صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

لماذا لم تحدد التربية مواعيد امتحانات البكالوريا لهذا العام ؟!
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

( البكالوريا ) تطلق على الامتحانات النهائية للصفوف المنتهية ( السادس الابتدائي ، الثالث المتوسط ، السادس الإعدادي ) وتعد من الأحداث المهمة للطلاب وعوائلهم ، لأنها تنقلهم من مرحلة لأخرى وفيها درجة من الشفافية والموضوعية في الحكم على أداء الطالب وتحديد مستواه إلى حد ما ، ونتائج امتحانات السادس الإعدادي يعتبرونها الأساس الذي سيتم التعويل عليه في رسم وتحديد مستقبل الطالب كون جامعاتنا لا تزال تعتمد على المعدل والمجموع كأسبقية في قبول الطلبة ضمن التخصصات ، وهو أسلوب غير متكامل ولكن الظروف شاءت إبقائه في بلدنا لوقتنا الحالي ، ولان اغلبنا أنهينا تلك الدراسات فان مواعيدها تكاد معروفة للجميع  فالموعد المعتاد لها يتزامن بعد انتهاء الدراسات وقبل حلول فصل الحر وبالتحديد فإنها تجري خلال شهر حزيران للدراسة المتوسطة والإعدادية ، وهو موعد شبه ثابت على مر العقود ولكنه خضع لبعض الاستثناءات بسبب الحروب والاحتلال وجائحة كورونا وغيرها من الظروف التي أربكت المواعيد ، ولان العام الدراسي الحالي ( 2022 / 2023 )  عاما اعتياديا ولم يخضع لأية استثناءات حيث بدا مع التوقيتات التي وضعتها التربية والدراسة فيه حضورية بالكامل بعد زوال الأسباب ، فمن المفترض العودة للتوقيتات السابقة التي كانت تؤدى فيها الامتحانات خلال شهر حزيران لتحاشي موجات الحر في تموز وبعده ، ورغم إن التربية التزمت الصمت عن موضوع تحديد التاريخ الدقيق لجداول الامتحانات إلا إن إدارات المدارس كيفت أوضاعها مع المواعيد الامتحانية الاعتيادية فيما يتعلق بخططها الرامية لتغطية مناهج الدروس الخاضعة للامتحانات ، وقد فعل الأمر نفسه الطلبة وعوائلهم وبعضهم بدا بالتوقف عن الدوام للاستفادة من الوقت المتبقي لمراجعة الدروس والاستعداد الجيد للامتحانات سيما لمن يريد بلوغ أمانيه في اصطياد المعدل العالي الذي يضعه في الكلية التي يخضع خريجوها للتعيين المركزي وبالذات التخصصات الطبية ذات السمعة الطيبة في العراق ففيها الكشخة والنفخة وسهولة العمل والتعيين ، التي باتت  حكرا لأصحاب المعدلات العالية ( الكاملة ) في امتحانات البكالوريا .

وكل من يعنيهم موضوع مواعيد الامتحانات ( إدارات ، طلبة ، عوائل ) ظلوا يترقبون قرار التربية بتحديد الجداول وتوقيتاتها بالضبط باعتبارها من الواجبات البديهية لوزارة التربية ويتوجب إعلانها ببيان رسمي ، ولكنهم أصيبوا بنوع من خيبة الأمل هذه الأيام حين قال المتحدث باسم وزارة التربية في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع) ، ( إنه بمجرد اكتمال المتطلبات والاشتراطات الخاصة بإقامة الامتحانات سيتم تحديد موعد امتحانات الصفوف المنتهية  ، وأوضح أنه بمجرد الاتفاق على مواعيد الامتحانات سيتم إعلانها بشكل فوري ومباشر حرصاً على أهمية معرفة الطلبة للاستعداد لها بوقت مبكر ، منوها بأن تحديد مواعيد امتحانات الصفوف المنتهية تسبقها إجراءات منها تهيئة القاعات كون أن الأسئلة وزارية وفي وقت واحد، ولفت إلى أن اجتماعاً عقد في الوزارة قبل نصف العام الحالي  وضعت من خلاله الخطوط وبتنسيق عال أدى إلى نجاح الامتحانات  الأمر الذي تأمل الوزارة تحقيقه بالفترة المقبلة وتكرار نجاح تجربة الامتحانات النصفية ) ، ومصدرة خيبة الأمل إن الموعد الذي ينتظره الجميع لم يعلن رغم إننا دخلنا النصف الثاني من شهر آذار والذي غالبا ما يخصص الوقت المتبقي منه ولغاية إجراء الامتحانات للمراجعة والتقوية وسد الثغرات والخصوصي والسعي الجاد لملمة المتطلبات وتفرغ الطلبة الكامل او شبه الكامل للامتحانات ، وعدم وضع الموعد المحدد يغيض بعض العوائل لأنهم يعتقدون بان أبنائهم يريدون حجة في إفلات التحكم بوقتهم للمراجعة عندما يكون توقيت الامتحان غير معروف  والوزارة ومديرياتها وملاكاتها تدرك هذه الحقائق كونها وزارة ( تربية ) قبل كل شيء ولها خبرات فائقة بكل التفاصيل ، والبعض ممن اطلع على تصريح التربية اخذ يبدي الاستغراب حول أسباب عدم تحديد المواعيد رغم إن كل الأمور مهيأة لإنهاء امتحانات العام الدراسي الحالي بشكل اعتيادي ودون استثناءا ، كما يقولون لماذا يستعص حل هذا الموضوع وهو يتعلق بالتربية وليس فيه توافق او اختلاف او صراع ، مستشهدين بقدرة الحكومة على إخراج موازنة لثلاث سنوات ( دمج ) ويقولون من ينتج هذا العدد من الموازنات فهل استعصت عليه تحديد مواعيد الامتحانات ؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/17



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لم تحدد التربية مواعيد امتحانات البكالوريا لهذا العام ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net