صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

مرحبا بالعام الميلادي الجديد ٢٠٢٣ !!! وأهلا بعامنا العراقي ٧٣٢٣ و ٦٧٧٣ !!!
جسام محمد السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يحل علينا بعد دقائق أول أيام السنة العراقية(الكلدانية البابلية والآشورية)، الشمسية المعدلة، وهي نفسها السنة الميلادية المسيحية الصحيحة ١/١/2023، وكانت هي بداية التقويم المسيحي حتى سنة 1564م، عندما بدلها شارل التاسع ملك فرنسا.

وسنستعرض الأدلة التي قلناها في موضوع سابق، مع إضافات.

الأساس العلمي لرأس السنة العراقية في علم الفلك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ٢١ آذار واحيانا في يوم ٢٠ من كل عام، وفي إحدى ساعات هذا اليوم أو قبله أحياناً – حسب الدورة الفلكية للشمس- تدخل الشمس في برج الحمل(1)، حسب حسابات علم الفلك الذي برع به اسلافنا، واكتشفوا من خلاله انقلابات الشمس الأربعة (الربيعية(21 آذار)، الصيفية(21حزيران)، الخريفية(22أيلول)، الشتوية(21 كانون الأول)).

وتتحدد ساعات ودقائق هذه الانقلابات الفلكية سنوياً من خلال المراكز الفلكية التخصصية، ومنها مركز البحوث الفلكية التابع لمكتب المرجع الديني الأعلى.

وفي يوم زكموك أو أكيتو (الذي ترجموه إلى نوروز في اللغات الهندو أوربية) وهو يوم 21 آذار يوم المنقلب الربيعي يكون أول ايام السنة العراقية اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الحسابات الشمسية عليها دون تعديل عليها باضافة فرق السنة القمرية.

ورغم ان العراقيين القدماء يعتمدون الحساب الشمسي في دورة سنتهم، إلا انهم راعوا في بدء السنة الاول فرق العشرة ايام الخاصة بفرق أيام دورة القمر، فتم إضافتها لتصبح أول أيام رأس السنة في 1 نيسان، بدلاً من 21آذار.

أساس رأس السنة العراقية الشمسية في وثائق التاريخ العراقية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• ظل أجدادنا في العراق يحتفلون به في (سومر وآشور وبابل)، خلال 3 آلاف عام قبل ان تتبناه الشعوب الهندو أوربية ومنها (الاخمينيون) في بلاد فارس، بعد احتلالهم بابل عام 539 ق.م ، حيث سمّوه (نيروز ) وتعني بالفارسية القديمة (رأس السنة) وهي ترجمة فارسية حرفية لاسمه السومري الأصلي(زغموك ـ Zagmuk) وبالأكدي(راس ستيم او ريش شتيم ـ rêš-šattim ، بالاضافة الى (أكيتو ـ الاحتفال) (2).

• ما زال العراقيون اليوم بكل اثنياتهم يحتفلون به، وليس غريباً انهم ما زالوا ملتزمين بكثيرٍ من طقوسه وخاصة في الجنوب والوسط، لأنه جزء من هويتهم الثقافية، رغم دخولهم المسيحية في القرون الميلادية الأولى ثم الاسلام سنة 13 هـ.

إذ يهيأون صينية فيها عدد من الشموع و(7) نباتات او اكلات نباتية تبدأ بحرف السين.

ورقم (7) يرمز لعدد كواكب المجموعة الشمسية وفقاً لتقسيمات البابليين، والتي تفرع عنها عدد أيام الأسبوع التي يرمز كلاً منها لكوكب ما، مثلاً الأحد(Sunday)وهو يوم الشمس، الإثنين(Monday) اختصار لكلمتي (يوم القمر Moon day) وهكذا.

وهذا الرقم مميز في الحضارات العراقية، فمنه عدد طبقات برج بابل، والجنائن المعلقة، وزقورات المدن في الجنوب، والملوية في سامراء وغيرها.

• (21 آذار) حسب التقويم العراقي القديم (الشمسي ـ القمري) تم تعديله باضافة الفرق بين التقويمين الشمسي والقمري(١١ يوماً)، ليكون اول شهر نيسان هو رأس السنة العراقية (ويكتب ويُلفط (نيشانو) باللغة الأكدية)، ولاحقاً المسيحية.

