جدلية المفكر والأديب: علي المؤمن أنموذجاً
د. علي سعد

(كاتب وأديب لبناني)
     رغم معرفتي الطويلة بالدكتور علي المؤمن، وعملنا المشترك في أكثر من مشروع بحثي وإعلامي في لبنان والعراق، ولا سيما حين كنت معاوناً له في "مركز دراسات المشرق العربي" و"المجموعة الدولية للدراسات والإعلام" في بيروت؛ لم کن أتوقع أن الدكتور علي المؤمن سيفاجئنا بکتابة قصة أو رواية أو نظم شعر، وذلك قبل أن أطّلع على روايته «عروس الفرات»، ولم أكن أعرف أن له مساهمات محدودة في القصة القصيرة والشعر؛ فقد عرفناه مفكراً وباحثاً ورئیس تحریر ومديراً ناجحاً، مهتماً بالشأن الثقافي والإعلامي والسياسي والفکري. 
    صحيح أن مبادرة السيد المؤمن لكتابة «عروس الفرات» تمثل إضافة جدیدة له، لکنها ــ من وجهة نظري ــ إضافة کمیة لا ترقی الی مستوی کتاباته في الشأن الثقافي والفکري والقانوني. ولا نرید هنا إعادة طرح السجال حول إمکانیة خوض الکاتب في كل أنواع الكتابة، وأن یکون له انتاجاً في مختلف حقول المعرفة، لأن سمة التخصص التي سادت في مجال الکتابة والمعارف، أغلقت باب هذا السجال، ولم یعد للکاتب الموسوعي المکانة التي کان یحتلها في السابق، حين كانت العلوم متشابكة ومحدودة.  
    ربما كانت ظاهرة الكاتب الموسوعي أو المبدع الموسوعي، الذي يكتب الرواية والشعر والسيرة والأنساب والتاريخ والسياسة والكلام والفقه والفلسفة والرياضيات والطب والهندسة والموسيقى، شائعة ومتعارفة وناجحة في الأوساط العربية والإسلامية خلال العصور السابقة، وخاصة في العصر العباسي، ونماذجها الأبرز البيروني والفارابي وابن سينا، إلّا أن توسع العلوم والمعارف وتعمقها في التفاصيل ثم تفاصيل التفاصيل، جعل من الصعوبة، بل المستحيل، استمرار هذه الظاهرة، لأن لكل حقل من هذه الحقول بات فيه تخصصات فرعية، وكل تخصص فرعي باتت فيه فروع دقيقة كثيرة. ولذلك؛ أصبح هناك فصل حاسم بين الاشتغال في حقل العلوم الإنسانية من جهة، وحقل العلوم البحته من جهة أخرى، والتجريبية والتطبيقية من جهة ثالثة، ولم يعد هناك من يجمع بينهما في نتاجاته. ثم تطور الأمر الى الفصل بين العلوم والمعارف الإنسانية والاجتماعية نفسها، وبات لكل حقل إنساني واجتماعي تخصصات فرعية أيضاً.   
     وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، ظهر موسوعيون كبار في العلوم الإنسانية؛ فكان هناك أدباء فقهاء، وقاصون مفكرون، وشعراء متكلمون، سواء في الأوساط العلمية والثقافية العربية والإسلامية، وخاصة في العراق ومصر وايران والهند، أو في الأوساط العلمية والثقافية الأوربية، ولاسيما في فرنسا وبريطانيا وأمريكا، وقد عززوا حضورهم المعرفي والثقافي من خلال النتاجات الموسوعية التي جمعت بين العلم والفكر والأدب والشعر. ورغم ما كان يتمتع به هؤلاء الكتّاب الموسوعيون من ذكاء حاد وعبقرية وقدرة على التفكير في أكثر من علم في وقت واحد، إلّا أنهم ـــ في النتيجة ـــ أضاعوا فرصة التخصص الدقيق، لأن الاشتغال على أكثر من حقل معرفي، يتسبب في تشتيت جهد الكاتب، وفقدانه قدرة التركيز والابداع في حقل محدد. وبالطبع لانقصد بالكتّاب الموسوعيين هنا الظاهرة التي برزت في أوروبا خلال ما عرف بعصر النهضة، بل نقصد المعنى العام للمصطلح.
    والذي يؤكد تكريس حالة النزوع نحو التخصص في أوساطنا، ما شهدناه خلال العقود الخمسة الأخيرة من ابتعاد علماء الدين والمفكرين الإسلاميين عن حقول الأدب والشعر والخطابة، بمن فيهم من يجيد هذه الحقول ويبدع فيها، بل ظل علماء الدين الشعراء يتجنبون نشر أشعارهم بأسمائهم الحقيقية، كي لا يوصفون بالشعراء، وكذا يتجنبون الخطابة المنبرية كي لا يقال عنهم خطباء. وبغض النظر عن صواب أو عدم صواب هذه النظرة؛ إلّا أنها قد تكون موضوعية إذا كان فيها انحياز لمبدأ التخصص، ولم تكن استنكافاً وتقاعساً عن ممارسة المسؤولية الاجتماعية الدينية.   
    لقد سمعت من السيد المؤمن مسوغاته بشأن العبور على قاعدة التخصص، ودوافعه لکتابة «عروس الفرات» ونشرها، بعد أن عرضها عليّ قبل طباعتها، وهي مسوغات ودافع موضوعية جديرة بالتأمل، أهمها حجم تأثير الرواية في النفوس وسهولة قراءتها وسرعة انتشار مضامينها وأفكارها، وإمكانية تحويلها الى عمل درامي وسينمائي، وهي ميزات لاتتوافر في الكتاب الفكري والتاريخي والسياسي. ويذهب الأستاذ المؤمن الى أن رواية «عروس الفرات» هي المظهر الروائي الأدبي لكتابه «سنوات الجمر»، وخاصة السنوات الأربع الأكثر التهاباً التي مرت على العراق والنجف، أي من 1979 وحتى 1982، وهي السنوات التي روت عروس الفرات وقائعها الموجعة والكبيرة، وهو السر الذي اكتشفه بعض النقاد أيضاً، ومنهم الدكتورة أمل الأسدي والدكتور ميثم حاتم والسيد محمد الموسوي، وفق ما اطلعت عليه في كتاباتهم التقويمية والنقدية حول رواية «عروس الفرات».
     حين أطلعني الدكتور علي المؤمن على رواية «عروس الفرات» قبل طباعتها؛ تعزّزت قناعتي بأن يكتفي بهذه المغامرة، وإن كانت ستتكلل بالنجاح، بفضل الله وحسن نية الكاتب والجهد الذي بذله، وعدم تكرارها، وأن يتمسك بمبدأ التخصص، لأن المفكر والباحث الناجح في الشأن الفکري، یصعب علیه أن يوازن بين الفكر والرواية في عصر التخصص، مع كل ما رأيته من أهمية للرواية، حتى في الجانب الفني، فضلاً عن الجانب التوثيقي التاريخي. 
    ربما تكون رواية «عروس الفرات» بذاتها استثناءً نسبياً من قاعدة التخصص، من خلال لغتها الإبداعية العذبة ومنهجها الروائي الاحترافي، وكأنّ علي المؤمن كتب قبلها عشر روايات؛ لكني أرى أن النوازع النفسية للدكتور المؤمن هي التي كتبت الرواية، وليس قلمه، كونه جزءاً من الرواية، ومعايشاً لتراجيدياتها وأحدائها الكبيرة، وهذا هو السبب الأساس في سرديتها الإبداعية وصورها المدهشة. 
    وبما أن هذه الرواية تمثل استثناءً من القاعدة، كما ذكرنا؛ فليس من الضروري أن يكون الدكتور المؤمن روائياً ناجحاً بعد «عروس الفرات»، وأن يكتب روايات أخرى من خارج واقعه النفسي، تكون بالمستوى الأدبي نفسه، خاصة وأنه أطلعني على مسودتي روايتين أخريين، إحداهما بعنوان «وداعا رافائيل»، وهي رواية سياسية تدور أحداثها في إحدى دول أمريكا الجنوبية في سبعينات القرن الماضي، والأُخرى عنوانها «بقايا زينب»، وهي رواية سياسية اجتماعية تاريخية مثيرة، تدور أحداثها في العراق في الفترة من 1968 الى 2004. وقد وجدت في رواية «بقايا زينب» إبداعاً جديداً مختلفاً، لأنها تمثل أيضاً الواقع الذي عاش الدكتور علي المؤمن تفاصيله، أي أنه ـــ كما في «عروس الفرات» ـــ جزءاً من الرواية وأحداثها، ولذلك؛ أرى أن مغامرته الثانية ربما ستتكلل بالنجاح أيضاً، لكن هذا لايعني دفعاً له باتجاه الاستمرار في خوض مغامرات الخروج على التخصص. أما رواية «وداعا رافائيل»، فقد كان رأيي فيها سلبياً، لأنها لاتمت إليه وإلى فكره وواقعه ومناخاته الاجتماعية والسياسية بصله، ولايمكن أن يعيش النوازع النفسية والعقدية الحقيقية لأبطالها وشخوصها، ولذلك؛ تمنيت عليه أن لايحررها وينشرها.   
    لانزال ننتظر من مفكرنا وباحثنا الكبير السيد علي المؤمن المزيد من العطاء في مجالات تجديد الفكر السياسي الإسلامي وبعث الهوية الإسلامية الأصيلة وإعادة كتابة التاريخ السياسي المعاصر للعراق والمنطقة والاجتماع السياسي والديني والثقافي الشيعي، وهي مجالات تكمل بعضها في الموضوع، وتسير باتجاه الاهداف نفسها. والله الموفق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

د. علي سعد

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/05



كتابة تعليق لموضوع : جدلية المفكر والأديب: علي المؤمن أنموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب سليمان حياك الرب . طرحت مجموعة من الاسئلة يحتاج كل سؤال منها الى بحث منفصل. ولكن لابد من الاجابة ولو بصورة مختصرة . بولص شخصية مضطربة جدا فهو مجهول النسب والاصل يُعرف بأنه شاول الطرسوسي وحسب وصف الإنجيل فقد ساهم بقتل اسطفانوس رجما بالحجارة ويقول الانجيل (كان تلاميذ يسوع المسيح يرتعدون هلعا من مجرد ذكر اسمه ، وكان يلقيهم احياء في الزيت المغلي او يرضخ رؤوسهم بالحجارة) هذا الشيطان تحول فجأة إلى قديس وملاك ورسول ثم تتبع الانجيل واحرقه واتلفه وطارد التلاميذ ، ثم وضع بديلا عن انجيل يسوع انجيله المعروف بإنجيل بولص كما نقرأ في رسائله : 1- (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16 (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي ) 2- وقوله في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25 ( وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي) 3- وقوله في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 8 (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي). ففي هذه النصوص الثلاث ذكر بولص مختصر مهمته السرية التي كلفه بها مجمع السنهدريم اليهودي. الاول أن الله سوف يُحاسب الناس يوم القيامة حسب إنجيل بولص ، فلا إنجيل غيره. النص الثاني : ان الله سوف يقوم بتثبيت إيمان الناس حسب إنجيل بولص. النص الثالث: ان قيامة يسوع المسيح من الموت تمت بحسب إنجيل بولص. واما الرقوق التي جاء بها من منطقة العربية فهي مدرجة في إنجيله وكلها خزعبلات كتبها يهود الجزيرة له وامروه ان تكون بديلا عن انجيل يسوع المسيح. اما اعداء رسالة الاسلام بعد النبي فهم ابو بكر وعمر . وعمر اخطر من بولص لأنه درس عند اليهود منذ ان كان صغيرا وقد حاول ان يُدخل في القرآن ما ليس منه ولكن الرب ابطل عمله. هناك كلام كثير لا يسعه هذا المجال. تحياتي

 
علّق سامي التميمي ، على الامارات تسلم حمدية الجاف مدير المصرف التجاري العراقي السابق : هناك حقيقه متزامنة ان اكثر أموال الدوله العراقيه مهربة إلى الإمارات والأردن وهنا يبرز التزامن بقيام شياع السوداني للاردن اولا ثم الامارات وفي وقت واحد تحقق على الأرض تنفيذ المدن الصناعية المشتركه مع الأردن المفلسه والإمارات مركز المافيات وتبييض الاموال والتي ستدخل لبناء منشئات ميناء الفاو وكلتا الدولتين في اعلاه سيكونان شريكين باستخدامها أموال العراق المهربة في مصارفهما وعلى معنى مثلنا الشعبي ( من لحم ثوره واطعمه)

