صفحة الكاتب : الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

الكاظم.. إمامٌ يتَّقي السُّلطان!
الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم

وَقَفَ عمرُ بنُ سعدٍ يوماً يُفَكِّرُ بين أمرين خطيرين في نظره.. ولعلَّهُ عاشَ عَصفاً فكريَّاً رهيباً قبل أن يختارَ بينهما!

الأول: مَنشُورٌ في يده بملك الرَّيّ! لكنَّ نَفَاذَهُ موقوفٌ على الزَّحف إلى الحسين عليه السلام وصحبه حتى يقتلهم ويمثِّل بهم! ثمَّ يطأ الخيول صدر الحسين وظهره!

الثاني: كتابٌ يؤتاه يوم القيامة بيمينه! فيه الفوز بالجنة والنجاة من النّار.. لكنَّه موقوفٌ على الذَّب عن سيد الشهداء والتضحية بملك الريّ، فمن يشارك في قتل سيد شباب أهل الجنة يغضب عليه الجبّار ويدخله ناراً تستعر.

وكان أن رجَّح اللعين العاجلة على الآجلة.. كأكثر الناس.. وهو القائل:

أَ أَتْرُكُ مُلْكَ الرَّيِّ وَالرَّيُّ مُنْيَتِي * * * أَمْ أَرْجِعُ مَذْمُوماً بِقَتْلِ حُسَيْنٍ‏

فَفِي قَتْلِهِ النَّارُ الَّتِي لَيْسَ دُونَهَا * * * حِجَابٌ وَمُلْكُ الرَّيِّ قُرَّةُ عَيْنِي

هكذا كان السلاطين وأعوانهم على بيِّنَةٍ من أمرِهم، يعلمون أنَّ الأئمة أولياء الله تعالى، وأنَّهم أحقُّ النَّاس بالخلافة، لكنَّ (حبَّ الرئاسة) يُعمي ويُصِمّ، ويفتح أوسع أبواب المعاصي، وأسوأ أنواع الظلامات على أولياء الله.

أما الإمام.. فإنَّ علاقته مع السُّلطان يحكمها أمرُ الله وصلاح الدين، وهي علاقةٌ يراها كثيرٌ من النّاس ملتبسةً حينما يعجزون عن تفسيرها وفهمها.

فمَن لم يفقه أن الإمام إمامٌ قامَ أو قَعَد، ومن يعجز عن فهم السبب في تنوُّع أساليب الأئمة وتغيُّرها بحسب الظروف، فيعترض عليهم، لا يكون من أهل الفقاهة ولا من أهل التسليم..

إنَّ مَن ينظر إلى عليٍّ عليه السلام يرى أنَّه تارةً كان سيفاً بتّاراً.. ذابَّاً عن رسول الله.. فاتحاً منتصراً في كلِّ حروبه..

وتارةً أخرى جليس بيته سنين طويلة.. يُداري القوم.. ولا يلبس لباس الحرب إلا عندما أرادوا نبش قبر البتول الطاهرة.. أو يوم تسنَّم الخلافة الظاهرة فجَيَّشوا الجيوش ضدّه.

وهكذا الحسن عليه السلام.. يمتشقُ السيف تارةً في وجه معاوية.. ويغمده أخرى لمّا تخاذل جيشه وجرى ما جرى..

ثمَّ يأبى الحسين عليه السلام البيعة ليزيد.. ولو أدى ذلك لسفك دمه الطاهر..

وتأتي الأيام فيغمدُ الأئمةُ من بنيه سيوفَهم.. لكنَّهم رغم ذلك يَجبَهون السلطان بموقفٍ في غاية الصلابة تارةً.. وقمّة المداراة أخرى.

من ينظر إلى هذه المواقف وأمثالها، ويعتقد بعصمة الأئمة، يُدرك أنَّهم في ذلك مطيعون لربِّهم:

1. الذي يُمهلُ تارةً فيُملي للظالمين في ظلمهم، ويؤخر العقاب عنهم..

