صفحة الكاتب : زهير الفتلاوي

عدد المصابين في الايدز في العالم بلغ قرابة (40) مليون شخص
زهير الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

صالون رواق المعرفة في امسيته الحوارية التي حملت عنوان (الايدز يمثل التحدي الأكبر للتنمية البشرية في الألفية الثالثة)
زهير الفتلاوي
القى الطبيب والباحث الموسوعي رافد الخزاعي محاضرة علمية حملت عنوان ( الإيدز التحدي الأكبر للبشرية في الألفية الثالثة ). قدم للجلسة الدكتور حيدر الدهوي.
وذكر الخزاعي: ان ما يقارب (45) مليون مصاب بمرض الايدز في العالم ويتوفى (4) ملايين كل سنة. والمشكلة الكبرى عند اطباء الاسنان في نقل المرض اضافة الى نقله عن طريق الأم في الولادة والرضاعة. وهناك (270) طفل حاملين للمرض في العالم.
وتطرق الدكتور في بداية محاضرته عن مفهوم التنمية البشرية قائلا: في الماضي كان مفهوم التنمية يعني ”التنمية الإقتصادية“، أي ما يقاس بمستوى الغنى في البلاد، ولكن المجتمع المتطور اقتصادياً ليس بالضرورة متطور بشرياً وإنسانياً، الهدف الأساسي في التنمية البشرية هو الإنسان. الهدف هو تنمية الإنسان من كل النواحي: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية. التنمية البشرية في مجتمع ما تعني أن يكون أفراده يتمتعون بـ: العيش الكريم والعمر الطويل والمعرفة.
وبين: ان الأهداف الثمانية التي يجب تحقيقها هي: القضاء على الفقر والجوع، تحقيق التعليم الإبتدائي للجميع، تحقيق المساواة بين الجنسين ودعم المرأة، خفض عدد وفيات الأطفال، تحسين صحة الأمهات الحوامل، مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والملاريا وأمراض أخرى، ضمان بيئة جيدة ودائمة، تطوير شراكة عالمية من أجل التنمية.
وعن مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والملاريا وأمراض أخرى قال: انه يجب وقف انتشار فيروس ومرض الايدز بحلول 2015م والبدء في تخفيض معدلاته، ووقف حدوث الملاريا والأمراض الرئيسية بحلول 2015م. وان التسمية باللغة العربية تعني متلازمة العوز المناعي المكتسب يسببها فيروس نقص المناعة البشري. 
موضحا: ان اكثر المناطق التي تشهد اصابات بمرض الايدز مناطق جنوب شرق اوربا وجنوب غرب اسيا وافريقيا الصحراوية.
وعرف السيدا: بان كلمة AIDS بالإنجليزية يقابلها كلمةSIDA  بالفرنسية. التي تعني فقدان جسم الإنسان القدرة على مقاومة الأمراض بحيث يصبح جسم الإنسان عرضة للإصابة بعديد من الجراثيم و الفطريات و الأورام . وينتج تدمير جهاز المناعة المحدث لهذه الأمراض عن فيروس VIRUS يسمى بـ (VIH).
وتطرق الدكتور الى المناعة قائلا: انها من النعم التي أنعم بها المولى سبحانه وتعالى على الجسم البشري فهي الحصن المنيع ضد العديد من المخاطر التي تحيط به، وتعرف المناعة بأنها قدرة جسم الإنسان في التعرف على الميكروبات والأجسام الغريبة والقضاء عليها قبل أن تسبب له المرض. وانه يتكون من الغدة التوتية أو الصعترية حيث تنضج الخلايا الليمفاوية T، والنخاع العظمي: حيث توجد الخلايا الجذعية (Stem cells) والتي تنشأ منها جميع خلايا الدم، والطحال: والذي يستخلص الميكروبات من الدم ويستخدمها لتحفيز الخلايا اليمفاوية، والعقد الليمفاوية: وهي تستخلص الخلايا الميتة وكافة المستضدات لتقديمها للخلايا الليمفاوية، والأوعية الليمفاوية: وفيها يتجمع السائل الليمفاوي الذي تسرب إلى الأنسجة لإعادته إلى الدم.
كما ان المناعة على نوعين:  مناعة طبيعية ومكتسبة، فاما الطبيعية، فتقسم الى قسمين: خاملة، ونشطة، وكذلك تقسم المكتسبة الى خاملة ونشطة.
بعد ذلك فصل الحديث في هذه الامور قائلا: ان المناعة الطبيعية الخاملة ويطلق عليها المناعة السلبية أو الفورية أو المنفعلة وتحدث نتيجة لانتقال الأجسام المناعية من دم الأم عبر المشيمة لتصل إلى الجنين وتعتمد على ما يحتويه دم الأم من أجسام مناعية وتستمر لفترات بعد الولادة. اما المناعة الطبيعية النشطة فانها تتميز بأنها ضد الميكروبات وكافة الأجسام الغريبة التي تهاجم الجسم، وتحدث مبكرا، وتعتبر الخط الأول للدفاع. تشتمل على حواجز ميكانيكية وكيميائية مثل استجابة خلوية، وعناصر سائلة، وحواجز طبيعية أو ميكانيكية مثل: الجلد السليم، الأغشية المخاطية، الشعر، الإفرازات المخاطية. اما الحواجز الكيميائية مثل: العرق، إفرازات الغدد الدهنية، الدموع، اللعاب، العصارة المعدية، البول.
وبين الباحث: ان الاستجابة الخلوية تكون عامة وغير مخصصة وتشتمل على: الخلايا الملتهمة (Macrophages & Neutrophils )، والخلايا القاتلة الطبيعية (Natural killer cells)، والخلايا السارية (Mast cells)، والأجسام المتممة (Complement).
اما الخلايا الملتهمة (Macrophages): فهي نوع من كريات الدم البيضاء، تلتهم البكتريا والفيروسات والخلايا الميتة وحبيبات الغبار، وتوجد في الدم والسائل الليمفاوي، وتتعرف على موضع الإصابة من خلال المواد الكيماوية التي تنتج من الخلايا الميتة ومن ثم تتجه إليه. وبعد التهام المهاجم الغريب فإنها تضع جزء منه على غشائها الخلوي لتعطي إنذار لبقية الخلايا المناعية للاستعداد للقيام بالدور المنوط بكل منها.
والخلايا الملتهمة (Neutrophils) فهي نوع آخر من كريات الدم البيضاء الملتهمة أو الأكالة تتميز بقدرتها على إفراز سموم كيماوية تدمر كل ما هو موجود في المنطقة المحيطة بها بما في ذلك كريات الدم البيضاء نفسها.  
بينما الخلايا القاتلة الطبيعية (Natural killer cells) فانها لا تهاجم الميكروبات المهاجمة ولكنها تهاجم خلايا الجسم التي أصيبت بالفيروس، وتقوم أيضا بمهاجمة الخلايا السرطانية أو التي من المحتمل أن تكون سرطانية قبل حدوث الأورام. وتقوم بالالتصاق بالخلايا المصابة عن طريق جسر خاص ثم تقوم بإفراز مواد كيماوية تتسبب في تثقيب الغشاء الخلوي لتلك الخلايا مما يجعل الماء يندفع إلى داخلها ويؤدي إلى تورمها ثم موتها.
والخلايا السارية (Mast cells) التي تتواجد في الأنسجة مثل الجلد قريبا من الأوعية الدموية. وتنشط عند التصاق المستضدات المهاجمة للجسم بالأجسام المضادة الموجودة على سطحها والتي يطلق عليها IgE. وعندما تنشط الخلايا فإنها تفرز بعض المواد مثل الهستامين والتي تلعب دورا في عملية الالتهاب أو ما يطلق عليه الاستجابة الالتهابية. وتلعب دورا بارزا في تفاعلات الحساسية.
اما الأجسام المتممة (Complement) فهي لا تصنف على أنها خلايا ولكنها مجموعة من البروتينات. وهذه البروتينات تدور في الدم حيث تقوم بتجنيد الخلايا الملتهمة Phagocytes وتحفيزها لمواجهة المعتدي. وتقوم بإحداث ثقوب في سطح الخلايا المعتدية أو خلايا الجسم التي أصيبت. وتحفز الخلايا السارية Mast cells لإفراز الهستامين والمواد الأخرى. وتلعب دورا مهما في عملية الاستجابة الالتهابية في كلا من المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة.
وتطرق الى الاستجابة الالتهابية (الالتهاب) قائلا: هي استجابة خلوية وكيميائية عند حدوث جرح أو عدوى موضعية. وتعتبر إحدى آليات المناعة. وتعمل على تخليص الجسم من الميكروبات المهاجمة. وتساعد في التئام الجروح. وتتم على عدة خطوات: حيث يندفع الدم نحو موضع الاصابة مما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الانسجة المحيطة ويتسبب في تورمها واحمرارها ، وتتسرب كريات الدم البيضاء بما فيها الخلايا الملتهمة من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المصابة حيث تقوم بالتهام وتدمير الميكروبات المهاجمة، ثم تنشط الخلايا السارية Mast cells لتفرز الهستامين الذي يزيد تمدد الأوعية الدموية فيندفع مزيدا من الدم حاملا الكثير من الخلايا الملتهمة نحو موضع الإصابة فضلا على ارتفاع الحرارة وازدياد الاحمرار والتورم.  
وبين العناصر السائلة تعتبر من ابرز مواد المناعة الطبيعة النشطة كالانترفيرون التي هي مواد كيميائية تفرزها الخلايا التي أصيبت بالفيروسات لمهاجمة بقية الفيروسات. بالاضافة الى بروتينات المرحلة الحادة وهي نوعية من البروتينات تزداد في البلازما أثناء العدوى والالتهابات، ويمكن استخدامها في تشخيص الالتهابات الحادة.   
ومن اهم العوامل التي تؤثر في المناعة الطبيعية: اختلاف الأجناس: حيث ان بعض الأجناس لديهم مناعة فطرية ضد بعض الأمراض والبعض يتميزون باستعدادهم للإصابة ببعض الأمراض. والعامل الوراثي: ففي حالات نقص المناعة الوراثي لا يستجيب الجسم لبعض الطعوم لانخفاض المناعة الطبيعية لديهم. والعمر: حيث تقل المناعة الطبيعية في الأطفال والمسنين عنها في البالغين، والجنين حتى عمر 6 شهور تكون لديه مناعة ذاتية ثم يكتسبها بعد ذلك من أمه عبر المشيمة وتظل معه بعد الولادة ثم تختفي تدريجيا. والحالة المرضية: لان الإصابة ببعض الأمراض مثل  مرض السكري ونقص إفرازات الغدة الدرقية و ضعف إفرازات الغدة فوق الكلوية تؤثر في المناعة الطبيعية وتفقد خلايا الدم المسئولة عن مهاجمة الميكروبات قدرتها على القضاء عليها. والوضع الغذائي: فالغذاء الجيد المتوازن يحتوي على مقدار كبير من البروتينات اللازمة لتكوين الأجسام المناعية ونقص البروتينات والفيتامينات يسبب نقص في كريات الدم البيضاء وضعف الخلايا الأكالة المسئولة عن مقاومة الميكروبات ونقص الجسم المناعة. والتعرض لجرعات كبيرة من الإشعاع يؤثر تأثيرا ضارا على نخاع العظام الذي تتكون فيه غالبية الخلايا المناعية. واستخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون والأدوية المضادة للأورام وبعض المضادات الحيوية(مثل: الكلورامفنيكول والسلفا والاستربتوميسين) تؤثر على نخاع العظام وتقلل من إنتاج كريات الدم البيضاء والأجسام المناعية الأخرى.
اما المناعة المكتسبة الخاملة (الفورية) فهي تحدث عقب الحقن بأجسام مضادة محضرة والتي يتناقص تركيزها إلى النصف بعد مرور 3 أسابيع، ويتم تحضيرها إما من مصل الدم أثناء فترة النقاهة من المرض أو من بروتينات بلازما الدم المعروفة بارتفاع نسبة الأجسام المناعية بها والتي يطلق عليها جاما جلوبيولين. 
بينما المناعة المكتسبة النشطة فتتميز بخصوصيتها أي أن الاستجابة تختلف طبقا لنوع الميكروب. ويتم تسجيل كل ميكروب يهاجم الجسم في الذاكرة، وعند تعرضه مرة أخرى للجسم يكون التعامل معه أسرع وأقوى. وفي بعض الأحوال تكون المناعة المكتسبة مدى الحياة. وتضم نوعين من الخلايا الليمفاوية T & B.
اما الخلايا الليمفاوية T cells فهي تنشأ في النخاع العظمي وتذهب إلى الغدة التوتية لتنضج فيها حيث تستطيع التفرقة بين خلايا الجسم والأجسام الغريبة عن الجسم. ويوجد ملايين الأنواع المختلفة منها وذلك نظرا لاختلاف شكل المستقبلات الموجودة على سطحها. ولكل خلية مستقبل وحيد يوجد على سطحها للتعامل مع كل مستضد على حدة.
وتقسم طبقا لنوعية الوظيفة التي تقوم بها يمكن تقسيمها إلى 3 أنواع: خلايا مساعدة Helper T cells: تبدأ عملية المناعة، وخلايا سامة Cytotoxic T cells: تقضي على خلايا الجسم غير الطبيعية، وخلايا مثبطة Supperssor T cells: توقف نشاط بقية الخلايا لإنهاء عملية المناعة.
بينما الخلايا الليمفاوية B cells فهي تنشأ وتنضج في النخاع العظمي. وتنتج كل خلية جسم مضاد Antibody واحد وتحمله على سطحها. وعندما تصادف الخلية B cell المستضد المتطابق للجسم المضاد الموجود على سطحها فأنها تنشط وتتوالد سريعا لتنتج العديد من الخلايا المشابهة. وحينئذ يتحول بعض هذه الخلايا إلى خلايا بلازمية Plasma cells والتي تنتج جميعها نفس الاجسام المضادة، ويتحول البعض الآخر إلى خلايا ذاكرة تنشط عندما يعاود نفس المستضد مهاجمة الجسم. والاجسام المضادة التي تنتجها الخلايا البلازمية تفرز أيضا بصورة ذائبة  في الدم. 
والأجسام المضادة Antibodies(Ab) فهي متخصصة لتتفاعل مع مستضد واحد فقط. تتكون من نوعية من البروتينات تسمى امينوجلوبيولين Ig وتكون على شكل حرف Y. ويتكون كل جسم مضاد من منطقتين، منطقة ثابتة موحدة في جميع الأجسام المضادة ومنطقة مختلفة من جسم مضاد إلى آخر ولذلك يوجد ملايين الانواع من الأجسام المضادة.  
وحول أنواع الأجسام المضادة بين انها تتكون من أربع مجموعات: IgM التي تظهر مبكرا في الدم قبل الأنواع الأخرى وذلك عند الإصابة بالعدوى وتقوم بتنشيط الأجسام المتممة. وIgG وهي أكثر الأنواع شيوعا وتبقى في الدم دالا على التعرض للإصابات السابقة. وIgA التي توجد في اللعاب والسرسوب وحليب الأم والمني والإفرازات المخاطية. وIgE فتلتصق بالمستقبلات الموجودة على سطح الخلايا السارية Mast cells وتلعب دورا في الحساسية والإصابة بالطفيليات.
والمستضدات Antigens (Ag) فهي المستضد هو الجزيئ الذي يرتبط به الجسم المضاد. وغالبا ما يكون جسم غريب. ويمتلك كل مستضد عدة مواقع على سطحه يمكن للأجسام المضادة الارتباط بها. ولذلك فإن المستضد الواحد يمكن الارتباط به بعديد من الأجسام المضادة.  
وبشأن كيفية عمل الجسم المضاد بين: عندما يلتقي الجسم المضاد بالمستضد المناسب له في الجسم الغريب المهاجم فأنه يرتبط به ليعطي علامة إنذار مميزة لبقية الخلايا المناعية مثل الخلايا الملتهمة والخلايا الطبيعية القاتلة والأجسام المتممة لتأتي وتهاجم ذلك الجسم الغريب للقضاء عليه.
ثم اكد ان جهاز المناعة يلعب دورا كبيرا في حماية جسم الإنسان من الهجومات المستمرة والمتكررة عليه من مختلف الفيروسات والميكروبات والفطريات والبكتيريات. وهو يتواجد أساسا على مستوى مجموعة من الكريات البيضاء التي تسمى باللمفاويات LES LYMPHOCYTES، والتي تنقسم إلى قسمين كبيرين: اللمفاوياتB  واللمفاويات T، هذه الأخيرة التي تنقسم بدورها إلى نوعين: اللمفاويات T4واللمفاوياتT8 . 
وتعتبر اللمفاويات T4 أهم عنصر في جهاز المناعة، إذ هي بمثابة القائد الذي يصدر أوامره إلى باقي الخلايا المناعتية، وخاصة منها الخلاياB التي تسمى بالخلايا اللمفاوية المهاجمة، بالهجوم على كل جسم غريب تم رصده من طرفها –أي من طرف الخلايا T4 باعتبارها الخلايا التي تقوم برصد كل فيروس أو ميكروب يحاول التوغل في الجسم-.
وتطرق الى الصحة الجنسية ذاكرا: هي حالة الرفاهية البدنية و العاطفية والعقلية والاجتماعية فيما يتعلق بالجنس ، وليست مجرد انعدام المرض أو خلل وظيفي أو العجز. والصحة الجنسية يتطلب مقاربة ايجابية ومحترمة في الحياة الجنسية والعلاقات الجنسية ، فضلا عن إمكانية وجود تجارب جنسية آمنة، دون إكراه أو تمييز أو عنف. (تعريف منظمة الصحة العالمية العمل ، 2002)
ثم شرح معنى الايدز قائلا: المكتسبة A: شيء تكتسبه ولا يولد معك ( غير وراثي)، والمناعة I : جهاز مقاومة أو حماية ضد الامراض أو أي شيء غريب يدخل الجسم )، وعوزD  : نقص القوة الوقائية. ومتلازمة S :  مجموعة مختلفة من الاعراض والعلامات المرضية المرتبطة ببعضها البعض وليس مرض واحد.
اما كيف ظهر ومتى المرض، فاكد: انه لم تتوصل البحوث والاستقصاءات الى إجابة قاطعة على هذا السؤال، ولكن هناك مجموعة من الفرضيات بالنسبة لمصدر المرض، منها حالات اصابة بسرطان كابوزي في USA   سنة 1979  (وهو سرطان يكون مرتبطا عادة بفترة الشيخوخة لما يميزها من ضعف في القدرة الدفاعية للجسم), فتكونت فرق للبحث ومنها : معهد البحث العلمي الأمريكي ومعهد باستور الفرنسي برئاسة البروفيسور لوك مونتانيي.  وقد اكتشف الفيروس VIH سنة 1983.
واوضح ان الأمراض نوعان: الأمراض المتنقلة –المعدية- و الأمراض الغير المتنقلة .
وحول تاريخ ظهور المرض اكد ان اول ظهور للسيدا في الولايات المتحدة عند 30 شاب كلهم شواذ !!! . وفي1981 اكتشاف 17 حالة مماثلة في فرنسا من الشواذ!!! . وفي نهاية 1981 بدأ يطلق على المرض اسم SIDA ,AIDS أو داء فقدان المناعة المكتسب . وبعض الافتراضات ترجح ظهور السيدا في الخمسينيات من القرن الماضي في افريقيا، وانتشر الوباء بسرعة ليشمل باقي أنحاء العالم و كانت آخر محطاته أوروبا الشرقية  شمال افريقيا و الشرق الأوسط. وفي 1983 ثم اكتشاف لأول مرة الفيروس المسؤول عن السيدا بمعهد باستور بباريس أطلق عليه اسم فيروس LAV و في الأخير اسم HIV.
اما الاحصائيات الخاصة بالايدز(السيدا)، فتؤكد التقارير السنوية لمنظمة الصحة العالمية:2004: ان 45 مليون مصاب بالسيدا في العالم، و5 ملايين حالة إضافية كل سنة، وهناك 4 ملايين يموتون كل سنة، وثلاثة ارباع الحالات في العالم موجودة في إفريقيا : 30 مليون و 3ملايين حالة جديدة كل سنة، وفي دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط توجد500 ألف مصاب :الدول الأقل تضررا، بينما الوضع في العراق 632 مصل+ و 32 مصاب بالايدز تكاليف العلاج 12 الف دولار.
اما اهم الفئات المعرضة للمرض فهم: الشواذ جنسيا46,5% :، والعلاقات الجنسية المختلطة : 16,8%، وتعاطي المخدرات بالحقن: 23,6% ، و تحاقن الدم: 4,3% ، ومن الحامل إلى الرضيع :1,3 % ، وإيموفيليا :1,3% ، وغير معلوم: 8,2 %.
اما اهم اسباب فالعلاقات الجنسية الغير المنظمة والمخدرات، واسباب اخرى مثل : حوادث عرضية عند موظفي الصحة ، وحقن الدم ، وبعض الأدوات المنزلية.
وحول الوضع الوبائى بالسودان، فأول حالة إيدز تم تشخيصها عام 1986م، وعدد الحالات المبلغ عنها رسمياً حتى يونيو 2005(12156حالة)، ونسبة انتشار الفيروس 1.6- 2,6%. والأعداد المقدره لحاملى الفيروس 500.000 (2002)، ونسبة إصابة الذكور إلى الإناث 1:3، ونسبة الوفيات 23000 شخص حسب تقرير من اليونيسيف 2005، والايتام 60000طفل تقرير منظمة اليونيسيف  2005، ويمثل الاتصال الجنسى بين الرجال والنساء 97% من طرق الانتقال . واكثر المناطق تأثرا هى الولايات الجنوبية والولايات الشرقية والخرطوم.
