صفحة الكاتب : فاطمة السعيدي

ابن بطوطة و محراب  الامام علي(ع)
فاطمة السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  ابن بطوطة هو رحالة ومؤرخ وقاضي وفقيه مغربي ، طاف عدد من البلدان ... في القرن الثامن الهجري ، دونت أخبار رحلته في(تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار)  ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنكليزية ونشرت بها كما ترجمت فصول منها الى الألمانية ونشرت بها ايضاً. اثارت "تحفته" اهتمام الكثيرين لما تتميز به من أسلوب  أدب الرحلات ، و الوصف الوافي للمدن التي زارها.
ان ما يهمنا من هذه الرحلة هو ذكر ابن بطوطة لمدينة الكوفة وذكر مسجدها ووصف محراب الامام علي عليه السلام.
« "وبهذا المسجد آثار كريمة ، فمنها إزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة يقال أن الخليل صلوات الله عليه كان له مصلى بذلك الموضع ، وعلى مقربة منه محراب محلق عليه بأعواد الساج مرتفع وهو محراب علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، وهناك ضربة الشقي ابن ملجم ، والناس يقصدون الصلاة به ، وفي الزاوية من هذا البلاد مسجد صغير محلق عليه أيضاً بأعواد الساج يذكر انه الموضع الذي فار منه التنور حين طوفان نوح عليه السلام »
ذكر البراقي في كتابه تاريخ الكوفة ، إن ابن بطوطة شاهد آثارا كثيرة في مسجد الكوفة بعضها لم يعين له أثر ، ويظهر من كلام ابن بطوطة في محراب أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه المحراب الموجود الآن الذي بجنبه المنبر المبني بالجص والحجارة .وقول ابن بطوطة : في الزاوية من آخر هذا البلاط، يشير إلى الزاوية الغربية، وهي الآن حجرة كبيرة، فعلى كلامه يكون منها فار التنور.
أظهرت الأوصاف التي ساقها ابن بطوطة المكانة الروحية للمسجد الشريف  ، و معالم علوية جليلة بالمسجد، وهي محراب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وحدد مكان المحراب  . الذي قتل فيه الامام علي عليه السلام واورد الدعاء على قاتله ابن ملجم وذكر الطقوس الدينية التي تقام في هذا المحراب وهي الزيارة والتبرك بالصلاة فيه. وبين آثار الأنبياء التي تشكل اهم معالم مسجد الكوفة الاعظم . فالكوفة هي البقعة التي بارك الله فيها، فاصبحت بيتاً ومعبداً لعدد كبير من الانبياء والصالحين ،و مسجدها هو المكان الذي تحدثت عنه الروايات  بأنه مهبط الملائكة، وفيه خط آدم مكاناً للعبادة، وهو بيت ومعبد نبي الله نوح ،ومنه فار التنور، وإليه يحن الأنبياء و الأولياء و الصالحون و المخلصون ،اشار الامام علي (عليه السلام) إليه بقوله: (أنه أحد المساجد الأربعة التي تعظم ، ولأن أصلي فية ركعتين أحب الي من أصلي عشرة في غيره إلا في المسجد الحرام ومسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ). 
ازدادت أهمية الكوفة  بعد أن نقل الإمام علي مقر الخلافة إليها ، و أصبح مسجدها مركز اشعاع لكل المسلمين ، ومن على منبره الشريف سمع الناس كلام الإمام  وخطبه وارشاداته وتوجيهاته التي صارت دستوراً للمسلمين ، وفي قلب محرابه أقام صلاتة  و لامست جبهته الشريفة صعيد ثراه الطاهر وتعطر هواه بانفاس، وفيه تخضبت الشيبة المقدسة  من دماء رأسه الشريف، بسبب الاعتداء الاثيم عليه سنة 40 ھ.
في السرد الموجز في رحلة ابن بطوطة عن محراب الامام علي (عليه السلام) نقل المعلومات التي غابت عن كثير من الناس وخصوصاً عن سكان المغرب الاقصى وغيرها من البلدان التي وتوالت عليها سيطرت الأمويين و العباسين . وأخفوا  فضائل أمير المؤمنين عن عامة الناس .  ابن بطوطه دوّن أخبار لفتت انظار الناس في تلك البلدان الى  الكوفة بشكل عام والى محراب الامام علي (عليه السلام) بشكل خاص فهو يقع في أطهر بقعة من الأرض وذكر الطقوس التي تقام في المحراب . وهذه المعلومات التي نقلها بن بطوطة لم تقتصر على نشرها في البلدان العربية بل إلى العالم اجمع فقد ترجمة أخبار رحلته إلى عدة لغات . 
واظهر للعالم أن رغم كرامة المسجد وكثرت المقامات فيه، يظهر عليه الخراب  والإهمال وهذا  دليل على  الحقد الدفين من الاحكام لهذه المدينة.

...............................................
1- تاريخ الكوفة ،السيد البراقي 
2- الكوفة بين العمق التارخيي والتطور العلمي، د.حسن عيسى حكيم
3- مدينة الكوفة في التراث العربي الإسلامي ، رحلة ابن بطوطة انموذجا، عبد الكريم جعفر الكشفي واخرون


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/27



كتابة تعليق لموضوع : ابن بطوطة و محراب  الامام علي(ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net