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل خطر الغضب و الضلال يهدد أتباع جميع الاديان و خاصة المسلمين منهم و الدليل على ذلك اننا أمرنا أن نقرأ الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا بمعدل 22 مرة بين فرض و نافلة .و لولا فداحة ذلك الخطر لما كان ذلك التكرار .و الهداية متعلقة بالصراط المستقيم و منوطة به حتما و الصراط المستقيم معروف ذاتا و عينا . و الغضب يترتب عن قتل الانبياء و الاولياء و الابرياء و قد حصل عند اليهود و النصارى و المسلمين و الضلال يترتب عن تحريف الدين و قد حصل عند الكل و الدليل على ذلك وجود المذاهب بالعشرات عند الكل رغم ان الله واحد و جبرائيل واحد و الرسول او النبي واحد على مر العصور مما يقتضي ان يكون الدين واحدا أيضا . هناك اكثر من حديث نبوي يؤكد اننا سنتبع اليهود و النصارى شبرا بشر و ذراعا بذراع و هذا يعني ان الغضب يشمل الكل و الضلال يستوعب الكل و هناك فقط فرقة ناجية عند الكل . و لئن كان بولص تلك الشخصية الغريبة قد تطوعت لتحريف رسالة المسيح عيسى بن مريم بحماس منقطع النظير فمن المحتم ان يكون لدى المسلمين بولصهم الذي قام بنفس الدور بحماس غريب ايضا . و شخصية بولص الذي لم يتصل بالمسيح اصلا تحوم حولها مجموعة من التساؤلات تستدعي اجابات فلم غير اسمه من شاوول الى بولص؟ و بعد ان اضطهد اتباع المسيح بلا رحمة لم رحل الى الجزيرة العربية ؟ و بمن اتصل ؟ و ما هي الرقوق التي اتى بها ؟ ثم لماذا انقلب تماما و ارتدى معطف المسيحية ليخرب الدين الجديد من الداخل؟ و هذا ما حصل فعلا . و وفقا لسنة او قانون القذة بالقذة و الشبر بالشبر و الذراع بالذراع و لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه و فقا لذلك و تبعا لذلك يجب ان يكون للمسلمين بولصهم ..قام تحريف الدين من الداخل و على علماء المسلمين ان يكشفوا الغطاء عن هذا التناظر المرعب و ان لم يفعلوا عليهم بحذف احاديث القذة و الشبر و الذراع من معجم الاحاديث النبوية .تلك الاحاديث صحيحة و ثابتة و تاريخنا يؤكد وقوع مضمونها و حصوله . و للسيد المسيح قولة شهيرة : أخرج اولا الخشبة من عينيك و حينئذ تبصر جيدا . و ما لم نخرج الخشبة عن اعيننا و نكتشف بولص المسلمين فسنبقى في تيه و ضلال مبين . و لذلك فإن حصر المغضوب عليهم على اليهود فقط و الضالين على النصارى فقط و تحميلهم هذا الخطر المزدوج لوحدهم هو تضليل في حد ذاته و الآية الكريمة ( أفإن مات أو قتل ) تجعلنا نشك في كل شيء .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل و ان شاء الله بيلا انقطاع موضوع الغضب و الضلال في الفاتحة هو على غاية من الأهمية و لو كان الامر متعلقا فقط باليهود و النصارى لما أضطر المسلمون الى قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلوات الخمس بمعدل 22 مرة مع نافلة الفجر و الشفع و الوتر .و هذا التكرار الكبير للفاتحة لدليل قاطع على ان خطر الغضب و الضلال يترصد بالمسلمين فهم و اليهود و النصارى سواء في هذا الأمر و لولا ذلك لما أضطررنا الى الدعاء الى الله في كل صلاة لكي يجنبنا الغضب و الضلال و لما طلبنا منه الهداية الى الصراط المستقيم و هذا الصراط معروف و واضح بذاته و عينه .و الذين حاربوا الصراط المستقيم سيكون غضب الله عليهم اكثر من غضبه على اليهود و الضلال الذي اصاب المسلمين هو افدح من ضلال النصارى . عن علي بن حمزة ، عن أبي عبد الله الصادق ، قال : ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده ، فأما الخمسة أولو العزم من الرسل : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم ، وأما صاحبا نوح ؛ فقيطيفوس وخرام ، وأما صاحبا ابراهيم ؛ فمكيل ورذام ، وأما صاحبا موسى ؛ فالسامري ومرعقيبا ، وأما صاحبا عيسى ؛ فبولس ومريسا ، وأما صاحبا محمد ؛ فحبتر وزريق. و ما قام به بولس يدعو حقا الى العجب العجاب فقد قام بدوره بحماس منقطع النظير و نحن لا نعلم لماذا سافر الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها . و نحن لا نعلم لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس و لا نعلم ان كان في مولده او اصله امر ما غير عادي مخالف للشريعة مما جعله يقوم بمهمته التضليلية على أكمل وجه و بحماس غريب كأنما هو بذرة شيطان مثل الحجاج بن يوسف . نرجو من الفاضلة ايزابيل توضيح هذه الأمور

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة للفاضلة ايزابيل لو كان المغضوب عليهم هم اليهود فقط و الضالون هم النصارى فقط لما فرض علينا ان نقرأ الفاتحة في كل ركعة و نعيد نفس الدعاء و هذا يعنى ان هناك خطرا ما قائم في تاريخ الاسلام قد يجعل المسلمين من المغضوب عليهم او من الضالين و النجاة من الامرين هي الهداية الى الصراط المستقيم و ما لم تحصل تلك الهداية فالخطر قائم و اكيد .و الطريق المستقيم معروف و الضالون و المغضوب عليهم لا يتبعونه ! ***** حقيقة بقيت متعجبا لما قام به بولس و الحماس المنقطع النظير الذي استولى عليه .هل هناك تفسير لما فعله و لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس ؟ و لماذا ذهب الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها من هناك ؟ هل هناك شخص يشبهه قام بنفس الدور في الاسلام وفقا للاحاديث العديدة التي تشير الى اتباعنا لليهود و النصارى شبرا شبرا ؟.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : حيدر صالح النصيري
صفحة الكاتب :
  حيدر صالح النصيري


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net