صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح27
حيدر الحد راوي

 

سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ{238}
تعرف الصلاة بأنها صلة بين العبد وربه , هذه الصلة ( العلاقة ) رافقت الانسان منذ وجوده , فالانسان دائما يبحث عن اله يعبده , آله قادر , آله رحيم , فيثبت عجزه بطريقين : 
الاول : يشعر الانسان بضعفه وعجزه فيبحث عن قوة خفية تمد اليه يد العون و النجدة والمساعدة , فتنجيه من خطر ما او مرض ... الخ , فيؤدي مراسم معينة ( صلاة ) تصله وتربطه وتعلقه بتلك القوى , وهذا مما يؤكد ان الانسان ضعيف وعاجز , مهما بلغ من القوة و الارادة .
الثاني : طريقة اختيار الرب والإله هي من اهم علامات اثبات عجز الانسان عن الاختيار الصحيح , فيختار قوم الاحجار كآله يعبد , ويختار اخرون النار , وغيرهم يختار اشياء اخرى . 
                          **************************    
ذات يوم , وفي مجلس احد العلماء الاعلام , كان هناك الكثير من الناس , فنهض شاب وسأل ذلك العالم , ( اريد اخابر ( اتصل ) الله , فأعطيني رقم الله ؟ ) , استشاط الحاضرين غضبا على هذا الشاب , وهموا بضربه , لولا ان العالم تدخل في الوقت المناسب , واجابه بابتسامة عريضة , ( نعم اتصل بالله عز وجل على الرقم  24434 ! ) , البعض ادرك المعنى والبعض الاخر استفسر عن معنى ذلك ؟ 
2 = صلاة الصبح 
4= صلاة الظهر 
4 = صلاة العصر 
3 = صلاة المغرب 
4 = صلاة العشاء 
اختلفت الاراء حول الصلاة الوسطى , فمنها انها صلاة الصبح , او الظهر او العصر , ايا كنت هي , فأن اداء الصلاة في مواقيتها , الطريقة المثلى للوصول اليها . 
(  وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ) , تحتمل الكثير من المعاني : 
1- القيام لكل الصلوات : ونقصد به مرحلة الاستعداد للصلاة ( ما قبيل الصلاة ) . 
2- القيام في كل الصلوات : أي اثناء اداء الصلاة . 
3- القيام للصلاة : بمعنى الانتقال من مكان وجود الشخص الى مكان اداء الصلاة , و يشمل ذلك النهوض من الفراش لاداء صلاة الصبح مثلا . 
4- وقد يكون المقصود به كل ما جاء في الفقرات اعلاه مجتمعة . 
 
فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ{239}
تقسم الصلاة الى مجموعتين رئيسيتين : 
1- صلاة واجبة : كالصلوات اليومية وعددها خمسا , و صلاة الايات ... الخ . 
2- صلاة مستحبة : كصلاة الليل والنوافل .. وغيرها .   
فيتبين لنا ان هناك صلوات خاصة تجب او تستحب في اوقات وظروف خاصة , كصلاة الخوف مثلا , الغرض منها جميعا مهما اختلفت عناوينها هو تعميق الاتصال بالله عز وجل , في مختلف الظروف , ففي حالة وجود العدو المتربص , قد تجب او تستحب صلاة الخوف , حسب نوع الظرف , اما بعد زوال الخطر , فقد تستحب صلاة الشكر مثلا . 
طريقة اداء الصلاة من حيث القيام والركوع والسجود , قد تتغير حسب الظروف , فيجوز للمصلي ان يصلي راكبا او ماشيا او حتى ممدا على السرير , في حالات القهر والضرورة , وهذا ما تشير الاية الكريمة اليه .   
 
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{240}
الاية الكريمة تنشر علامات الرأفة والرحمة على اللائي فقدن ازواجهن , وقد تكون الاية الكريمة بمثابة التعزية والمواساة لهن , وتحتمل ايضا ان تكون دعوة لهن ان يفعلن ما يرغبن به بما يتوافق مع حدود الشريعة ( كالزواج ... الخ ) . 
 
  
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ{241}
تشير الاية الكريمة الى حقوق وواجبات المطلقة , الجدير بالتأمل , ان الاية تصف الذي يراعي حقوق المطلقة  انه من ( المتقين ) ! . 
 
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{242}
تؤكد الاية الكريمة على ان القرآن الكريم يحتوي على كل شاردة وواردة في مجال حقوق الازواج و الاولاد , الملفت للنظر قوله عز من قائل ( لعلكم ) , حيث تشكل مجالا واسعا للتأمل , وبالاخص الفعلين ( يبين – تعقلون ) .   
 
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ{243}
تشير الاية الكريمة الى قدرته عز وجل , وبشكل خاص في الموت والاحياء , وتعرج الاية الكريمة على ذكر فضل الله عز وجل على الناس , فيلاحظ المتأمل ان افضل ما تفضل الله عز وجل على الناس هما الحياة والموت , اما فضل نعمة الحياة فمعلومة , واما الموت فيكون فضلا منه عز وجل ونعمة ايضا , فيمكنك تصور ذلك بجهد قليل من التفكير على النحو الاتي : 
1- تصور ان الله مدّ في عمرك , حتى هرم جسدك , و عجزت ساقاك عن حملك , ويديك عن الحركة , بالتأكيد سوف تكون حملا ثقيلا على اولادك واقاربك (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ{68} سورة يس . 
2- من جهة اخرى , لو فرضنا استمرار الحياة , فهل يمكن للارض ان تستوعب هذه الاعداد البشرية ؟ , ام هل سيكفي ما على الارض من طعام وموارد لكل هذا العدد من الناس والمخلوقات الاخرى ؟ .   
اذا فالموت نعمة منه عز وجل وفضلا يستحق الشكر . 
يلاحظ المتأمل ايضا , ان الاية الكريمة تؤكد تأكيدا بالغا , على ان اكثر الناس لا يؤدون شكر الله تعالى ! .  
 
وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{244}
الاية الكريمة تفتح باب القتال في سبيل الله تعالى , وقد يكون ذلك على عدة وجوه : 
1- حرب الميدان : وتكون في حالتين : 
أ‌) حرب الدفاع عن الاسلام : في حالة تعرض الاسلام الى عدو خارجي , مجهز بعدة وعدد , فيجب على المسلمين خوض حربا دفاعية . 
ب‌) حرب التحرير لنشر الاسلام : كحروب الفتوح الاسلامية .
فينبغي لامة الاسلام ان تعد العدة كي تكون جاهزة لخوض مثل هذه الانواع من الحروب . 
2- حرب ( قتال ) فكرية : ويكون هذا النوع من الحرب في مضمارين : 
أ‌) حرب فكرية دفاعية : نهج اعداء الاسلام منهج الفكر وطرح النظريات لدحض ما جاء به الاسلام , لذا ينبغي للمسلمين مجابهة ذلك الفكر بفكر مضاد . 
ب‌) حرب فكرية تحريرية لنشر الاسلام : لغرض نشر الاسلام بمنهج جديد واسلوب حديث , يتناسب مع التطور العلمي المتسارع .   
 
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{245}
يلاحظ المتامل ان هناك اربعة ملاحظات في الاية الكريمة جديرة بالتأمل : 
1- الاية الكريمة تصف من ينفق بعضا من  ماله على ذوي الحاجة , فأنه يقرض الله تعالى , أي ان ما ينفقه الشخص على الفقراء والمحتاجين بمثابة دين على الله عز وجل , فمن اوفى بتسديد الديون منه عز وجل ! .
2- المتأمل يلاحظ ايضا , في حالة استرداد الدين , يجب على الدائن ان يأخذ مقدار الدين فقط , بينما يعتبر اخذ المال الزائد على مقدار الدين ربا , يحرم شرعا , فذلك لا يجوز على عباده عز وجل , لكنه يجوز عليه عز وجل , فيضاعف لمن اقرضه بأنفاقه على الفقراء والمحتاجين بأضعاف مضاعفه , يمكن ان يكون ذلك على وجوه نذكر منها : 
أ‌) ان شرائع الاسلام تجب على المسلمين , ولا تجب عليه عز وجل . 
ب‌) من المحتمل ايضا ان الله عز وجل يعتبر عملية الانفاق حسنة , والحسنة بعشر امثالها .  
3- (  وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ ) في اشارة ان توسيع او تضييق الرزق عائد اليه عز وجل , فينبغي عدم البخل في الانفاق خشية الوقوع في الفقر , او كما يقول المثل الدارج ( اصرف ما في الجيب , يأتيك ما في الغيب ) . 
4- (  وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) : في اشارة واضحة وصريحة , في ان الانسان عائد الى الله عز وجل , ليس وحده , بل مع كل ما كان يملك ! .         
 
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ{246}
اكد القرآن الكريم على ذكر بني اسرائيل كثيرا , ووصفهم بكثير من الاوصاف الغير نبيلة , المتتبع لتاريخ هؤلاء القوم , سيجد فيهم خواصا كثيرة , غير موجودة في الاقوام الاخرى , منها الحسن منها قليل , والقبيح منها اكثر .
الاية الكريمة وصفتهم بصفتين غير حميدتين : 
1- الكذب : فقد اظهروا لنبيهم في ذلك الحين وهو شمويل (ع) استعدادهم لخوض غمار الحرب , وانهم سيصمدون في القتال , الا انهم في ساعة الجد , اظهروا العكس . 
2- الجبن : علامة تميز بها بني اسرائيل عبر الزمن .   
مما ينبغي الاشارة اليه , ان هاتين الصفتين موجودتين في كل الامم , فلا توجد امة في العالم تخلو من الكذابين والجبناء , فلماذا هذا التركيز على بني اسرائيل خاصة ؟ , خصوصا وان منهم من مدحته ايات القران الكريم , وفي هذه الاية الكريمة قد مدحت بعضهم ( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ) , هناك القليل منهم لم يكونوا كذابين ولا جبناء , بل كانوا مؤمنين ثابتي العزيمة , الاجابة على هذا التسائل تحتمل الكثير من الوجوه : 
1- قد يكون القرآن الكريم جعل من بني اسرائيل قدوة سيئة في الغالبية , وقدوة حسنة في الاقلية منهم .
2- كثرة جرائم وتجاوزات بني اسرائيل على حدود الله تعالى , وقتلهم الانبياء جعل منهم محلا لغضب الله عز وجل , حيث تصرح نخبة من الايات الكريمة ان الله عز وجل قد غضب عليهم  , حتى نالوا حصة الاسد من غضبه عز وجل , من قبيل {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61 , {بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }البقرة90 , {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }آل عمران112 , إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }الأعراف152 , وغيرها من الايات الكريمة , بينما تشير ايات كريمة اخرى الى ان غضب الله عز وجل ينال اشخاصا في امة , من قبيل {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الأنفال16 , وبعضا من الايات الكريمة توعدت بأن يحل غضب الله عز وجل عليهم في حالات معية , من قبيل {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93 , و {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الأنفال16 . 
3- هناك اسباب اخرى محتملة , سوف نذكرها في محلها .  
  
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{247}
هذه الاية الكريمة ذكرت صفة سيئة اخرى من صفات بني اسرائيل , وهي اعتراضهم وممانعتهم ومجادلتهم في ما فرض الله تعالى لهم , فجادلوا نبيهم في شأن طالوت , كونه ليس من اسرة ملوك او بيت نبوة , بينما هناك من وجهائهم من انحدر من سلالة ملوك او بيوت نبوة , فتفاضلوا على امر الله تعالى , فشرح لهم نبيهم (ع) ان الخيرة فيما اختار الله عز وجل , وليس فيما تختارونه انتم لانفسكم , لم يكن طالوت من اسرة تنحدر من سلالة ملوك او انبياء , لكن الله عز وجل اصطفاه وفضله عليكم بما اتاه من سعة العلم والمدارك , وقوة الجسم على تحمل المشاق , ثم ان كل شيء يعود ملكه لله تعالى , وهو وحده له حق الاختيار , فيهب عز وجل ملكه لمن يرى فيهم الصلاحية وحسب سعة علمه عز وجل .  
المتأمل يلاحظ ان الاية الكريمة اختتمت بــ (  وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
) , وفي ذلك مجال كبير للتأمل ! . 
 
 
 
 
حيدر الحدراوي
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/23



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح27
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net