(قراءة في خطبة الجمعة) خطبة سماحة السيد احمد الصافي في 30 ربيع الثاني 27 / 12/ 2019 م
علي حسين الخباز
علي حسين الخباز
ثمة مرتكزات مهمة بين الخطاب الديني والناس، لذلك نجد في خطابات الجمعة من العتبة الحسينية الكثير من المضامين العلمية القادرة على التأثير بالناس لما تمتلك من مقومات معرفة الواقع المعاش والواقع الوجداني، وقراءتنا اليوم لخطبة سماحة السيد احمد الصافي في 30 ربيع الثاني 27 / 12/ 2019 م
والذي بين من خلالها أن التفاعل الاجتماعي، هو أساسا تفاعل فكري ذو منطلقات فكرية تستمد قوتها من ارتكازها على بعض مواعظ الإمام علي عليه السلام الفكرية والمنتقاة بأسلوب موائمة الحدث، واستنتاج العبرة ــ الموعظة من خلال المفاهيم المعروضة للناس، يرى سماحة السيد الصافي أننا تعودنا دائما على استيعاب مرتكزات آراء الإمام وارشاداته ومواعظه بشأن الموت والرحيل إلى المنزل الأبدي، فما نحتاجه اليوم ونحن على قيد الحياة هو أن نستوضح الطريق ونستوضح المسار، وهذا المفهوم هو ذو صلة بحياة الانسان، وبعدد من المفاهيم الفكرية والفلسفية الوعظية، والإنسان عليه الانتباه لأي انحراف أو ميلان عن جادة الحق، والسعي لتطوير الإنسان لذاته، وجميع العلوم هي وصلت لتطور له واقعه الاجتماعي، ومن هذا الباب كانت الموعظة تأتي ضمن أسس حقيقية لإدامة هذه الموعظة، التي تجعل من الممكن فهم الطبيعة الإنشائية يقول أمير المؤمنين عليه السلام(اللهم أني أعوذ بك من صلاة لا تقبل) يبين الخطاب مفهوم الاستفادة بأنه طلب من الله سبحانه أن يعيذه من شيء لا بد أن يكون فيه خطر عليه، الإنسان يتعوذ بالله فيقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). أعوذ بالله من وساوس النفس ـــ من الانحراف ـــ وهذا الطلب يوصلنا إلى فلسفة الدعاء الحقيقية التي تقوم على أوسع التنبيهات الإنسانية، قول الله تعالى (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر فلا بد من وجود مشكلة في المصلي.
دراسات كثيرة وضعت مفاهيمها للإنسان، لاحتواء توجساته انفعالاته أحاسيسه رؤاه ورؤيته العالم من خلال الإنسان، يقول مولاي أمير المؤمنين (لا تضعوا من رفعته التقوى، ولا ترفعوا من رفعته الدنيا وهو خال من التقوى)، ليس هذا هو الميزان المطلوب في التعامل، جمل قصيرة لكنها قدمت الإدراك الواعي لفهم التقوى الذي يحدد وينظم ويهذب السلوكية العامة، ويتوجه البحث إلى تأثيرات السلوك العام التي لها سطوة في ردع الناس عن غيهم، وبعض السلوكيات لها أثر في تشجيع الناس على الاستمرار في غيهم، وتركز الاهتمام على رسوخ مجموعة من المفاهيم المعرفية لتكون منبر خير وهداية / وتمنحنا آراء مهمة مثل الردع الاجتماعي مهم جدا، وإذا خلا مجتمع من الروادع لا يرى خيرا، وإذا كان مجتمعا متماسكا فيه رادعيه عرفية دينية أسرية، هذه الروادع الاجتماعية تمنع المجتمع من الانزلاق لمهاوِ آخر، والكثير من المفاهيم الجادة لتحصين المجتمع من المؤثرات السلوكية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat