفاهيم تتعلَّق بحُريَّة الصَّحافة؛
- الخَبر
- التَّحليل
- الرَّأي
وكُلَّما تمَّ الخلط بينها كُلَّما تمَّ التَّضييقِ على حُريَّة التَّعبيرِ بطريقةٍ أَو بأُخرى.
وللأَسف فإِنَّ السُّلطات عادةً تتعمَّد الخلط بين هذهِ المفاهيم لخلقِ الأَعذارِ والحِججِ والذَّرائع للتَّضييقِ على حريَّة التَّعبير وتكميمِ الأَفواهِ.
٦/ حسبَ تقرير [مُراسلونَ بِلا حدُود] الدوليَّة ومقرَّها العاصِمة الفرنسيَّة باريس، والذي صدرَ اليَوم لمُناسبةِ [اليَوم العالمي لحريَّة الصَّحافة] فإِنَّ العراق احتلَّ المرتبة [١٦٧] عالميّاً و [١٨] عربيّاً وهو مُؤَشِّر خطيرٌ جدّاً على أَنَّ ديمقراطيَّتنا تترنَّح وهي على كفِّ عفريتٍ، والدَّليلُ واضحٌ بأَعدادِ الشُّهداء والجرحى من العاملينَ في مجالِ الإِعلامِ، بالإِضافةِ إِلى القضايا الكيديَّة التي يتعرَّضُونَ لها أَمام القضاء مِن قِبَلِ أَعلى سُلطةٍ في الدَّولةِ وحتَّى أَدناها فضلاً عن المُضايقات والإِعتداءات التي يتعرَّضونَ لها خلال الواجبِ.
أَمَّا الأَسباب فمعروفةً منها [الصنميَّة] و [الخطُوط الحَمراء] و [الميليشيات].
٧/ بشأنِ مسؤُوليَّة رِجال الإِعلام فأَعتقد أَنَّ عليهِم أَن ينتبهُوا دائماً إِلى المبادئ الهامَّة التَّالية؛
- أَن يتعاملُوا مع الإِعلام كرِسالةٍ وليسَ كمِهنةٍ.
- أَن يتعاملُوا مع الحقائِق وليسَ مع الأَوهام فالحقيقةُ رسالةٌ والوَهمُ تشهيرٌ.
- أَن يحذرُوا مِن أَن يكونُوا أَدوات بيدِ السُّلطةِ ورجالاتِها والأَحزاب وزعاماتَها، لأَنَّ ذلكَ يخدش بمصداقيَّتهِم ويحوِّلهُم إِلى أَبواق وذُيول.
- أَن يكونُوا مستعدِّينَ دائماً وأَبداً للدِّفاعِ عن أَنفسهِم أَمام القضاء بالأَدلَّة القاطِعة، الأَمرُ الذي يحتاجُ إِلى ثقةٍ بالمصادرِ التي يعتمدَها رجُل الإِعلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat