صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

أبو طالب وخديجة ، مأوى الرسول وغناه
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ) الضحى ٦
( وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ) الضحى ٨

آيتان من سورة الضحى المباركة ، الأولى تشير الى كفالة أبي طالب للرسول الأكرم ، والثانية الى أموال السيدة خديجة التي وهبتها للنبي صلوات الله عليهم أجمعين ..

والإسلام مَدين لهاتين الشخصيتين العظيمتين ( أبو طالب ) و ( السيدة خديجة ) بمقدار تضحياتهم العظيمة وأدوارهم الجسيمة في دعم الرسول والرسالة في أدّق وأخطر ظرف عاشه الإسلام حيث مرحلة ولادته ونشأته الأولى ..

وقد نسبت الآيتان كلّاً من الكفالة والدعم المالي الى الله تعالى ، مما يزيد من عظمة وشرف كل من الكافل والواهب رضوان الله عليهما ، لأن العمل - أي عمل كان - يأخذ أهميته بمجرد إحراز رضا الله تعالى عليه ، أمّا أن يصل التعبير عن هذا الرضا بصيغةٍ يُنسب من خلالها الفعل اليه تعالى ومباشرته له ..! فهذا في غاية الشرف والرفعة وبنفس الوقت في أعلى مستوى من قبول الأعمال ..

ثم أن هذا القبول العالي لما قام به كلٌ من أبي طالب والسيدة خديجة فيه دلالة على المستوى الإيماني العالي الذي كانا عليه ، ودليل على التقوى التي هي في أعلى درجات الإيمان ، قال تعالى ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) المائدة : 27

وكما أن القبول يثبّت الإيمان فإن فيه دلالة ايضاً على نفي الكفر عن صاحب العمل ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) آل عمران : 91

ثم أن الأمر لا يقف عند ذلك ، وإنّما الآيات التي تلتها ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) و ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) تُشعرك بأن فعلهما قد تجاوز حدّ القبول الى أن يكون سنّةً تتّبع بل فروضاً تؤدّى .. فلتكن كفالة أبي طالب قانوناً إسلامياً يستفيد منه كلَّ يتيم ، وعطاء خديجة فرضاً واستحقاقاً لكل محتاج .. !

وكما أنهما إلتقيا في النبوة والرسالة ، فشاءت الإرادة الإلهية أن يلتقيا ايضاً في الإمامة والخلافة .. فأنجب أبو طالب علياً ، وأنجبت خديجة الزهراء ، صلوات الله وسلامه عليهم ، ليكتمل الدين وتتم النعمة بهما وبالائمة من ذريتهما ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/03



كتابة تعليق لموضوع : أبو طالب وخديجة ، مأوى الرسول وغناه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net