 
وبشأن القيم والأهداف اوضح الدكتور رافد الخزاعي: ان المادة 19 من إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان تنص:  لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الأفكار دون أي تدخل واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.‘‘
وان من أهداف الألفية الأولى للتنمية (MDGs)، القضاء على الفقر المدقع والجوع، وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي.
اما ودور المجتمع والإعلام فانه يتطلب الاتجاه الشمولي لمحاربة فيروس نقص المناعة/ الإيدز من خلال:اتاحة الوصول إلى معلومات عن الوقاية والعلاج، وإتاحة الوصول إلى خدمات متعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية حيث يظل الاتصال الجنسي هو الوسيلة الأساسية لانتقال الفيروس، وإتاحة الوصول إلى طرق للوقاية مثل الواقي والإبر الطبية النظيف، وإتاحة الوصول إلى العلاج. ويمكن أن توفر المكتبات معلومات تنقذ الحياة على مستوى المجتمع.
وعن القيم الاخرى والاهداف بين ان هناك: تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء، وتخفيض معدل وفيات الطفل، وتحسين الصحةالنفسية، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، الملاريا وأمراض أخرى، وكفالة الاستدامة البيئية،و إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية.
وعن الاعراض الاخرى للمرض، ذكر انه يهاجم فيروس نقص المناعة الخلايا الدفاعية CD4 التي تحمى جهاز المناعة.  عندما يفقد هذا الجهاز العديد من خلايا CD4، يصبح الإنسان أقل قدرة على محاربة العدوى وأكثر استعداداً للإصابة بالعدوى الانتهازية  (OIs)، ويتم تشخيص إصابة الإنسان بمرض الإيدز إذا ما كان لديه أقل من 200 من خلايا CD4 و/أو لديه واحد من 21 عدوى انتهازية معرفة للايدز  (OIs).
 
وعن كيفية انتقال فيروس نقص المناعة/ الإيدز؟ اوضح انها تتم عن طريق: الاتصال الجنسي، من خلال ممارسو الجنس الطبيعيون والشواذ جنسياً، وكذلك عن طريق الدم ومنتجات الدم واستخدام العقاقير/ المخدرات عن طريق الحقن في الأوردة، ونقل الدم، وهيموفيليا (النزف الوراثي)، وعن طريق أشياء أخرى (السكاكين أو المدى)، او عن طريق الانتقال الرأسي أثناء الحمل او أثناء الولادة والرضاعة الطبيعية.
وحول الوقاية منه بين: انه لا يوجد مصل واقي لفيروس نقص المناعة / الإيدز. ونظراً لصعوبة شراء العلاج والحصول عليه بالنسبة للعديد من الناس في العالم، تُعتبر الوقاية في الوقت الحالي هي أفضل طريقة لمكافحة الوباء.
وحول طرق منع الانتقال الجنسي، اوضح ان هناك عدة طرق منها: الامتناع والوفاء واستخدام الواقي. 
ولاجل منع انتقال المرض من الأم إلى الطفل، يجب الوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة عند الآباء المستقبليين، وتجنب الحمل الغير مرغوب فيه عند النساء المصابات بفيروس نقص المناعة، ومنع انتقال فيروس نقص المناعة من الأمهات اللاتي تحملن هذا الفيروس إلى أطفالهن أثناء الحمل، المخاض، الولادة والرضاعة الطبيعية.
كما هناك ظروف تفضي إلى سلوك يتسم بالمخاطرة منها تعاطي الكحوليات والمخدرات والفقر.
اما العلاج فهناك عقاقير علاج الفيروس والمضادة لفيروس ريترو ARVs  تبطئ من عملية تضاعف فيروس نقص المناعة داخل جسم الإنسان.
واكد أهمية دور المؤسسات (المستشفيات – العيادات – مراكز الاستشارة والاختبار التطوعي)، مبينا ان اهم الظروف المساندة للعلاج: خطة الالتزام الطبي، والحياة بصورة إيجابية، وإتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الكحوليات والتبغ / أو بالتأكيد التقليل من نسب استهلاكهم، والتقليل من التوتر، وتجنب كل أنواع العدوى (كلما أمكن) لأنها تسئ إلى صحتك ومستقبلياً تضعف جهاز المناعة، وعدم استخدام أية عقاقير إلا التي يصفها الطبيب، وزيارة الطبيب بصورة منتظمة.
وقال الخزاعي : انه من أجل مقاومة الإحساس بالخزي والتمييز ومن أجل التأكيد على نشر فعال للمعلومات يجب على كل مكتبة أن تقوم بعمل إطار من السياسة المتعلقة بفيروس نقص المناعة / الإيدز. يجب أن تناقش هذه السياسة العوامل التالية: حقوق وموقف العاملين الذين يعانون من فيروس نقص المناعة / الإيدز في مكان العمل. والمستخدمون الحاملون لفيروس نقص المناعة / الذين يعانون من الإيدز. وطريقة عرض المواد المتعلقة بفيروس نقص المناعة / الإيدز-  توافقها مع الثقافة المعلوماتية للمستخدمين، وطريقة التعامل مع الحواجز التي تعوق توفير المعلومات والوصول إلى السكان الأكثر تضرراً. 
وهناك احصائية لمنظمة الصحة العالمية تبين ان عدد حاملي فيروس الإيدز على مستوى جميع قارات الأرض بـ 30 مليون، وان عدد الحالات المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم وحتى عام 1997 هو 30 مليون حالة. ظهرت الأعراض على أقل من ثلث المرضى ومات غالبيتهم، أشارت دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى إصابة 8500 شخص يوميا تقريبا، منهم 1000 من الأطفال. وتحدث أكثر من 95% من حالات العدوى الجديدة في البلدان النامية، ولاسيَّما في جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، وتحدث حوالي 50% منها في أفراد هم دون سن الخامسة والعشرين. 
وحول اعراض المرض بين: انه المريض يمر بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وبين ظهور الأعراض المؤكدة للمرض، وهي مدة غير معروفة على وجه الدقة، إذ يبدو أنها تترواح بين 6 شهور وعدة سنوات وتكون في المتوسط سنة عند الأطفال و 5 سنوات في البالغين، وبعد 3-4 أسابيع من دخول الفيروس للجسم يعاني 50-70% من المصابين من توعك وخمول وألم في الحلق واعتلال العقد الليمفاوية وآلام عضلية وتعب وصداع ويظهر طفح بقعي على الجذع، وتستمر هذه الأعراض لمدة اسبوعين أو 3 أسابيع ثم تختفي ويدخل المريض في طور الكمون، ويستمر طور الكمون من شهور إلى عدة سنوات يتكاثر خلالها الفيروس ويصيب أكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي، وفي المرحلة التالية تظهر أعراض على شكل تضخم منتشر ومستديم في العقد الليمفاوية وتدوم 3 أشهر على الأقل مع عدم وجود سبب لهذا الاعتلال، وتتطور الحالة لتشمل المظاهر التالية: نقص الوزن- فتور وتعب- فقد الشهية- إسهال- حمى- عرق ليلي- صداع- حكة- انقطاع الطمث- تضخم الطحال
اما الإنتقال من الأم المصابة إلى الرضيع فهي لا تتعدى 50% ويمكن  تقليص هذه النسبة باستعمال أدوية لإيقاف تكاثر فيروس VIH
ولانتقال عدوى الإيدز يجب أن تتوفر الشروط التالية: شخص مصاب بالعدوى وآخر غير مصاب. وسائل من سوائل جسم المصاب يحمل كمية كافية من الفيروس. او احتكاك و/ أو تبادل لهذا السائل. وعند الإصابة بالعدوى، يوجد الفيروس في كل سوائل الجسم المصاب بكثافة مختلفة. ولكنه لا ينتقل إلى عبر سوائل معينة
مبينا ان كثافة الفيروس فتكون الأكثر في الدم، ثم الإفرازات الجنسية لدى الرجل (المنى)، ثم تلك لدى المرأة وأقلها في حليب الرضاعة وتخف كثيرا في اللعاب والبول والدمع.
ولا ينتقل الايدز( السيدا) عبر: استعمال المراحيض العمومية، ولسعات الحشرات، واستعمال الهاتف العمومي، وتبادل أواني الأكل والشرب أو الأكل الجماعي مع المريض. والتردد على الحمامات العمومية والمسابح والأماكن العمومية الأخرى ( المقاهي والسينما...) او المصافحة أو التقبيل أو المعانقة. او السعال والعطس.
وكذلك لا ينتقل ينتقل عن طريق اللعاب والبول والعرق والدموع والحشرات والهواء ولا عن طريق المصافحة والمعانقة، واستخدام الحمام، واستخدام الهاتف
وحول مراحل مرض السيدا وأعراضه فبين انه يمر بأربع مراحل رئيسية هي: مرحلة الكُمون. والمرحلة اللاأعراضية. ومرحلة شبه السيدا. ومرحلة السيدا. 
ثم بين ان رحلة الكمون أو المرحلة الصامتة هي المرحلة الأولى التي يدخل فيها الفيروس إلى الجسم ويبدأ في التعرف عليه والتكيف معه، تدوم قرابة الثلاثة أشهر، وتتميز بعدم ظهور أي أثر للفيروس ليس فقط في الجسم بل أيضا في التحاليل.
والمرحلة الثانية: مرحلة ما قبل السيدا فتتميز بظهور بعض الأعراض المرضية كالإسهال والحمى والنحافة وبعض الأمراض الجلدية التي لا تشكل خطورة على المصاب. وتدوم هذه المرحلة من أشهر إلى سنتين، وخلال هذه المرحلة يستوجب بدء العلاج للوقاية من الأمراض الانتهازية. كما ان المرحلة اللاأعراضية تدوم قرابة 5 إلى 10 سنوات، وقد تستمر لأكثر من ذلك في حالة أخذ بعض الأدوية. مرحلة بدون أعراض دالة على الإصابة، حيث يبقى الإنسان سليما في جسمه لكنه حامل للفيروس ويمكنه نقله إلى أي كان طيلة المدة المذكورة سابقا. 
اما مرحلة شبه السيدا فهي تتميز هذه المرحلة بظهور مجموعة من الأمراض التي تنذر ببداية ضعف جهاز المناعة كـ: الإسهال الحاد، الزكام المزمن، الحمى الحادة، نقص في الوزن، عرق ليلي. وهي أمراض تظهر مجتمعة في نفس الوقت وتطول مدد علاجها عما هو مألوف، وقد تؤدي أحيانا إلى الموت. وتدوم هذه المرحلة بين سنتين و4 سنوات تقريبا.