2. ويعاجلُ بالعقاب تارةً أخرى فيزلزل الأرض من تحتهم.. وينزل عذاباً سماوياً ما رأى الناس مثله يوماً.. وهذه سيرة الأنبياء السابقين ماثلة في الأذهان..

لم يجعل الله تعالى أنبياءه وأوصياءه: أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ، وَعِزَّةٍ لَا تُضَامُ، وَمُلْكٍ يُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَال‏.. لكنَّه جعلهم: أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِ نِيَّاتِهِم‏!

لذا ترى أحدهم خاضعاً لأمر الله بالقعود يوماً، فتحسبه من أهل الضعف والاستكانة.. وما تلبث أن ترى له موقفاً يكشف عن قوَّة وعزيمةٍ عظيمةٍ في سبيل الله تعالى..

من ثمَّ صارت تَقيَّة الأئمة ومداراتهم للسلاطين علامةً يُعرَفُ بها أهل الحقّ، فلا يلقون بأيديهم إلى الهلاك، وإن كانوا أصحاب المواقف الصعبة عندما يكون في ذلك صلاح الدين وبقاؤه.

ولقد أراد هارون يوماً أن يطرح أسئلة على إمامنا الكاظم عليه السلام، منها سؤالٌ عن السرِّ في تفضيل العترة الطاهرة على بني العباس.. فطلبَ الإمامُ الأمان لكي يُبيِّن، فقال له الرَّشيد: لَكَ الْأَمَانُ إِنْ صَدَقْتَنِي وَتَرَكْتَ التَّقِيَّةَ الَّتِي تُعْرَفُونَ بِهَا مَعْشَرَ بَنِي فَاطِمَة! (عيون أخبار الرضا عليه السلام ج‏1 ص82).

لقد كان الإمامُ يُجيب السُّلطان إلى مجلسه من باب التقيَّة ليس إلا، فقد دُعي عليه السلام يوماً آخر إلى مجلس الرشيد فقال:

مَا لِلرَّشِيدِ وَمَا لِي؟! أَ مَا تَشْغَلُهُ نَقِمَتُهُ (نعمته) عَنِّي؟.. لَوْ لَا أَنِّي سَمِعْتُ فِي خَبَرٍ عَنْ جَدِّي رَسُولِ الله (ص) أَنَّ طَاعَةَ السُّلْطَانِ لِلتَّقِيَّةِ وَاجِبَةٌ إِذاً مَا جِئْت‏! (عيون أخبار الرضا عليه السلام ج‏1 ص77).

لذا كان الإمام يجيب السلطان صاحب السطوة القاهرة في ظاهر الأمر تارةً، ويخالفه تارةً أخرى، ويدفع كيده بالدعاء مرَّةً.. وبالمدد الغيبي أو بولايته على عالم الوجود أخرى..

فهو يستعين بهذا المدد يوماً ليمنع تأثير السُّمِّ الذي يدسُّه إليه السُّلطان.. ويترك الأمور تجري بأسبابها يوماً آخر بأمر السماء.. فيأكل مما ألزموه بأكله ويخاطب ربه قائلاً:

يَا رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَوْ أَكَلْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ كُنْتُ قَدْ أَعَنْتُ عَلَى نَفْسِي (الأمالي للصدوق ص148).

هكذا يهتمُّ الإمام بأمر الله.. ويهتمُّ السلطان بالرئاسة..

وهي التي دعت كثيراً من خلفاء الجور إلى الظُّلم والقهر.. ومنهم الرشيد الذي أقرَّ لابنه المأمون بأنّ: مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ إِمَامُ حَقٍّ! وأنّه: أَحَقُّ بِمَقَامِ رَسُولِ الله (ص) مِنِّي وَمِنَ الخَلْقِ جَمِيعاً!

لكنَّه رغم ذلك.. يُحذِّر ابنه مِن منازعته على السلطان، فيقول:

والله لَوْ نَازَعْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ لَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ! فَإِنَّ المُلْكَ عَقِيمٌ (عيون أخبار الرضا ج1 ص91).

