قواعد في القراءة القرآنية / ٣
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاستعاذة من الشيطان الرجيم : وهذا ما نصَّ عليه القرآن الكريم نفسه ، قال تعالى ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) ، وفي تفسير الصافي ج3 ص155 ، عن العياشي عن الإمام الصادق عليه السلام قيل له كيف أقول ..؟ قال : ( تقول أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .. ) .

والإستعاذة بالله تعني الاستجارة به تعالى ، والإستعاذة القولية مناسبة للأماكن والحالات العبادية أكثر من غيرها ، لأن الأماكن والحالات التي يعصى الله فيها تكون استعاذتها من خلال عدم السعي لها أصلاً وتركها والانصراف الى حيث الطاعة ، اي أن إستعاذتها عبارة عن استعاذة وإجراء عملي وليس بالدعاء والرجاء ، أمّا حينما يكون العبد في حالة طاعة وعبادة فإنه لم يتبق له إلا الدعاء من وساوس وحبائل الشيطان التي قد تخرجه عما هو فيه ..

ثم أن الشيطان قد أقرّ على نفسه بأنه سيتواجد في اماكن وطرق الطاعة وحدّد المواقع التي سينصب فيها شباك صيده وحباله ليعزز فيها عديد أتباعه وجمهوره : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) الأعراف ١٦ . والصراط المستقيم هو الإسلام ، والقرآن الكريم هو ثقله الأكبر وهو الهادي لهذا الصراط والنور الذي يضيئه ..

من هذا نفهم أن ترك قراءة القرآن وما يتبعها من تدبر وعمل يعتبر من أكبر فخاخ الشيطان ، وقع فيه المسلمون وأبعدهم عن دينهم أيّما بعد ، ولهذا سيشتكي الرسول شكايته يومئذ ويقدّم في ملف الشكوى أهم أسباب التراجع والخذلان : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) الفرقان ٣٠

يتبع ..

الموضوع السابق عوائلنا وحثالات المجتمع

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat