صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

حتى العلمانيين لا يواجهون عليا ( ع)
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحديث عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب حديث ذو شجون واريد ان اخرج عن الكلاسيكية في الحديث عنه عليه السلام في يوم ولادته والحديث عن ولادته ومعركة خيبر ويوم الاحزاب وجوده وعدالته وما الى ذلك من مواقف يتشرف التاريخ الاسلامي بها .

الامام علي عليه السلام لا يختلف اثنان انه يخشى الاعداء مواجهته سواء كان بالسيف او القلم ، ومن المواقف التي تثبت ذلك انه لما خرج الامام علي عليه السلام للزبير يوم الجمل سالت السيدة عائشة من خرج للزبير قالوا لها الامام علي فقالت ثكلتك امك يا زبير فقالوا له ولكن الامام علي حاسر الراس ، وجرى حديث بين الامام والزبير وعلى ضوئه انسحب الزبير .

في معركة صفين نادى الامام علي وقال لمعاوية: ويحك، علام يقتتل الناس بيني وبينك، ويضرب بعضهم بعضا؟! ابرز إلي فأينا قتل صاحبه فالأمر له. فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أبا عبد الله فيما ها هنا، أبارزه؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، فقال معاوية: يا عمرو بن العاص، ليس مثلي يخدع عن نفسه.والله ما بارز ابن أبي طالب رجلا قط إلا سقى الأرض من دمه. ثم انصرف راجعا حتى انتهى إلى آخر الصفوف وعمرو ، وعمرو هو الاخر اراد ان يبارز الامام علي وانتهى مصيره بان يحتمي بعورته فتركه الامام .

وحتى من فكر بان يناقش الامام علي من اليهود والنصارى في بقية العلوم كانوا ينتهي نقاشهم اما باسلامهم او عجزهم .

الان بعد الف واربعمائة سنة فهل ترك الامام علي عليه السلام منفذ لاعداء الاسلام ؟ كلا ، ولكن ماهو موقف الامام علي عليه السلام من العلمانيين ؟

لرصانة التراث الاسلامي عن طريق الامام علي عليه السلام نرى ان العلمانيين او دعاة الحداثة يتجنبون مواجهة ثقافة الامام علي اما لجهلهم او لعلمهم بعجزهم في الرد ولانهم اصحاب رياسة او جنود عملاء فانهم يتحرون في ثقافة ابن تيمية للطعن بالاسلام او صحيح البخاري وغيرها من الكتب التي منحت من القداسة والتهويل اصبحت معولا بيد العلمانيين ولهذا ترى ان اكثر علماني شمال افريقيا حديثهم عن التراث الاسلامي بلسان البخاري وابن تيمية ، واما التنويريون الايرانيون فانهم يتشبثون ببعض رجال الدين المزيفين ليصبحوا الشماعة التي يعلقون عليها تفاهتم ، ولكن ماهي المفاهيم التي ذكرها الامام علي عليه السلام ولا يجروء العلماني على الحديث عنها ؟.

اصحاب الانتخابات والديمقراطية والدعوة لها فان الامام علي عليه السلام هو الحاكم الوحيد الذي فاز بالحكم انتخابيا وديمقراطيا دون ان يرشح نفسه ولم يفوز بالتزييف مثلما فاز بوش الابن اول دورة ، وفي نفس الوقت هو الوحيد الذي طبق مبادئه على الارض فطلبوا منه ان يسايس معاوية وهو يحمل افكارا بخلاف افكار الاسلام فرفض ذلك وقال اتطلبون مني ان احرز النصر بالجور ، بينما الحكومات العلمانية التنويرية دعاة الانتخابات والديمقراطية لها علاقات وثيقة بحكومات تعسفية مستبدة لا تؤمن بالانتخابات ولا بالحرية وليس لها دستور ولا تؤمن بتعددية الاحزاب مثال ذلك حكام الخليج والاردن .

الامام علي ليس له جهاز مخابرات لتصفية اعدائه وهو يعلم ان طلحة والزبير خرجا لتاليب الناس عليه وهو القائل لمن قال له انا لا اصلي خلف لا في جمعة ولا جماعة ولا اخرج معك في قتال ولا اتبعك فقال له عليه السلام افعل ما بدا لك بشرط ان لاتؤذي المسلمين ، فهل تترك العلمانية عميل يخرج عن طاعتهم ؟ الامام علي اعطى الحق لنصراني اشتكى على مسلم قتل خنزيرا له فالزمه الامام اما بشراء خنزير او دفع الثمن له ، فهل الدول العلمانية هكذا تعامل المسلمين اذا ارادوا ان يكون الذبح اسلامي ؟ الامام علي سمع شخصا يشتم كنيسة فنهاه الامام وقال له انه بيت لطالما عبد الله فيه والدول العلمانية اغلبهم لا تسمح للشيعة ببناء حسينيات .

الامام علي عليه السلام عندما كشف عن النهر الذي منع جنود معاوية جيش الامام علي من الشرب منه سمح لهم أي لجيش معاوية بشرب الماء ولم يمارس اسلوب الحصار الذي تستخدمه العلمانية .

فهل يجروء العلماني على قراءة نهج البلاغة وانتقاد الاسلام ، هيهات لهم ذلك لانهم سوف لايجدوا ضالتهم في ذلك .

والحديث يطول عن ثقافة الامام علي عليه السلام في بناء المجتمعات المدنية ويكفيه فخرا ان من يعرفه من الغرب يلزم نفسه بالاعجاب في ثقافته او ثقافة الاسلام من خلال الامام علي عليه السلام


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/05



كتابة تعليق لموضوع : حتى العلمانيين لا يواجهون عليا ( ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net