صفحة الكاتب : احمد طابور

رفقا بنا كردستان
احمد طابور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

كيف لي   ان لا اعشق الجبل الشامخ وهو يعانق الشمس ويمارس الرحيل نحو السهول الخضراء وهي تلف الغروب بمسحة الحب الابدي , الجبل ,السهول , المراعي ,والانسان تلك المفردات الممتزجة التي لا تستطيع ان تميز فيها الانسان عن الجبل ولا الانسان عن الخير والعطاء ذلك هو الكردي تلك هي كردستان.
ونحن حين حملنا الوطن فوق اذرعنا وامتطينا الهروب دربا ,كانت القمم الملوحة لنا بالوداع الجاذب لدموعنا هي اخر ما يتذكره القلب فتشبثت الذكرى بملح تلك الحياة. وكم ناضلنا وهتفنا وبكينا معك كردستان ليس لاننا نحبك بل لانك جزء منا فانت الوطن المخضب بحناء الحزن .
منذ ان حمل كاوة الحداد روحه بكف الاطفال و حرر النسل الجميل من العبودية توالت الافراح لوهلة من الزمن وارتبط الفرح بزركشت الاجساد وكان هناك خصب وجمال .
وحلت السياسة بكل قبحها واغتصبت الارض وتوغلت الاحزان جسد كردستاننا ورسمت فوق خرائط الزمن تجعدات الالم وحلت كل ذكرى بكردستاننا مصاحبة للدموع .
فاول دمعة  دامية سكبتها وانا طفل صغير حين لوحت بيدي الغضة لاصدقاء محلتي وهم يكدسون في علب حكومية تمتهن العرق وتنادي نحو عروبة عنصرية تبراءت منها مذ ذاك الوقت , حينها ركضت خلف السيارات الحكومية المسافرة فمتلأ صدري بدخانها المسموم لأتوسل الشمس ان لا تغيب لاننا لانزال لم نكمل لعبتنا الحلم انا وصديقي( حبش) المهاجر قسرا صوب امكنة مجهولة.
دموعي المتواصلة الانسكاب والرافضة لما يحيط بالكردي وهي تراه يمتهن ارذل المهن وله الحق كل الحق ان يعيش كالاخرين فهو الجبل وهو الماء وهو الاخ وهو الابن لكن مابال الساسة الطغاة اللذين لايرقى الى حجم قلوبهم الا المرض الشوفيني , عصي على فهمي كيف لانسان يحمل في صدره قلب لا ينبض بسرعة الحزن وهو يرى خزي افعاله يفترش الطريق!َ! .
 
واكرم اهديته اهم قصصي الموسمة بـ الفتال كتبت له ( الى اكرم حيث ما يكون الان ) او تعرفون من هو اكرم هو ذلك الكردي الذي ابكيه عمرا مديدا , حيث اقتادوه كشعاع من نور ليضيء بعيوني الدمع حين علقوه ذات يوم دنيء, وها هي روحه السامية والجميلة التي تشبه المراعي الخضراء في ربيع كردستان محلقة دائما وابدا فوق روابي نفسي الفائضة محبة به فهو حيث ما اكون سيكون . 
 
ولازمة البكاء مستمرة منذ ان استطعت وعائلتي الفرار من قضبان الحدود الممميتة عبر جمال ومحبة كردستان واستقريت في بلد لايميزيني بلوني او انتمائي بكيت كثيرا لأول تقرير شاهدته عن الوطن كان لحلبجة( الشهادة والعزة) التي سيبقى توسد طفل ذراع امه بلحظات الموت الاخيرة عار يتنقاله القوميون  (الشوفونيون) في تاريخ ضمائرهم الميتة. 
 
واول كتاب قرائته كان لكنعان مكية (جمهورية الخوف ) فبكيت القرى المدمرة وكرهت الانفال رغم قدسية كلام الله فتعين لي معني ان تقول كلمة حق كبيرة تريد منها باطلا كبيرا فكانت لي درسا سياسيا تعلمت من خلاله بان الشعوب يجب ان تقرر مصيرها ومن العار ان انتمي بهوية لقاتلي شعبي لاني انا العربي كما انا الكردي ,هكذا انا وهكذا سابقى, رغما عن السياسة الرعناء وعليه تبراءت من هويتي العراقية التي احملها  و القتلة ,كما فعل استاذنا المرحوم هادي العلوي حين تبرا من هويته العربية العراقية بعد مجزرة حلبجة. 
 
