صفحة الكاتب : علي ساجت الغزي

اشك في الوقوف احتراما لبعض المعلمين
علي ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دع المريض يشعر بحبه للدواء وان كان مر المذاق، مثل بوذي.
يقع على عاتق المعلم تحبيب المريض(التلميذ) بالدواء، وان كان مر المذاق نزولا عند المثل البوذي القديم اعلاه، وبالتأكيد فإن لكل من خط حرفا معلم، ونلمس الجهد الذي يبذله المعلم في المرحلة الأبتدائية اكثر المراحل خطورة في حياة الطالب وهي بمثابة الشرارة الأولى لتنوير الفكر ومنها ترسم ملامح مستقبله، لذا فالتركيز على هذه المرحلة امرا ضروريا، واسهاما منا في تصحيح العملية التربوية نجد ان من واجبنا تشخيص السلبيات وعرضها على اصحاب القرار لاتخاذ الاجراءات الرادعة بحق المخالفين، فهناك صورا نعيشها جميعا مع ابنائنا وبناتنا في مدارسنا العراقية قد يغفل عنها المسؤول او لا يشعر بخطورتها منها على سبيل المثال:
قبل مدة عرضت وسائل الاعلام مدير ثانوية الشعب وهو يضرب احد التلاميذ بقسوة في غرفة الادارة بوجود الملاك التدريسي الذين انقسموا بين مصور لهذا المشهد المخزي وبين متفرج ضاحك مستمتع لسلوك المدير وصراخ الطالب، وبعد الانتهاء أُمر الطالب بتنظيف إدارة المدرسة وساحتها، والفيلم بث ايضا من خلال الـ(يو تيوب) يظهر فيه المدير وهو حاملا عصا طويلة وغليظة والتلميذ يصرخ ويستغيث ذكرني برجال الأمن ايام صدام، هذه صورة، والصورة الأخرى رواية أحد الاصدقاء الذي بدا ممتعضا من تصرف احدى المعلمات التي تريد ان تعلم الصف على الصلاة وتأمر التلاميذ ان يحضروا مستلزماتها، وتهدد في حال عدم تلبية رغبتها تذهب بهم الى المدير، ولا اعلم السلطة الممنوحة لمدير المدرسة التي تخوله المحاسبة والضرب، عموما اضطر صاحبي ان يشتري (عرقجين) ويعطيها لولده، واذا ما ناقشنا الأمر من باب اوسع من تعليم الصلاة نجد اولا اعتماد ان قضية الترهيب في أمر تعبدي لا يكون اصلا من اصول التعليم في المدرسة فالمعلمة وان كانت تريد من ذلك خيرا وتوجه ذهن التلميذ الى الله سبحانه فانه وقوع في المحضور لان هناك خلافات عقائدية من قبيل الوضوء وكيفية الصلاة كل حسب مذهبه وعقيدته، فمثلا وضوء الشيعة يختلف عن السنة كذلك الصلاة هنالك بعض الاختلافات بين المذهبين من حيث اللباس والطهارة والجمع والتسليم، ناهيك عن بقية الطوائف والأديان، فضلا عن فرض المعلمة ما لا يفرض، فأكثر التلاميذ تعلموا الصلاة وشاركوا في تلبية مستلزماتها خوفا من سطوة المدير وتهديد المعلمة وليس خوفا من الله... كان الأحرى بالمعلمة ان تستند الى المنهج الذي تدرسه وتلتزم به ولا تحمل التلاميذ شيئا لان من عد المنهج مختص وكان بامكانه ان يفرض بعض المستلزمات على التلميذ ولا ينتظر المعلمة وإلا فلنترك المنهج  ونجتهد كل من عندياتنا وحسب رغبتنا.
الأمر الثاني، درجت العادة في المدارس العراقية على تحميل الاسرة طاقة مادية اضافية تكون عاجزة بعض الاحيان عن تسديد فاتورة المعلم او المدير لكنها لا تملك بدا سوى الركون لاحد الامرين اما ان تنصاع لطلبات المدرسة التي لا تنتهي من قرطاسية ونشاطات صفية ولا صفية وسفرات وغيرها واما ان تتجاهل الطلبات ويكون التلميذ بمواجهة جبروت المعلم مديرا كان او غيره فيصل التلميذ الى مراحل الخجل والخوف والرهبة الشديدة ثم الكذب، ناهيك عن الانكسار النفسي الذي يعاني منه التلميذ عندما يرى اقرانه وقد جاؤوا بما طلب منهم وهو لا يملك ما يشار اليه من خلاله، واتخطر قصة جرت مع ابنتي في المرحلة الابتدائية عندما طلبت منها المعلمة ان تدفع الف دينار ثمن صورة فوتوغرافية وعندما جادلت ابنتي جاء الجواب المعتاد(قابل بس اني) وفي اليوم الثاني اخذت الالف دينار فسألتها عن الصورة فقالت علقناها في الصف، تخيل مدرسة لديها مئات من الطلبة كل طالب يدفع الف دينار اكثر من 600 الف دينار ثمن عشر صور فوتوغرافية من النوع الصغير!!!.
وفي العودة الى ثانوية الشعب، فنحن نعلم بأن وزارة التربية ومديرياتها ترفض مثل هكذا تصرفات وقد تحاسب وتعاقب، ونعلم ايضا بان الناس لا تستطيع ان تقدم شكوى ضد معلم او مدرس، خوفا على مستقبل ابنائها، فعندما تحقق المديرية بأمر ما تحقق على اساس شكوى مقدمة بحق المدرسة لطالب او طالبة معينة، وقد يثبت تورط المعلم، وهذا صعب للعلاقة التي تربط المعلمين ببعضهم والمعلمون بمدير المدرسة، يعاقب المعلم ويوبخ ويلفت نظره ولكن ابنك يكون الضحية، وهنا تضطر الى نقله الى مدرسة اخرى كما حصل مع الكثير من العوائل، فعلاقة المدير بالمعلم اقرب من علاقة المدير بالطالب، وما حدث  من ضرب المدير لاحد الطلبة وما عرضته احدى القنوات الفضائية كان رد فعل الوزارة رومانسي ولم يرتقي الى مستوى الفعل، فبدل ان يحاكم ويسجن ويقال أو على اقل تقدير يدفع غرامة مادية كبيرة لارتكابه هذا الفعل اكتفت الوزارة باعفائه من منصبه كمدير ويبقى معلما، وكأن ابناء الناس مجرمين ليتعرضوا لمثل هكذا ضرب مبرح وامام الملاك التدريسي والطلبة، ولا ادري هل يتعامل المدير مع ابنه او مع ابن احد المدرسين او المسؤولين بهذه الطريقة، اشك في ذلك، ثم لماذا تنام الوزارة ولا تستقيظ الا عندما يتفشى الأمر وينتشر عبر وسائل الاعلام؟ أليس هناك مفتشون وزائرون ولجان تفتيش، وبالتأكيد فإن هذا المدير قد قدمت بحقه شكاوى وغيره ممن يمارسون نفس الفعل، أين الوزارة من حياة ابنائنا، وهل سننتظر فيلما جديدا يعرض وقد خلف المعلم او المدرس عاهة مستديمة لاحد الطلبة طالما لم يؤخذ التصرف الأول من قبل المدير عبرة لغيره.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/27



كتابة تعليق لموضوع : اشك في الوقوف احتراما لبعض المعلمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net