لذا يكتُمُ الإمامُ دعوته.. ويأمر شيعته بالتقيَّة لحفظ نفوسهم.. ولقد كان للرشيد: بِالمَدِينَةِ جَوَاسِيسُ يَنْظُرُونَ إِلَى مَنِ اتَّفَقَتْ شِيعَةُ جَعْفَرٍ (ع) عَلَيْهِ فَيَضْرِبُونَ عُنُقَهُ!

وكان الشيعةُ يطلبون الحقَّ سرّاً لا جهراً، ويلقون إمامهم خفيةً عن العيون، وقد قال هشام بن سالم للكاظم عليه السلام:

جُعِلْتُ فِدَاكَ، شِيعَتُكَ وَشِيعَةُ أَبِيكَ ضُلَّالٌ (أي عنك)، فَأُلْقِي إِلَيْهِمْ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْكَ؟ وَقَدْ أَخَذْتَ عَلَيَّ الْكِتْمَانَ.

قَالَ: مَنْ آنَسْتَ مِنْهُ رُشْداً فَأَلْقِ إِلَيْهِ وَخُذْ عَلَيْهِ الْكِتْمَانَ، فَإِنْ أَذَاعُوا فَهُوَ الذَّبْحُ (الكافي ج‏1 ص352).

لَم يكن الشيعة في زمن الكاظم عليه السلام مكلَّفين بِسَلِّ السَّيف، وإمامهم قد أغمده..

كما لم نُكلَّفِ اليوم بذلك، وسيفُ إمامنا الغائب في غِمده..

إنَّه امتحانٌ في أيامنا كما كان في أيامهم، وغَربَلَةٌ يتعرَّضُ لها الشيعة كلَّ حين، فمَن لم يفقه أحكام التقيَّة جيداً، ولم يلتزم بها حقاً، لم يكن خالصاً مُصَفَّى.. ولم يؤمن عليه من الضلال.

ولقد اهتمَّ الكاظم عليه السلام بأمر شيعته اهتماماً شديداً، ففتح لهم نوافذ منها نافذتان في غاية الأهميَّة، إحداهما تخفِّفُ عنهم بلاء الدُّنيا، والآخرة تحفظ لهم الآخرة:

النافذة الأولى: العمل مع السلطان

إنَّ العمل مع السلطان ومعونته من الكبائر المُهلِكة، وقد قال الكاظم عليه السلام: إِنَّ أَهْوَنَ مَا يَصْنَعُ الله بِمَنْ تَوَلَّى لَهُمْ عَمَلًا أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِ سُرَادِقٌ مِنْ نَارٍ إِلَى أَنْ يَفْرُغَ الله مِنْ حِسَابِ الخَلَائِقِ!

وقال عليه السلام:

لَأَنْ أَسْقُطَ مِنْ حَالِقٍ فَأَتَقَطَّعَ قِطْعَةً قِطْعَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَوَلَّى لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عَمَلًا، أَوْ أَطَأَ بِسَاطَ أَحَدِهِمْ!

الأمرُ في غاية الخطورة.. فمَن تولى للسلاطين أعمالهم كان شريكاً لهم في ظلمهم، وكان ذلك وبالاً عليه..

لكنَّ الأمر ليس على إطلاقه.. فإنَّ هذا العمل الخطير يصيرُ سائغاً إذا قُصِد به معونةُ المؤمنين والذبُّ عنهم والإحسان إليهم، فتكون واحدةٌ بواحدة!

لذا لا يسوغ تولي أعمال السلطان: إِلَّا لِتَفْرِيجِ كُرْبَةٍ عَنْ مُؤْمِنٍ أَوْ فَكِّ أَسْرِهِ أَوْ قَضَاءِ دَيْنِهِ (الكافي ج‏5 ص110).