و لا تزال وستبقى كردستان هي الحب والجمال هي الوطن فهنا اتوسل الساسة ان يدعوا لنا الانسان والارض بعيدا عن صراعاتهم .
فرسالتي للسيد مسعود البرزاني والسيد نوري المالكي بعد ان اختلط علينا الامر وبعد المناكفة السياسية بينكما لما تمثلان من قيادة حقيقية وواقعية ان تنيروا لنا طرقنا المضببة فنحن نحبكم كلاكما ونحن معكم كلاكما وهي معادلة صعبة ان تحب المتخاصمين ولكن هذا لا يحدث الا للابناء دائما حين يحل الانفصال بين ذويهما فهم دائما التوسل بصلح ذات البين فلا يمكن ان يحل حب في قلب ابن بدل ذويه , نعم لكم قواسم مشتركة جعلتنانحبكم ,فانتما فضلا عن كونكما انسانين فانتما تنتميان لنفس الجغرافية التي نموت من اجلها وكلاكما حمل هم الوطن وحريتنا واعطى من احبته قرابين للوطن او كان مستعدا لبذل الروح من اجلنا واجل الوطن وهذا ديدنكما .
لكن الفرق بينكما بان كردستان كل يوم في ازدهار وتورد بقيادة كاكة مسعود والجزء العراقي بقيادة الحجي ابو اسراء كل يوم في تدهور وتقهقر  .
 
فابتداءا من الواجهة الاولى للولوج الى تراب الوطن  كحدود ابراهيم الخليل مثلا رغم انها تحتاج الى بعض اللمسات لتكون منافسة للحدود التي تحترم اوطانها باعتبارها الوجه الأول للانطباع المتشكل لتصور البلد  تجد فيها كل شيء جميل ويستحق الفخر لا محسوبية لا رشوة لا فساد والعمل على قدم وساق بهمة عالية مقارنة ببشاعة الحدود العربية للعراق فحدث ولا حرج كل ما هو فاسد ومتردي هناك .
 
اما مفاصل الحياة الاخرى الامن , البنى التحتية ,الاقتصاد, الفساد ,الرشى....الخ من الترديات الحياتية لا مجال للمقارنة بينهما فهما ينتميان لنقطتين مختلفتين في الاتجاه بزاوية تصل ل  180 درجة .
سنصفق للاثنين  بقراريهما الا و هو المصالحة الوطنية رغم تحفطي عليه لان كما قيل بان" السماح الآهي اما الانتقام فهو طبيعة بشرية" فكاكة مسعود سامح البعثيين الاكراد والـ(جحوش) بشروط واهمها لم يقرب منهم احد ليسلمهم زمام الامور لان البعثي المجرم لايستقيم . كان واعيا للدرس التاريخي فلم يقع في المطب الذي وقع به اخيه في النضال الحجي ابو اسراء الذي وبخطأ استشاري قرب البعثيين  المتلونين  والمطبلين الانتهازيين  في غفلة من الزمن واملاءا للفراغ فكانت سقطة الشاطر وكما قيل ( العظيم سقطاته قليلة ولكنها محسوبة) فكانت النتائج هذا الوضع المتردي لحال العراق وهذا التقاتل السياسي مع اخوة الامس وكلي ثقة بانهم وراء كل تلك المصائب السياسية  بهمسهم المريض في اذن الرئيس نوري المالكي, فيما هم يحضرون ردائاتهم المزدانة بحلى التلون  ليلبسوها حلة جديدة لمولى اخر, واني على يقين بانهم سيمارسون نفس الخبث مع القادم الجديد وهذا ما غفل عنه المالكي ولم يغفل عنه البرزاني وهنا تكمن عبرة الزمن وتدارك الاخطاء .
 
في الختام اذكركاكة مسعود  ان نفعت الذكرى واقول له بمحبة واحترام خالص وان توجست كثيرا من اخوتك العراقيين وهذا من حقك نتيجة تراكم الموت والخراب الذي سببوه لكم بغير ما ارادتهم تذكر الجانب المشرق لهم حين ناصروك سواء بفتاوى كبارهم او عبر حمل السلاح على قمم الجبال الشماء واياكم  اوعبرقصائدهم ومضاهراتهم  والاهم عبر دموعهم وقلوبهم لان  الدموع والقلب هي الروح والروح اسمى من ان تنافق فارجوكم ان لا تجعلوا مشاكلكم السياسية تنعكس على اخوتكم ومحبيكم،وان تبقى كردستان  عروس العراق في ربيعها الدائم فرفقا بنا انتم وكردستاننا.
 
المهندس 
احمد طابور 
hachem85@hotmail.com
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد طابور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/07



كتابة تعليق لموضوع : رفقا بنا كردستان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net