صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

الخروج من عنق الزجاجة
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تسود الكتل السياسية حالة من الغليان والتوتر الشديد والتناقض الصارخ في مواقفها السياسية وفي طريقة تفكيرها في اسلوب ادارة الحكم وتفسير بنود الدستور .. الكل يحاول ان يخرج من عنق الزجاجة . لكن افعالهم وطروحاتهم ومواقفهم

السياسية تصب في تعميق الازمة بل وتسعيرها الى اقصى مدى من الاحتقان  والاختلاف وهذا يدل على عمق تضارب وجهات النظر او الاختلاف الكلي في الرؤية السياسية . والشيء الخطير هو تفسير المساعي التي تبذل في حلحلة الازمة
السياسية في ايجاد بصيص امل  , او ايجاد جامع مشترك بين الفرقاء لتذليل الصعاب والموانع , تفسر او يفهم منها حسب مفهومهم السياسي , بانها فخ سياسي هدفه الايقاع والتشهير بالعجز السياسي او بالحسد السياسي لهذا الطرف او ذا ك
او تفسر تلك المحاولات الجادة التي تنشد الاستقرار وتنقية الاجواء السياسية بان وراءها اغراض خبيثة , وعليه التصدي لها بكل الامكانيات .. ان عامل انعدام الثقة بين الاطراف السياسية هو الجامع المشترك ,وهو سيد الموقف الذي يعرقل
كل المحاولات المخلصة والصادقة .. ان المرض السياسي الذي ينخر في جسد الكتل السياسية بغياب الثقة وغياب الرؤية المشتركة في حل الازمة او تغيير المناخ السياسي العاصف .. يتمثل بزرع بوادر الثقة وتهيئة الاجواء الايجابية للحوار
المنشود والابتعاد عن الخطاب السياسي المتشنج .. وان يدرك كل طرف سياسي استحالة ان يدار العراق من قبل مكون سياسي واحد او حزب واحد . حيث حقبة الزعيم الواحد او القائد الاوحد او الحزب القائد طمره الشعب في مزبلة النفايات
 لانه كبد العراق الاهوال والفواجع , وعانى الشعب منه الكوارث المدمرة التي اهلكت الجميع .. لذا ينبغي ان تكون هذه الحقيقة درس للجميع دون استثناء في تعاملهم مع الواقع السياسي العراقي وان لم تفلت منهم مهما بلغوا من جبروت وقوة
وان يعلم كل طرف سياسي . ان ادارة شؤون البلاد هي مهمة مناطة للجميع دون استثناء وعليهم مسؤولية عظمى في انقاذ العملية السياسية من التدهور والفشل , وهذا يتطلب منهم الجلوس على طاولة الحوار الصريح ونبذ لغة العنف والاتهامات
وتبني قواعد العمل الديموقراطي والسعي الجاد الى ايجاد وسيلة ومخرج لحلحلة الازمة السياسية , وفي هذا الاطار تكون مبادرة السيد جلال الطالباني بوصفه حامي الدستور ذات الثمانية بنود تصب في جوهرها في الاتجاه الصحيح لحلحلة الازمة
والخروج من عنق الزجاجة , واعادة ترميم بناء الثقة من جديد من اجل الصالح العام وتمثل مفتاح الحل والتوجه السليم في انقاذ التجربة الديموقراطية , وهذا يتم عبر الحوار الصريح وبالانفتاح السياسي والتواصل السليم بين الكتل السياسية
في تبني المعايير الديموقراطية وتطبيق بنود الدستور وايجاد لغة مشتركة تتمثل بالاعتدال والتواضع حتى الشعب يثق في توجهاتهم السياسية , وهذا يتطلب الاسراع في عقد المؤتمر الوطني بين كل المكونات السياسية , لانهاء الاحتقان السياسي
والعبور الى شاطيء السلامة .. لان استمرار الازمة يعني استمرار الفساد المالي الذي يشل الاقتصاد الوطني ويعطل مرافق ومؤسسات الدولة ويعرقل تقديم الخدمات الضرورية للمواطن , وكذلك وضع حد للتجاوزات الكبيرة في السلك
الدبلوماسي الذي صار عبارة عن عصابات المافيا وعقد مقاولات تجارية بحة لكسب اكبر قدر من الاموال وتجاهل بالكامل لمشاكل العراقيين في بلدان الغربة .. ان اعداء العراق يتربصون لاقتناص الفرص الثمينة لتخريب العملية الديموقراطية
وان ايتام البعث لازالوا يملكون كل الامكانيات لتخريب العراق في بث روح الفرقة والفتنة والاحتراب السياسي ليسهل لهم الطريق للعودة مجددا .. ان الخلل الحاصل في الشأن السياسي ممكن تفاديه اذا توفرت الارادة الصادقة في احترام
تطلعات الشعب في الحرية والديموقراطية 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/30



كتابة تعليق لموضوع : الخروج من عنق الزجاجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net