وذكر بعض المؤرخين أن أول تقويم بشري على أرض وادي الرافدين، وعلى يد الكلدانيين أو الفراتيين الأوائل، بدأ في 1 نيسان عام 5300ق.م، والذي أرّخ لبداية تأسيس أول دولة في العالم هي مملكة أريدو(3) .

• تبنت الدولة الحديثة التي اُنشأت في العراق سنة 1920م رسمياً الاحتفال بـ 21 آذار، باسم(عيد الشجرة) وجعلته عطلة رسمية، ولكنها لم تحاول اعطائه بعدا تاريخياً وتراثياً كما يستحق كون العراق هو اول من اتكره وفقاً لأسس علمية.

• مواطنينا الكرد يحتفلون بنوروز باعتباره ذكرى انتصار(كاوه الحداد) على الملك الطاغية(الضحاك). لكن يبدو أن الحكاية ليست كردية، بل فارسية، وأول من ذكرها المؤرخ البغدادي (المسعودي)، ثم فصلها(الفردوسي) باعتبارها حكاية فارسية، ولم يذكر أي مؤرخ علاقتها بالاكراد، قد تبناها الاكراد حديثا في القرن العشرين(4).

• من اللطائف والعجائب، إن الدولة الحديثة في العراق، استمرت تجري حسابات سنتها المالية في آخر أيام السنة العراقية وهو 31 آذار، وليس 31 كانون الأول كما معمول به الآن، وبقي هذا النظام حتى أواسط سبعينات القرن العشرين تقريباً!!!

• انتشر هذا العيد باسمه الفارسي (نيروز) المترجم عن البابلية بعد احتلال العراق من قبل الاخمينين سنة 539ق.م بين شعوب آسيا الآرية والتركستانية، التي خضعت للأمبراطوريات الفارسية(الاخمينية ثم البارثية ثم الساسانية)(5).

• عندما جاء الفتح الاسلامي من الجزيرة العربية، عرفوه باسمه الفارسي(نيروز) وليس العراقي، باعتبار أن العرب وجدوه كاحتفال رسمياً في الدولة الساسانية، حيث كان سكان العراق القدماء وأرضهم تحت احتلال الساسانيين،وكانت دولتهم المستقلة البابلية قد تم ازالتها من قبل الدولة الاخمينية .

• احتفلت به الدولة العباسية وانتشر اسمه في العالم الاسلامي، وحتى اقباط مصر استخدموا اسمه، وقدُسه الكثير من طوائف المسلمين، وهناك في هذا المجال روايات عن فضله، ولا علم لنا بصحتها من عدمه.

• الاحتفال بالربيع، عموما سائد بين الكثير من الشعوب، في بلدان الشام احتفل به باعتباره (عيد بعل)، وفي مصر(عيد شم النسيم)..

المصادر:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. راجع قرص الأوقات وموقع مركز البحوث الفلكية التابع لمكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني –دام ظله-.

2. عن عيد الربيع العراقي ـ اكيتو Akitu طالع:

- P. Villard, « Akîtu », dans F. Joannès (dir.), Dictionnaire de la civilisation mésopotamienne, Paris, 2001, p. 20-22

- J. Bottéro, La plus vieille religion : en Mésopotamie, Paris, 1998

3. الكدان منذ بدء الزمان/ عامر حنا فتوحي.

4.عن تفاصيل اقتباس الكرد حديثا (حكاية كاوا الحداد) و(اشعال النيران) من الايرانيين، طالع مقالة الكاتب العراقي الكردي (هلكوت حكيم) في جريدة الحياة(26 آذار 2000) :

http://www.alhayat.com/article/1038998

5.عن تبني الاخمينيين (وبعدهم البارثيون ثم الساسانيون) لحضارة بابل وكتابتها المسمارية ولغتها الآرامية، طالع:

مختصر تاريخ العراق (تاريخ العراق القديم) 1-6 ج.

https://urlz.fr/9b14

بالاضافة لمصادر الانكليزية عديدة:

ـ (S. A. Pallis, The Babylonian Akitu Festival, Copenhague, 1926 ; La Fête babylonnienne de l'akitu)

أسطورة نوروز الإيرانية في تحولاتها الكردية 

ALHAYAT.COM

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/01



كتابة تعليق لموضوع : مرحبا بالعام الميلادي الجديد ٢٠٢٣ !!! وأهلا بعامنا العراقي ٧٣٢٣ و ٦٧٧٣ !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net