بينما مرحلة السيدا ففي هذه المرحلة يكون جهاز المناعة قد دمر بشكل كلي، حيث يصاب الجسم بمجموعة من الأمراض التي تسمى : الأمراض الإنتهازية التي هي مجموعة من الأمراض التي تنتهز فرصة تدمير جهاز المناعة فتهاجم الجسم. و أخطر هذه الأمراض وأكثرها ارتباطا بالسيدا سرطان يصيب الجلد ويدعى سرطان كابوزي الذي يعتبر من أخطر أنواع السرطانات المعروفة حاليا.
المرحلة الثالثة: مرحلة السيدا وهو آخر مرحلة الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسب حيث يهاجم الفيروس الجهاز المناعتي تنهار الخلايا المناعتية ويتضاءل عددها فيصبح الجسم ضعيفا وعرضــة للأمراض الانتهازية، فتظهــــر مجموعة من الأعراض منها: إصابة الرئة والشعور بالعياء. والتهاب الجهاز الهضمي: إسهال مزمن مما يسبب انخفاضا في الوزن. وتقرح العقد اللمفاوية و إصابة الأغشية المخاطية(تعفنات في الفم). وسرطان الجلد(ورم كابوزي) وسرطان الدم. وإصابة الجهاز العصبي باضطرابات عديدة نتيجة خمج يصيب الدماغ بدءا بأوجاع الرأس(التهاب السحايا) و اضطراب في الكلام والسلوك وانتهاءا بشلل كامل، وقد تصاب العين بالتهاب ويفقد المريض بصره. 
المراحل النفسية للمصاب بعدوى الإيدز: سرطان انتفاخ العقد اللمفاوية، وسرطان الفم، قشرة سميكة تكسو اللسان. وتقرحات وتقيحات على مستوى الكفين وأسفل القدمين. ومرض السل الذي يعتبر من الأمراض الإنتهازية الأشد ارتباطا بالسيدا.
اما من ضمن الاعراض النفسية الاخرى فهي الصدمة والغضب: فالصدمة ردة فعل طبيعية للأنباء التي تحمل تهديدا للحياة. والصمت الذي هو عدم  التصديق والذهول والخوف من الألم والشعور بالذنب. اما الغضب السريع الذي هو جزء من ردة فعل تجاه الصدمة، وقد يستمر لوقت طويل، وقد يوجه إلى الذات أو نحو العائلة أو نحو القدر. يعتقد المصاب أنه سيئ الحظ، يغضب وقد يتخذ سلوكا انتحاريا. بينما الخوف الذي ينبع من التجارب التي يمر بها المصابون ومن عدم معرفة كيفية معالجة المشاكل وأيضا كنتيجة عدم معرفة المعلومات الصحيحة الخاصة بوضعه.
كما يخشى المصاب من ردة فعل الآخرين (العائلة، الأصدقاء، المجتمع) والوصمة الاجتماعية. فمرض الإيدز ينتقل في 90% من الحالات عن طريق العلاقات الجنسية. التي تعتبر في كثير من الحضارات والثقافات من الممنوعات، خصوصا إذا كانت خارج الإطار الزوجي. إن ظهور العدوى أو المرض يعني إفشاء أمور سرية في حياة المصاب الشخصية.
بالاضافة للكرب والقلق الذي يأتي نتيجة للخوف من الإصابة بالإيدز، من مواجهة الموت، تغيير نمط الحياة والسلوكيات، فقدان محبة الآخرين، عدم التأكد من المستقبل الشخصي ومن مستقبل الأشخاص الذين يرعاهم (الأولاد، الأهل..).
وكذلك العزلة التي تكون ردة فعل الشخص المصاب الانسحاب من كل العلاقات الاجتماعية. والخسارة حيث يعاني مرضى الإيدز عادة شعورا عميقا بالخسارة، وقد يفقدون حسن المنظر والقدرة الجنسية والمنزلة في العمل وفي البيت، فضلا عن تأثر حياتهم الاجتماعية واستقلاليتهم وخصوصيتهم ودخلهم. الشعور بخسارة حياتهم وطموحهم وجاذبيتهم وقدرتهم البدنية، والشعور بالحزن تجاه أفراد الأسرة أو الأصدقاء. والاستياء من التغييرات في أنماط الحياة فيصبح المصاب بالإيدز مع تقدم المرض غير قادر على العمل ولا يستطيع الخروج إلى أماكن قريبة. وهذا ما يزيد الملل في حياته ويفرض عليه بعض القيود. وهذا ما يجعله معتمدا على غيره وغير مستقل. وكذلك فقدان احترام الذات وتأنيب الذات، التفكير بأنه شخص مؤذ، أو ضار، بأنه عار على العائلة وحمل ثقيل، فهو لن يعيل نفسه بعد اليوم... نتيجة كل هذه الأفكار يصل المصاب إلى فقدان احترامه لنفسه. والاكتئاب التي هي مرحلة طبيعية. ولكن قد تتحول إلى مرض في حال لم تعالج. علامات هذه المرحلة تتلخص بالحزن الدائم والمتزايد، تعب، أرق. والشعور بالعجز وفقدان القدرة على ضبط النفس بسبب الفحوص الطبية المتكررة وعدم وجود علاج شاف حتى اليوم. والاقدام على الانتحار أو التفكير به فقد يعتبر بعض الأشخاص هذه الخطوة حلا واقعيا لمشكلتهم ووسيلة للهروب وتجنب الألم والمشقة وحتى أحيانا العار. فالاهتمامات الروحية فتكون ردة فعل البعض، خصوصا إذا كان المصاب وحيدا أو منبوذا أو انقطعت علاقاته الاجتماعية لأسباب مختلفة، اللجوء إلى الدين للتكفير عن الذنب أو الخوف من الموت المبكر، وفقدان السيطرة على الأمور. غالبا ما تأتي هذه المرحلة بعد تقبل المصاب للإصابة والوضع المتأتي عنها ويلجأ إليها المصاب كردة فعل.
