صفحة الكاتب : الشيخ احمد صالح ال حيدر

أكذوبة خذلان الشيعة للامام الكاظم"عليه السلام" 
الشيخ احمد صالح ال حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بين فينة وأخرى تخرج هنا وهناك بعض الاصوات النشاز التي غرقت في  يمُّ الشبهات وأصبحت حطيما للاشتباهات  حيث اتخذ منها مادة اعلامية نشطة يحرك بها فئة مغلوبة على امرها فقيرة الاطلاع على ثوابت دينها فزل بدعواه سقيمها وأركس فيها ، واما هذه الفرية فهي جهل محض لاأساس له إذ إن  الشيعة في زمان إمامنا الكاظم "عليه السلام" كانوا قلة قليلة لاحول لها ولاقوة حيث روى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني رض  عن حمران بن أعين مخاطبًا الإمام الباقر عليه السلام: «جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّنَا؟! لَوِ اجْتَمَعْنَا عَلى شَاةٍ مَا أَفْنَيْنَاهَا» ، أي لم نقدر على أكل جميعها، وهذه كناية عن قلّة عدد الشيعة في ذلك الزمان.الكافي ج٢ ص٢٤٤

وبالاضافة الى ذلك كانوا مجهولين بسبب ملاحقة السلطة العباسية الجائرة لهم فقد كان تكليفهم آنذاك التقية فمع قلة عددهم وضعف وسيلتهم وأرهاب السلطة لهم إين الصواب في صناعة تحرك يقضي عليهم !! فقد روى الكشي رض أنّ والي المدينة دعا المعلّى بن خنيس [أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام] وسأله عن شيعة الإمام أبي عبد الله عليه السلام وأن يكتبهم له، فقال المعلّى: «ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أحدًا وإنّما أنا رجل أختلف في حوائجه وما أعرف له صاحبًا»، فقال: أتكتمني؟ أما إنّك إن كتمتني قتلتُك، فقال له المعلّى: «بالقتل تهدّدني! والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، وإن أنت قتلتني لتُسعدني وأُشقيك..» [أختيار معرفة الرجال ج ٢ ص٦٧٩ طبع مؤسسة آل البيت]
وهذا الخبر يدل دلالة واضحة على أن السلطات كانت تطلب رؤوسهم وتسعى للقضاء عليهم فإن المعلى بن خنيس كان أمينا في عدم اعطاء معلومات للظلمة عنهم وهذا كان ميثاقا وعهدا وقع عليه لساداته "عليهم السلام" وجهالة إمر الشيعة كان بأمر وتكليف منهم "عليهم السلام"  لان بهم[الشيعة المخلصون] تُحفظ الأمانة والدين وهم الذين يُبلّغوه للآفاق وحتى لاينقطع سبيل الحق ويكونوا شهداء على ظلم دولة الباطل .

وفي زمن الامام الكاظم "عليه السلام" تحديدا كان تكليف الشيعة هو التقية حيث يقول رئيس المحدثين الشيخ محمد بن علي بن بابويه الصدوق رض في عيون الاخبار مانصه «لم يكن موسى بن جعفر عليه السلام ممّن يجمع المال، ولكنّه حصل في وقت الرشيد، وكثر أعداؤه، ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلّا على القليل ممّن يثق بهم في كتمان السر، فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك.
وأراد أن لا يحقق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد، ويقول: إنّه تُحمل إليه الأموال، ويُعتقد له الإمامة، ويُحمل على الخروج عليه، ولولا ذلك لفرّق ما اجتمع من هذه الأموال، على أنّها لم تكن أموال الفقراء، وإنّما كانت أمواله يصل بها مواليه؛ ليكون له إكرامًا منهم له، وبرًّا منهم به عليه السلام» 

 نقف هنا ونتأمل بهذه الظروف الموضوعية  أن الامام "عليه السلام" كان لايثق الا بمن يكتم سره وكان شديد الحرص ان لايعرف بانه تُجبى الأموال اليه حتى لايشك هارون العباسي بانه ينوي الخروج عليه!! ففي هكذا ظروف عصيبة كيف يمكن أن تتحرك الشيعة ؟! فالشيعة بهذا التصرف لم يخالفوا التكليف ثم إن الامام الرضا "عليه السلام" والأئمة بعده "صلوات الله عليهم " لم يذموا الشيعة على عدم أقتدارهم على أنقاذ الامام "عليه السلام" من سجنه !!!
أما زيارة الامام الحسين "عليه السلام" لم تكن بتلك العصور كما هي الآن حتى يذم  الشيعة على زيارتهم وتركهم الامام "عليه السلام" في سجنه ..

مما تقدم ظهر لنا إن الأئمة "عليهم السلام"
لم يكونوا يوما يحثون على حماس أجوف فالتقية التي يُنتقص منها هي دينهم "عليهم السلام"

ولكن للأسف أصبح في هذا الزمان تزييف الحقائق تجارة رائجة وخصوصا اذا كانت لاهداف دنيوية ولصالح توجهات معينة لكن الأعتقاد أغلى من أن يدخل في هكذا مستنقعات موبوءة للجهل فيها رأي وأعتبار فلا نزعة زيدية عمياء ولاتصوف بقداسة مزيفة يستطيعان أن ُيغيرا سلوك و عقيدة الشيعة "أعز الله دعوتهم " هذا ونسال الله حُسن العاقبة والثبات بمحمد وآله الميامين الهداة عليهم أفضل الصلاة والسلام...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ احمد صالح ال حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/15



كتابة تعليق لموضوع : أكذوبة خذلان الشيعة للامام الكاظم"عليه السلام" 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net