هكذا صار زياد بن أبي سلمة ممن يتولى أعمال السلاطين.. وعليُّ بن يقطين.. وسواهما.. وهم من مصاديق المؤمن الذين يدفع الله عزَّ وجل به كيد الجبابرة عن المؤمنين..

وهذا ابن يقطين ضاقَ قلبه من وزارته لهارون.. فإنَّ الأمر على المؤمن شديد.. حيث يرى في ركب السلطان الظالم قهرَه وبطشَه كلَّ يوم، ولا يقدرُ على أن يُغَيِّر إلا الشيء اليسير..

لكنَّ هذا اليسير كبيرٌ عند الله تعالى.. لذا لم يأذن الإمام الكاظم لعليٍّ أن يترك وزارة هارون ولو هَرَباً عندما استأذنه.. فقال له تارة: لَا آذَنُ لَكَ بِالخُرُوجِ مِنْ عَمَلِهِمْ، وَاتَّقِ الله (قرب الإسناد ص306).

وقال له أخرى: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لَنَا بِكَ أُنْساً، وَلِإِخْوَانِكَ بِكَ عِزّاً، وَعَسَى أَنْ يَجْبُرَ الله بِكَ كَسْراً، وَيَكْسِرَ بِكَ نَائِرَةَ المُخَالِفِينَ عَنْ أَوْلِيَائِهِ (بحار الأنوار ج48 ص136).

كلماتٌ عظيمة من الإمام عليه السلام، فإنَّ في الذبِّ عن المؤمنين ومعونتهم وجبر كسرهم أُنسٌ للإمام وعزٌّ للمؤمن..

وإنَّ في كسر نائرة المخالفين عن المؤمنين شرفُ الدُّنيا والآخرة.

فكَم هو خطيرٌ تسنُّمُ المناصب والمراكز.. سيَّما من كان من الشيعة شريكاً في عمل السلطان اليوم!

يأنس الإمامُ به لو قضى حوائج المؤمنين وأكرمهم كلَّما لقيهم.. والإمام يقرنُ في كلامه بين (قضاء الحوائج والإكرام)، فلا يصحُّ بحالٍ إذلالُ المؤمن مع قضاء حاجته.. فكيف بردِّه ذليلاً دون قضائها!

إنَّ قضاء حوائج الأخوان واجبٌ على المتصدي للشأن العام.. وليس فضلاً يتفضل به عليهم، إذ قضاء حوائجهم هو المسوِّغُ للدخول في هذا العمل، فما لم يؤده كان عمله وبالاً..

وقد قال الصادق عليه السلام عمَّن وَليَ ولايةً ولم يكن عنده خيرٌ لأصحابه: أُفٍّ! يَدْخُلُونَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي لهُمْ، وَلَا يَصْنَعُونَ إِلَى إِخْوَانِهِمْ خَيْراً! (الكافي ج‏5 ص110).

فليس لمَن تولّى اليوم شيئاً أن يحجب خيرَه عن أخوانه، لأنَّ جَبرَ كسرهم وقضاء حاجاتهم هو أوجب واجباته حيثُ يقدر.. وإلا عَرَّضَ نفسه لسخط الله.

النافذة الثانية: الهداية من الضلال

لقد كان الإمام عليه السلام يستثمرُ الفُرَصَ المناسبة لدفع الشبهات عن المؤمنين، وتثبيت عقائدهم، فهو أعلم من على وجه الأرض، وهو الذي يعرف كيف يوازن بين حفظ أديانهم وحفظ أرواحهم..

يظهر بعض ذلك من رسالةٍ أرسلها له عليُّ بن سويدٍ والإمام في السجن، يسأله فيها عن حاله وعن مسائل كثيرة.. لكنَّ الجواب احتبسَ أشهُراً ثمَّ جاء..

للإمام أن يُجيب، وله أن لا يجيب.. وإن أجاب فله أن يختار الوقت متى ما رأى في ذلك صلاحاً..