وحول اختبار الإيدز، فهو تحليل يمكن لأي شخص أن يجريه في أي مرفق صحي. يعتمد هذا التحليل على وجود الأجسام المضادة للفيروس في الدم ويعطي نتيجة فعالة بعد التعرض للعدوى بـ 6-12 أسبوع تقريبا. وفي حالة إيجابية هذا التحليل يتم عمل فحص تأكيدي يسمى وسترن بلوت Western Blot وتكون نتيجته قاطعة 
واكد العلاج انه لا يوجد حتى الآن علاج لمرض الإيدز ، ولا تزال الأبحاث مستمرة ، وقد حققت نجاحا محدودا يعتمد على استخدام مجموعة من الأدوية تهاجم الفيروس ، ولكنها تسبب أعراض جانبية خطيرة ، إضافة لارتفاع أسعارها ، مما يجعل استعمالها صعبا. 
واوضح انه يجب ان تكون هناك ثقافة جنسية لدى الشخص حول الجنس والعلاقة الجنسية. فالجنس هو شيء فطرى وطبيعي تمارسه الكائنات الحية على كافة المستويات من نبات وإنسان وحيوان. 
اما لماذا الاهتمام بالشباب، فاوضح انهم يشكلون أكثر من نصف سكان العالم، كما أن نصف المصابين بالسيدا التقطوا الفيروس دون سن 25، إضافة إلى أن ثلث المصابين عبر العالم هم من الفئة العمرية ما بين 15 و 25 سنة. كما انه في العراق تشكل الفئة العمرية ما بين 15 و 39 سنة حوالي 68 % من مجموع الإصابات المسجلة. لهذه الأسباب يتعين أن يكون الشباب هم الفئة المستهدفة الأساسية للعمل في مجال مكافحة الايدزا.
واما حقوق المصاب بالسيدا فله الحق في ظروف عيش صحية. وله الحق في المعرفة والتعليم والعمل والعلاج، وكذلك له الحق في السرية و التكتم وعدم التمييز.
واوضح ان العلاج الثلاثي ART  يساعد على ايقاف تكاثر الفيروس. ويجب الووقاية من الامراض الانتهازية واتباع تغذية سليمة ومناسبة وأسلوب عيش صحي.
وحول العلاج الثلاثي، بين: انه يتم توجيه ضربتين للفيروس، الأولى عند ولوجه لخلية T4 (بإيقافه لأنزيم الناسخ العكسي Enzyme Transcriptase Inverse الذي يمكن الفيروس من التكاثر)، والثانية عند استكماله للتكوين (بإيقافه لأنزيم البروتياز Enzyme Protéase الذي يمكن الفيروس من إكمال تكوينه)، حيث يصبح المصاب بفضله مجرد حامل للفيروس وليس مريضا بالسيدا. وإن اتباع العلاج الثلاثي بكيفية منتظمة يعتبر عسيرا، ليس فقط بسبب المضاعفات الكثيرة والجانبية التي تصاحبه، بل أيضا لأن المريض يكون محكوما عليه بمواصلة هذا العلاج طيلة حياته وبشكل يومي.
وحول الوقاية منه بين ان هناك وقاية سلوكية كالاستعفاف والإمساك عن القيام بأية علاقة جنسية خارج إطار الزواج ، ويعتبر هذا الشكل أفضل أشكال الوقاية السلوكية، حيث إن التمسك بالأخلاق الحميدة وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف يشكل وقاية فعالة، والإخلاص سواء بين الأزواج أو في إطار العلاقات العاطفية ، فتعدد الشركاء الجنسيين يؤدي إلى ازدياد خطورة احتمال الإصابة بالفيروس المسبب لمرض السيدا.  
كما ان العازل الطبي: يعتبر الوسيلة العلمية الوحيدة للوقاية من السيدا وجميع الأمراض والتعفنات الأخرى المتنقلة عبر الجنس، إلا أنه مع ذلك لا يشكل وسيلة مضمونة %100 بل فقط بنسبة 98 إلى %99 حيث تبقى هناك خطورة بنسبة تتراوح ما بين 1 إلى %2.
وللوقاية عملية منه فيجب التأكد من سلامة الدم المنقول ومشتقاته والأعضاء التي يتم زرعها وتجنب تبادل الأدوات ذات الإستعمال الشخصي (شفرة الحلاقة  مقص الأظافر، فرشة الأسنان...) وتعقيم الأداة المراد استعمالها قبل الإستعمال، بتنظيفها بماء جافيل أو مادة الكحول. وتجنب استعمال المخدرات عبر الحقن. وتقديم النصح والعلاج للمرأة الحامل بهدف حماية الجنين.
وختم حديثه بالعدد التقديري للمصابين بفيروس الإيدز لغاية 2004  الذي بلغ
39.4 (35.9 – 44.3) million المجموع.
تلا ذلك العديد من المداخلات والنقاشات التي اغنت البحث، وقد تم الاجابة عليها من قبل الباحث.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/29



كتابة تعليق لموضوع : عدد المصابين في الايدز في العالم بلغ قرابة (40) مليون شخص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net