صفحة الكاتب : صفاء ابراهيم

في ظل الطوارىء
صفاء ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 صفاء ابراهيم
ahleen65@yahoo.com
2010 / 7 / 24
الحالات الخاصه والحوادث الاستثنائية الطارئة تستوجب تدابير خاصه لمعالجتها بغية الحد من آثارها السلبيه وتقليل الضرر الناجم عنها ما أمكن ذلك وهذه التدابير يجب أن تتناسب نوعا ومقدارا مع نوع الحاله الطارئه وحجمها ويجب ان تتزامن معها وتنتهي بانتهائها ايضا
لا اقصد فقط الحالات الناشئه عن فعل الطبيعه كالأعاصير والزلازل والفيضانات وما شابهها بل ايضا الناجمه عن اخطاء بشريه كانفجار مفاعل نووي او انهيار منجم فحم اوحرائق الغابات او حدوث تسرب إشعاعي او كيميائي او غرق ناقلة نفط وما الى ذلك لابل حتى الحالات الناجمه عن أفعال بشريه متعمده كنوع من أنواع التعبير السياسي مثل الصراع العسكري والتمرد المسلح والاضطرابات العرقيه والطائفيه والحرب الاهليه وبما يؤدي الى تعريض امن الدوله وامن مواطنيها للخطر ولان الآراء السياسيه لاتتفق دوما بل هي بالضروره مختلفه ولان التنوع السياسي يوجب تنوعا في الرأي وتنوعا في طريقة التعبير عنه ولان طرق التعبير عن الراي قد لاتكون دوما بشكل حضاري ومنظم ووفقا للقوانين السائده وبما لايؤثر على سير عمل المؤسسات ومصالح الافراد......لكل هذا قد تقوم بعض الدول بفرض اجراءات صارمه لمعالجة مثل هذه الاوضاع الطارئه وتتخذ سلسله من التدابير المناسبه بعد اعلان ما صار معروفا بحالة الطوارئ قد تشمل هذه التدابير منعا للتجوال بعض ساعات اليوم ولأيام معدودة فقط بغية فرض الامن والمحافظه على النظام او منعا مؤقتا للتجمهر والتظاهر من اجل حماية الارواح والممتلكات العامه والخاصه من مثيري الشغب والغوغاء وقد تشمل حظر بعض المطبوعات والصحف التي تحرض على الفتنه وتصب الزيت على النار اضافة الى امور اخرى من هذا القبيل
والمهم ان تكون هذه التدابير متناسبه من حيث القوه مع الحاله الطارئه فلا هي بالضعيفه غير المجديه ولا بالشديدة القاسيه ومتناسبه معها من حيث نوعها ايضا لان لكل حاله طارئه تدبيرا او مجموعة تدابير تحد من آثارها وليس بالضروره ان تتشابه التدابير المتخذة بشأن الحالات الطارئة التي تهدد الأمن وسلامة الأفراد والمؤسسات ما دامت هذه الحالات نفسها غير متشابهه وكذلك فان التوقيت مهم والأرجح ان يكون بعد نشوء الحاله وينقضي بانقضائها وعودة الأمور الى ماكانت عليه,ويجب ان تكون احكام الطوارئ هذه متوافقه مع القانون وليست بديلا عنه أو معدلة له
والآن وبعد ان عرفنا كل هذا هلموا لنتساءل : لماذا تكون حالات الطوارئ لدينا دائمة بدوام الانظمه التي أوجدتها؟ ولماذا لاتتناسب مع السبب الذي وجدت من اجله ؟ولماذا لاتخضع لأي قانون ولا يقبل الطعن فيها أمام أية جهة كانت؟
في مصر مثلا مازالت حالة الطوارئ مفروضة منذ اغتيال السادات قبل ثلاثة عقود مع ان نصف المصريين وهم المولودون في ثمانينيات القرن الماضي لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما فارقت روحه الدنيا والأمر ليس أحسن من ذلك في إيران والجزائر واليمن والسودان وموريتانيا وكثير غيرها من الدول
ولماذا تشمل أحكام الطوارئ منع التظاهر حتى ولو من اجل زيادة الأجور أو احتجاجا على غلاء المعيشه او رفع اسعار الخبز والمحروقات؟ ولماذا تشمل إغلاق الصحف والمطبوعات ومصادرة أعدادها وحبس رؤساء تحريرها لمجرد أنهم أشاروا من بعيد إلى شخص الحاكم او احد افراد حاشيته المقربين؟ ولماذا يمنع من السفر من لايحب الحكومه ولا يسير في فلكها حتى لو كان هذا السفر لغرض الحج اوالعلاج؟ ولماذا تعتقل الكتب على حدود بلداننا وتحجب مواقع مختاره من الانترنت بحجة حالة الطوارئ؟
لانعلم هل سيأتي اليوم الذي نمنع فيه من الضحك لانه يخل بالأمن؟ أو نمنع من البكاء لأنه يهدد وحدة البلد أو ربما نمنع من النوم خشية ان نحلم بمعاداة الحاكم.......لانعلم فكل شيء ممكن في ظل حالة الطوارئ

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/24



كتابة تعليق لموضوع : في ظل الطوارىء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net