جاء في جواب الإمام عليه السلام: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ أُمُورٍ كُنْتُ مِنْهَا فِي تَقِيَّةٍ، وَمِنْ كِتْمَانِهَا فِي سَعَةٍ، فَلَمَّا انْقَضَى سُلْطَانُ الجَبَابِرَةِ، وَجَاءَ سُلْطَانُ ذِي السُّلْطَانِ الْعَظِيمِ بِفِرَاقِ الدُّنْيَا المَذْمُومَةِ.. رَأَيْتُ أَنْ أُفَسِّرَ لَكَ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ:

كلماتٌ عظيمةٌ من إمامٍ عظيم.. لقد كان بيانُ الإمام وقت السؤال مخالفاً للتقيَّة وهو اليوم ليس كذلك.. وقد اقتربت ساعة الإنتقال إلى الرفيق الأعلى، فأظهر الإمام ما لزمَ إظهاره.. لكن لأيّ سبب؟

مَخَافَةَ أَنْ يَدْخُلَ الحَيْرَةُ عَلَى ضُعَفَاءِ شِيعَتِنَا مِنْ قِبَلِ جَهَالَتِهِمْ!

الحيرةُ أيُّها الأحبة والشكُّ مصيبةٌ عظيمةٌ على الأديان.. والإمام عليه السلام يجهدُ في دفعها عن المؤمنين مِن سجنه.. وإنّا لنعجبُ ممن يبذر بذور الشكِّ بين المؤمنين اليوم وفي كلِّ يومٍ وهو يحسب أنه يحسن صنعاً!

أهكذا يكون إيفاءُ حقِّ الإمام؟!

لقد نعى الإمامُ عليه السلام نفسه بعد هذه الكلمات، ثمَّ أوصى بالأوصياء من آل محمدٍ، ثمَّ ذكر مسائل كثيرة، لكنَّ أوَّلها كان جملةً عظيمةً ترسمُ مسار المؤمن في أمور دينه، فبعد الأخذ عن آل محمد يقفُ المؤمن أمام عبارة الكاظم عليه السلام:

وَلَا تَلْتَمِسْ دِينَ مَنْ‏ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِكَ! وَلَا تُحِبَّنَّ دِينَهُمْ! فَإِنَّهُمُ الخَائِنُونَ الَّذِينَ خَانُوا الله وَرَسُولَهُ.. وَدُلُّوا عَلَى وُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْهُمْ فَانْصَرَفُوا عَنْهُمْ (الكافي ج‏8 ص125).

الله تعالى لا يقبلُ أيُّها الأحبة إلا دِيناً خالصاً.. دِيناً صافياً من الأدران.. وليس دِينُ الخائن إلا قذارة وخيانة وكدورة.. فالحذر الحذر على أدياننا من الخائنين..

وليس الرشيد عنهم ببعيد.. وهو الذي جاء يوماً إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وخاطبه قائلاً:

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ عَزَمْتُ عَلَيْهِ!

فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ فَأَحْبِسَهُ، لِأَنِّي قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ بَيْنَ أُمَّتِكَ حَرْباً تُسْفَكُ فِيهَا دِمَاؤُهُمْ (عيون أخبار الرضا عليه السلام ج‏1 ص73).

هكذا هي خيانةُ الله ورسوله.. يُسجَنُ الإمام ثمَّ يُسفَكُ دَمُه ظلماً وعدواناً.. والمبرِّر: الحفاظ على دماء الأمّة!

إنَّ أمَّةً رَضيَت بقتل إمامها شريكةٌ في قتله..

إنَّ فئةً قليلةً أحبَّت الإمام بقلبها وأطاعته في قعودها وتقيَّتها.. هي الفئة التي تُطِيع المنتظر عليه السلام في قيامها..

هي فئةٌ يرضى الله تعالى عنها.. ويحشرها مع من تتولى..

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهلها.. ويثبِّت أقدامنا.

والحمد لله رب العالمين

الأربعاء 24 رجب 1444 هـ، الموافق 15 – 2 – 2023.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/15



كتابة تعليق لموضوع : الكاظم.. إمامٌ يتَّقي السُّلطان!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net